يدخل اعتصام المثقفين والمبدعين بوزارة الثقافة أسبوعه الثانى غدا الأربعاء دون ظهور أي بارقة أمل نحو انفراجة لتسوية الموقف بين وزير الثقافة والمعتصمين خاصة على ضوء تأزم الموقف بتقديم الوزير بلاغا للنائب العام ضد المثقفين والفنانين لاقتحامهم مكتبه، وإصرار المبدعين على الاستمرار في الاعتصام حتى إقالة وزير الثقافة. وجاء اعتصام المثقفين والفنانين اعتراضا على قرارات الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة بإنهاء ندب عدد من القيادات بالوزارة، مطالبين بضرورة أن يتولى زمام أمر الثقافة في مصر من يتعهد ويؤمن بالحفاظ على قيم التنوع والمواطنة والثراء الذي كان سمة للثقافة المصرية على مر العصور - حسب قول المعتصمين -. وفيما يؤكد الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة في تصريحاته أن المعتصمين بالوزارة لا يمثلون مثقفى مصر، وأنه سيستمر في تطهير وزارة الثقافة حتى لو كلفه هذا الأمر حياته، مشيرا إلى أن الكلام عن أخونة الوزارة وهم، وكل الوزارات بها خلايا نائمة لهدم مؤسسات الدولة. ورفض المعتصمون الحوار مع الدكتور علاء عبدالعزيز، معتبرين أن وجوده يعد دليلا قاطعا على نية من وصفوها بجماعة الحكم والاستيلاء على مصر ومقدراتها، مؤكدين أن مطالب المبدعين المصريين تتجاوز أي مطلب فئوي أو مهني أو أي خلاف أيديولوجي لتعبر عن ثورة غضب وطني في مواجهة حكم قرر أن يخاصم شعبه ويقصى معارضيه ويهدد دينه وهويته وتراثه الفكري والثقافي. وأشار المعتصمون إلى أن القضية لم تعد مواجهة بين مثقفين ووزير، وإنما تحولت إلى معركة تحرر بين عقول مصر وشعبها في القاهرة والأقاليم ونظام حكم يسعى لشق الصف الوطني تارة باستخدام الدين وأخرى بالتفريق بين القاهرة والأقاليم بما يمثل ازدراء للدين وتهديدا لاستقلال الوطن وهويته. ويواصل الفنانون والمثقفون اعتصامهم بتقديم كرنفال ثقافى يتضمن فعاليات وعروض فنية مختلفة، حيث قاموا بنصب منصة أمام الوزارة، ويتم في الساعة السادسة من مساء كل يوم تقديم الفقرات الغنائية والعروض الفنية ومنها رقصات لفن الباليه، وتنظيم معرض للفن التشكيلى، كما يتم عرض العديد من الأفلام السينمائية. ويشارك في تقديم الفقرات الفنية نخبة من المبدعين من بينهم الفنانة عزة بلبلع، والفنان إيمان البحر درويش، الفنانة نسمة عبد العزيز عازفة الماريميا، وفرقة إسكندريلا، بالإضافة إلى تقديم بعض العروض الفنية لفرق الأوبرا. وعلى مدى الأيام السبعة الماضية، اتسعت دائرة المؤيدين لاعتصام المثقفين المصريين في الداخل والخارج، حيث أعلن عدد من المبدعين العرب تضامنهم الكامل لاعتصام المثقفين، مؤكدين أن الثقافة المصرية كانت دائما منارة للمثقفين العرب، كما أعلن أدباء الجنوب، والسويس، وبورسعيد ودمياط تأييدهم الكامل لجميع مطالب المثقفين والمبدعين المعتصمين لإقالة وزير الثقافة. وقررت الجمعية العمومية لنقابة المهن التمثيلية بالإجماع تأييد مثقفي مصر وفنانيها في اعتصامهم لحماية ثقافتهم وفنونهم من أي فكر يعود بهم إلى عصر الظلام والقهر والقمع الفكري والإنساني. ويتوافد على مقر وزارة الثقافة بالزمالك نخبة من المبدعين والسياسيين لإعلان تضامنهم الكامل مع المعتصمين، ومن أبرز الداعمين، الروائى الكبير بهاء طاهر، الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، إبراهيم عبد المجيد، يوسف القعيد، الدكتور ثروت الخرباوى، الكاتبة فتحية العسال، سكينة فؤاد، الناشط السياسي الدكتور أحمد حرارة، المنتج محمد العدل، المخرج خالد يوسف، الدكتور علاء الأسوانى، الدكتور عمار على حسن، الصحفى جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين، الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية، الفنان خالد النبوى، الفنانة ليلى علوى، آثار الحكيم، الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب السابق، الفنان التشكيلى أحمد شيحة، الناشر محمد هاشم. وأعلن عدد من الشخصيات والأحزاب السياسية دعمهم لمعتصمى وزارة الثقافة حيث قام حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى أمس بزيارة مقر وزارة الثقافة لإعلان تأييده الكامل، والدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، كما نظم حزب التجمع وقفة أمام الوزارة لإعلان تأييده لمطالب المثقفين والفنانين المعتصمين. وأعلنت جبهة الإبداع المصرى وائتلاف فنانى الثورة وعدد من القوى الوطنية عن تنظيم مسيرة لدعم اعتصام المثقفين بمقر الوزارة تنطلق في السادسة مساء اليوم من كوبرى قصر النيل وتتجه إلى مقر وزارة الثقافة بالزمالك.