رغم الانتقادات العنيفة التي تعرض لها فيلم «تتح» الذي يعود به محمد سعد إلى السينما إلا أن الفيلم حقق إيرادات جيدة؛ ومن جانبه قال الفنان الكوميدى محمد سعد أن فيلم "تتح" هو رسالة للحكومة والشعب وكل من يعيش في مصر، مؤكدًا أن رسالته التي يريد أن يقولها وصلت من خلال الفيلم لكل من شاهده. وأكد في حواره مع "فيتو" أن الفيلم يعبر عن حال الشارع المصرى في الوقت الحالى، فهناك مشاكل لم تحل وما زال المواطن البسيط الذي يشبه "تتح" لا يجد من يحقق له مطالبه. ونفى سعد ماتردد عن أنه طلب من السبكى أن يقوم وائل إحسان بإخراج الفيلم بدلا من سامح عبد العزيز؛ وقال "لم يعرض الفيلم على وائل إحسان، ولا حتى على أي مخرج آخر". وحول عودته للعمل مع آل السبكى قال سعد، قدمت مع الحاج أحمد السبكى 8 أفلام من 11 فيلما هى مجموع أفلامى، وبالتالى لم يكن غريبا علىّ أن أعود للتعامل معه. «فيتو» التقت سعد وأجرت معه هذا الحوار: ما سر العودة في هذا التوقيت الذي تعانى فيه السينما؟ - السر يكمن في توافر "ورق" جيد، وقصة رائعة كتبها سامح سر الختم ومحمد نبوى، ومخرج متمكن مثل سامح عبد العزيز، لديه رؤية وصاحب فكر مختلف، ففى هذا الفيلم تم تلافى أخطاء الفيلمين الأخيرين اللذين حدثت بهما بعض المشاكل، إضافة إلى وجود فريق عمل جيد، فهذه هى العوامل الأساسية التي أدت لنجاح الفيلم. على ذكر «الورق» ، شاركت في تأليف آخر أفلامك "تك تك بوم" و"اللمبى 8 جيجا"، ولكنك لم تكرر التجربة في "تتح"، فما السبب؟ لم نوضع في نفس ظروف الفيلمين الأخيرين، والتى كانت سببا مشاركتى في التأليف، تمثلت في دخول المخرجين إلى العمل قبل فترة قليلة من التصوير قد تكون يومين، وبالتالى لم يكن المخرج ممسكا بكل الخيوط، الأمر الذي كان يستدعى مشاركتى في التأليف، ولكن في هذا الفيلم كان سامح عبد العزيز مع سامح سر الختم ومحمد نبوى منذ بداية مراحل كتابة الفيلم، وبالتالى لم تتوافر نفس العوامل في الأفلام السابقة، لذلك واجهت هذه الأفلام بعض المشاكل التي أثرت عليهما. بمناسبة سامح عبد العزيز، البعض يقول إنه العامل الأهم في عودة محمد سعد لمكانته الكبيرة، فما رأيك؟ - سامح من المخرجين المتميزين الذين تعاملت معهم، فهو صاحب رؤية مختلفة، وبالطبع هو صاحب النصيب الأكبر في نجاح الفيلم، ولديه تجارب كبيرة ناجحة وكان من الطبيعى أن يكون التعاون معه في صالحى. قيل إنك طلبت من السبكى أن يقوم وائل إحسان بإخراج الفيلم، ولكنه صمم على سامح عبد العزيز؟ - هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وائل إحسان من المخرجين الذين أحبهم، وعملنا معا في أهم أفلامى في بداية مشوارى، لكن ما قيل في هذا الموضوع غير حقيقى، وسامح مخرج صاحب أعمال كثيرة ناجحة ولا يحتاج لأن يفرضه أحد على أي عمل، وكما أخبرتك فإن سامح هو مخرج الفيلم منذ البداية، ولم يعرض الفيلم على وائل إحسان، ولا حتى على أي مخرج آخر. لم يتوقع أحد عودتك للعمل مع السبكى مرة أخرى، خصوصا أنك أخبرتنى منذ عام أنك لن تترك الشركة العربية، ولكنك عدت للسبكية وبالتحديد مع أحمد وليس محمد، فما السر وراء عودتك للسبكية مرة أخرى؟ - أنا ممثل، والممثل ليس حكرا على جهة إنتاج معينة ولا بد أن تكون علاقته جيدة بكل المنتجين، فقد كنت مع الشركة العربية، واليوم مع السبكى، وغدا لا أعلم أين سأكون، فهذا هو حال أي ممثل، يتعامل مع منتجين كثيرين، وبالنسبة للسبكية فقد كانت بدايتى معهم، وقدمت مع الحاج أحمد السبكى 8 أفلام من 11 فيلما هى مجموع أفلامى، وبالتالى لم يكن غريبا علىّ أن أعود للتعامل معه. وهل اشترط عليك أحمد السبكى تخفيض أجرك للنصف كما أشيع؟ - لم يحدث، هذا الكلام غير صحيح، وهو جزء من الشائعات الكثيرة التي تم إطلاقها علىّ في الفترة الأخيرة. بمناسبة الشائعات، قيل إنك رفضت وجود مروى في الفيلم بسبب جرأتها والفيديو الخارج الذي تم تسربيه لها في فيلم "أحاسيس"، فما حقيقة الأمر؟ - هذا الكلام غير صحيح، فاختيار الممثلين كان مسئولية سامح عبد العزيز، ولم أتدخل في اختيارهم، وعندما اختار سامح فريق العمل بالكامل كنت سعيد جدا لأننا لم نجتمع في أي عمل من قبل، وأنا لم أرفض وجود مروى ولا أعلم أي شيء عن الفيديو الذي تتحدث عنه، ولكنها أضافت روحا جميلة في الفيلم، ولم تظهر بأى شكل يضايق الجمهور. لكن كان هناك انتقاد لمساحة البطولة النسائية في الفيلم التي اعتبرها البعض صغيرة؟ - المتحكم الأول في مساحة البطولة النسائية هو السيناريو الذي عمل عليه سامح سر الختم ومحمد نبوى، وكما أخبرتك أنا لم أتدخل في التأليف، وبالتالى كنت ملتزما بالسيناريو مثلى مثل غيرى، والمسئول الأول عن حجم الأدوار هو المخرج والمؤلفان. انتقاد آخر تم توجيهه للفيلم بأن به إيحاءات وألفاظ خارجة، فما ردك؟ - أفلامى تتميز بأنها أفلام عائلات ولا يوجد بها كلمات أو مشاهد خارجة، وإذا توجهت إلى السينما ستجد عائلات احتشدت لمشاهدة الفيلم، لذلك فالانتقاد الذي تم توجيهه للفيلم غير حقيقى. ألا ترى أن بعض الألفاظ والكلمات بها إيحاءات جنسية ؟ - ليست إيحاءات بالمعنى الحرفى، ولكن الفيلم موجه لمخاطبة فئات كثيرة من ضمنها فئة الشباب، وهذه هى لغتهم في الحديث، ومع ذلك لم يكن هناك أي كلمة مباشرة أو صريحة ولا يوجد لفظ خادش للحياء، فأنا لا أريد خسارة جمهورى من العائلات والأطفال. من المعروف أنك في أفلامك تتجنب السياسة، ولكن في "تتح" كانت هناك العديد من الإسقاطات السياسية، فهل كان هذا ضروريا للتواصل مع الجمهور؟ - بالتأكيد، فهذا هو الغرض الأساسى، أنت تعبر عن حال الشارع في الوقت الحالى، وفى هذا الزمن لن تتحدث عن ثورة يوليو، ولكنك ستتحدث عن مشاكل الناس التي ارتبطت ارتباطا مباشرا بالمشاكل السياسية، مثل أزمة الأنابيب والغاز والسولار وغيرها من الأزمات التي تحدث عنها المواطن البسيط "تتح" في المشهد الذي جمعه بدكتور الجامعة. شخصية "تتح" اختلف عليها الجمهور، فالبعض أكد أنها ضمن كاركترات محمد سعد، والبعض الآخر أكد أنها شخصية عادية، مارأيك ؟ - "تتح" شخص عادى، مواطن بسيط من هؤلاء الذين تراهم في الشارع دائما وتحب الجلوس معهم، هذا المواطن الذي تسأله عن مشاكل السياسة فيرد عليك بإجابات كوميدية لا تتعلق بالموضوع الذي تحدثه فيه، وهو شخص كوميدى لكنه بسيط وليس لديه أي حسابات خاصة، لذلك فإن "تتح" ليس "كاركتر" ولكنه مواطن عادى توجد نماذج كثيرة منه في كل مكان حولنا. ألم يكن من الممكن ظهوره بشكل عادى بدلا من ظهوره في صورة الشخص الذي لا يستطيع المشى ولا يرى جيدا ويتحدث بتلعثم؟ - دائما الإضافات الشكلية تجعل الشخصية تصل أسرع إلى قلب المشاهد، وتجعل تقبله للمواقف الكوميدية من هذه الشخصية أسهل، فأنت عندما تجلس مع شخص من هذه النوعية تضحك جدا من كلامه وردود أفعاله، على عكس أن تجلس مع شخص كوميدى ولكنه لا يملك نفس الملامح، فهذه الإضافات هدفها تسهيل الكوميديا وليس عمل "كاركتر". مشهد حصولك على رقم محمول ينقصه رقم من دوللى شاهين، وقيامك بعدها بتجربة أرقام كثيرة للوصول للرقم المطلوب، البعض انتقدها بسبب تقديم أحمد حلمى لنفس المشهد في فيلم "عسل أسود"، ما ردك؟ - الدراما تدور حول 36 تيمة لا تتغير، ومن الطبيعى أن تجد مشهدا في فيلم مكرر في فيلم آخر، وإذا فكرنا بتلك الطريقة فإنه لا أحد سيقوم بتقديم أفلام مرة أخرى، فنحن ندور حول 36 تيمة درامية تتكرر في كل مكان في العالم، والمهم أن يكون التناول والمعالجة مختلفة حتى نقدم شيئا جديدا للجمهور، وإذا تحدثنا من هذا المنطلق فأنا أكثر الفنانين الذين يجب أن يغضبوا لأن هناك إفيهات من أفلامى أخذها فنانون بالنص في أعمال أخرى، وهذا الأمر لا يزعجنى، ولكنى أتعامل معه على أنه توارد خواطر، وفى حالات أخرى يتم استخدام تلك الإفيهات مع ذكر اسمى على سبيل إضحاك الجمهور، فمثلاً في فيلم "طير انت" عندما قال أحمد مكى "صبح صبح يا عم الحج" وهو الإفيه الشهير لشخصية "بوحة"، وكذلك في فيلم "لا تراجع ولا استسلام" عندما قال ماجد الكدوانى لأحمد مكى "هنستخدم الخطة دى"، فقال له مكى "ده محمد سعد عملها في كتكوت"، فهل هذا أغضبنى؟ على العكس تماما كنت سعيدا بذلك، وأيضا تناول أحمد مكى في "الكبير أوى" السخرية من فيلم "صلاح الدين" ومسلسل "رأفت الهجان" وغيرها من الأشياء الناجحة التي نجح مكى في تقديمها بشكل مختلف وأعجبت الجمهور، لذلك لا يستطيع أحد أن يقول له لا تعيد تقديم هذا العمل، لأنه قدمه من وجهة نظره بما يتناسب مع رؤيته، لذلك فقد قمت بتقديم مشهد الرقم الناقص لأنه وارد جدا أن يحدث معى مثلما حدث مع غيرى. كانت أمامك فرصة أن تقدم تسع قصص في الفيلم باستخدام الأرقام الخاطئة التي كنت تتصل بها، فلماذا اكتفيت بأربعة قصص فقط؟ - لو كنا فعلنا ذلك لكانت مدة الفيلم قد وصلت إلى 4 ساعات، وبالتالى اكتفينا ب 4 قصص فقط بما يتناسب مع مدة الفيلم وحتى لا يمل الجمهور، فقد كان الهدف الأساسى هو تذكير الجمهور ببعض السلوكيات التي لا يجب أن ننساها في إطار كوميدى. ركزت على قضايا عقوق الوالدين، وعدم توافر الأمن، وزواج الصغيرات، لماذا هذه القضايا بالذات؟ - اختيار تلك القضايا كان مسئولية المؤلفين سامح سر الختم ومحمد نبوى، والمخرج سامح عبد العزيز، فكما أخبرتك أنهم كانوا يعملون على الفيلم خطوة بخطوة، وهذه القضايا لا اختلاف على أننا أصبحنا نعانى منها في الوقت الحالى، لذلك كان الاختيار مناسب جدا من جانبهم. في مشهد السطو المسلح على المول، أظهرت قوات الشرطة على أنهم ليس لديهم أي خطة ولا يعرفون أي شيء وكل ما يهمهم شرب "كافيه لاتيه" المشهد أثار غضب البعض وسعادة البعض الآخر، ما رأيك أنت؟ - هذا المشهد لم أحضره، ولم أر الممثلين الذين ظهروا فيه، فقد كنت مرهقا في التصوير ليومين متتاليين داخل المول، وقبل تصوير المشهد بقليل طلب منى سامح عبد العزيز أن أدخل "الكارفان" لأنام قليلا، وهو ما حدث بالفعل، فالتصوير في المول استغرق وقتا طويلا، والمشهد رآه الجميع، وبالطبع هناك من أعجبه ومن لم يعجبه. ما رأيك أنت كمواطن في هذا المشهد، هل تراه حقيقيا على أرض الواقع وأن الشرطة مقصرة في أداء عملها؟ - الفيلم يعبر عن حال الشارع المصرى في الوقت الحالى، وعن نفسى فقد أديت المشهد كما هو مكتوب في السيناريو، ولكن الرسالة واضحة من خلال المشهد وكل شخص يفهم ما يشاء منه. كيف ترى الوضع السياسى في مصر حاليا؟ - الشارع يعانى من مشاكل كثيرة، حاولت قدر الإمكان إظهارها في الفيلم، فهناك مشاكل لم تحل وما زال المواطن البسيط الذي يشبه "تتح" لا يجد من يحقق له مطالبه، لذلك فعندما قدمت "تتح" حاولت قدر الإمكان عرض مشكلات الشارع من خلال الفيلم. ماذا تقصد؟ - أقصد أن رسالتى التي أريد أن أقولها وصلت من خلال الفيلم لكل من شاهده. وهل كانت هذه الرسالة لأحد معين أم للجميع؟ - الرسالة كانت للجميع، للحكومة والشعب وكل من يعيش في مصر. لماذا اختفى محمد سعد بعد مسلسل "شمس الأنصارى"؟ - على العكس تماما، فقد أجريت حوارات بعد كل عمل، سواء للتليفزيون أوللصحافة. وهل بالفعل اشتبكت مع المخرج جمال عبد الحميد وقمت بحبسه في غرفة المونتاج كما أشيع؟ - هذا الكلام لا يمت للواقع بصلة، فعلاقتى بالمخرج جمال عبد الحميد جيدة جدا، ولا توجد بيننا أي مشاكل، لكن الشائعات ليس لها نهاية، لقد وصل الأمر إلى أنهم قالوا إننى مُت إكلينيكا. وهل هناك أعمال درامية قريبة؟ - هناك عمل قريب اسمه "غريب" أقوم بقراءته حاليا، كتبه المؤلف محسن الجلاد، وسيقوم بإخراجه سامح عبد العزيز. هل نجاح فيلم «تتح» فتح شهيتك للعمل مع سامح عبد العزيز مرة أخرى؟ - يرد ضاحكا: طبعا.. حد يلاقى دلع وميتدلعش، بالتأكيد نجاحى مع سامح عبد العزيز يدفعنى للعمل معه مرة أخرى، فهو مخرج واع وصاحب رؤية مختلفة، وبيننا تفاهم كبير في العمل.