أثارت فتوى الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، التي ينكر فيها فرضية الحجاب، ردود فعل غاضبة بين الأزهريين والسلفيين، مؤكدين أن الإسلام نص على فرضية الحجاب، معتبرين أن ما ذكره لوي لنصوص القرآن والسنة. وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الحجاب فرض بالقرآن والسنة، مدللاً على ذلك بآيات من سورة النور {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وأشار كريمة في تصريحات إلى "المصريون" إلى حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها "لما دخلت علي النبي بثياب رقاق قال يا أسماء إذا بلغت المرأة لا يظهر منها إلا هذين "الوجه والكفين". وشدد على أن العلماء أجمعوا على فرضية الحجاب، قائلاً: "وانعقد الإجماع علي فرضية الحجاب فلو صلت المرأة المسلمة كاشفة شعرها فصلاتها باطلة". وقال الدكتور أحمد الشرقاوي، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الأزهر وعضو وفد الأزهر لأفريقيا الوسطى، إن "الحجاب واجب شرعي ولكن الخلاف حول فرضية النقاب". وتساءل: "هل يجوز للمرأة أن تؤدي الصلاة بدون حجاب"؟! معتبرًا أن "صلاة المرأة بالحجاب دليل على الفرضية". وقال الشيخ السيد البشبيشي، الداعية السلفي، إن "ما قاله الدكتور سعد الدين هلالي سموم"، مضيفًا: "يحارب الوصاية على الناس في الدين، مع أنه هو من يقوم بذلك ويوجه الناس توجيهًا مباشرًا لاعتناق الفكر العلماني، وإتباع الأهواء تحت باب الحرية. وأضاف في بيان له أن "ما ذكره الهلالي حول إنكار فرضية الحجاب هو لوي لنصوص القرآن والسنة ليًا في قضية الحجاب وخلص في النهاية إلى ترك الحرية الكاملة للمرأة لتلبس ما تشاء". وطالب البشبيشى بلجنة أزهرية للرد على فتاوى الدكتور سعد الدين الهلالي ، موضحا أن هذا الأمر قد يحدث فتنة بين المسلمين. ونشرت حركة "دافع للدفاع عن العلماء"، تصريحات للدكتور عبدالمنعم فؤاد، الداعية الأزهري، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قال فيها إن ما قاله الدكتور سعد الدين الهلالي عن إنكاره لفرضية حجاب المرأة حسب رؤيته في تفسير القرآن الكريم لم يستطع أى مستشرق مهما بلغ من الغلو الفكري، ما بلغ أن يقوله عن هذه الفريضة أو أن يجعل الناس يتناولون القرآن بأى تفسير يرضونه وتشتهيه أنفسهم وترضى به أهواؤهم. وأضاف أن "القرآن ليس عرضة لكل رأي حتى وإن كان قائله أو مفسره سمكري أو بائع بطاطا مع احترامي للجميع، والمرأة ليس من حقها أن تفسر الآيات المتعلقة بالحجاب حسب ما تراه هى وترتدي ثيابها وزينتها حسب ما يرضيها ويناسبها وإن لم يرض عنها أوصياء الدين". وأردف: "هذا بلاغ لمجمع البحوث الإسلامية لكي يحدد موقفه من هذا الفكر والذي بين صاحبه من أين استمده من خلال ثنائه على سعيد العشماوي وترحمه المستمر عليه وهذا حقه ، ثم ثنائه على قاسم أمين وفى المقابل بين موقفه من علماء الشرع الذين تجلهم الأمة من عهد الفقهاء إلى يومنا هذا واتهامهم في أكثر من عبارة بأنهم أوصياء الدين". واستطرد: "لابد لمجمع البحوث أن يدلى بدلوه في توضيح ما قيل من هراء فكرى، وهل يمكن لمن يروج لهذا الفكر أن يؤتمن على عقول أبناء الأزهر الذين جاءوا من العالم كله ومن قرى ونجوع مصر ليتعلموا صحيح الدين هل يمكن أن يدرس لهم هذا الفكر ويؤتمن صاحبه على عقولهم؟".