لفت نظرى أن جماعة الإخوان هاجمت مؤتمر القضاة الأخير فى فندق «الفورسيزون»، والذى حضره رئيس الاتحاد الدولى للقضاة، وكان أكثر الهجوم الذى خرج من ألسنة هذه الجماعة المكيافيلية أن القضاة باستعانتهم بالاتحاد الدولى للقضاة يكون قد استقوى على بلده بالخارج، فقلت فى نفسى: صدق من قال «رمتنى بدائها وانسلت»، إذ أن الذى استعان بالخارج عبر تاريخه هى تلك الجماعة الدموية، وأظن أن استعانتهم بالاتحاد الدولى للمحامين عام 1995 كان واضحا عندما طلبوا منهم ندب محامين إنجليز للمرافعة عنهم أمام المحكمة العسكرية، وحضر بالفعل 4 محامين انجليز ولم يتهمهم أحد بالاستقواء بالخارج. أما عن الاستقواء بالخارج عبر تاريخهم فالأدلة عليه متعددة، وقد ظهر فى بادئ الأمر بتلك العلاقة الخاصة التى نشأت بين البنا وبين الملك عبدالعزيز آل سعود – وقد استفاد الإخوان من تلك العلاقة إبان محنتهم مع عبد الناصر – وإذا رجعنا إلى وثائق الخارجية الأمريكية عن الفترة السابقة على ثورة يوليو نجد أن ثمة حوارات متعددة تمت بين الأمريكان وبين شخصيات نافذة فى الإخوان !!! كما أن علاقة الإخوان بالإنجليز قبل الثورة كانت معروفة وقد كشفت عنها الوثائق التى قام الصحفى الكبير محسن محمد بترجمتها ونشرها فى كتابه المهم فى هذا الصدد، وفى دراسة معمقة لعبد الله النفيسى – أحد قيادات الإخوان السابقة فى الكويت – كشف عن علاقات نشأت بين الإخوان وبين الإمام الخومينى إلى الحد الذى دعا الإخوان إلى إرسال وفد تهنئة للخومينى فى بداية حكمه بإيران. ومنذ ما يقرب من ال5 سنوات كتب عصام العريان فى مجلة الديمقراطية أحد إصدارات الأهرام دراسة موسعة عن التجربة الإسلامية فى تركيا وباكستان، وألمح فى دراسته أن سبب قبول مؤسسات الجيش فى هاتين الدولتين لحكم أحزاب إسلامية هو أن ثمة حوار تم بين الإسلاميين والإدارة الأمريكية أدى إلى قيام الأمريكان بالضغط على الجيش حامى العلمانية لقبول حكم الإسلاميين. وأعتقد أن الجميع يتذكر أنه بعد هذه الدراسة قام عصام العريان ومحمد عبدالقدوس ومحمد مرسى وهم من القيادات المعتبرة فى الإخوان بإجراء حوارات مع بعض سفراء ومندوبين بدول أوربية – وكان ذلك برعاية سعد الدين إبراهيم – وعندما انكشف خبر هذا اللقاء سارع الإخوان بنفى صلتهم به وزعموا أن هذه القيادات كانت تمثل نفسها ولا تمثل الجماعة، ثم كان أن وصلت الجماعة إلى حكم مصر من خلال الاستقواء بالأمريكان، وما أظن هيلارى كلينتون وإخوانها فى الكونجرس ببعيدين عن تنصيب مرسى كرسى الرئاسة. أظن أن خطورة هذا الاستقواء الإخوانى بالأمريكان يشير إلى أهمية التدافع ناحية التحليل المتأنى له ولأسبابه، ولكن واقع الدراسات البحثية يتجاهل هذا الأمر رغم خطورته، ولله فى الإخوان شئون.