على قدر محبة الناس للبطيخ على قدر نظرهم بقلق وخوف لثماره في الأسواق إذا ما قرروا الشراء، فالجميع يمنى نفسه ببطيخة حمراء القلب بها من نسبة السكريات ما يرضي القلب، ولكن الحظ السيئ قد يقودك إلى اختيار بطيخة بها فراغات من الداخل، أو لونها يميل للأبيض، والبعض يظن أن هذا بسبب الهرمونات، والبعض يطلق اتهامات غير علمية مثل "البطيخ مسرطن، وهو الأمر الذي فنده علميا الدكتور محمد على فهيم الخبير الزراعي. فهيم أكد أن ظاهرة القلب الأجوف في البطيخ، وميل البطيخة إلى اللون الأبيض من الداخل أحد مسبباتها وجود التذبذبات الحرارية العالية بين نهار "حار" وليل "بارد" أثناء عمليات الإخصاب والعقد والتحجيم ، وهي ظاهرة فسيولوجية بعيدة تماما عن ادعاءات البطيخ المسرطن غير العلمية. وأوضح أن النيتروجين الزائد والإفراط في الري، مع ظروف التذبذب الحراري تساهم في ارتفاع حدوث ظاهرة القلب الأجوف، وكذلك استخدام المركبات الكيماوية التي تحتوي على بروتينات "السيتوكين cytokine" وخاصة التركيز الأعلي (6٪) التي يلجأ إليها المزارع أحيانا لتحجيم الثمرة كما أن الأبحاث أثبتت أن القلب الأجوف ليس له صلة مباشرة بالنيتروجين أو الري، ولكن يرتبط بشكل مباشر بوجود أحوال جوية معينة خلال التلقيح والإخصاب، وأن زيادة النيتروجين له علاقه فقط بازدياد الظاهرة وليس التسبب في حدوثها. ولفت إلى أنه يعتقد أن الهرمونات النباتية الطبيعية لها دور مهم، حيث إن قلة التلقيح يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون النبات الذي يتحكم في نمو أنسجة التخزين مما يؤدي إلى القلب الأجوف والحقيقة هي أن القلب الأجوف هو اضطراب فسيولوجي، يحدث نتيجة لضعف التلقيح مما يسبب ظهور التشققات الداخلية في البطيخ، فهو ليس مرضا، وليس له أي تأثير سلبي على طعم البطيخ أو نوعيته، وقد يكون للأصل المطعوم عليه علاقة بذلك مثل التطعيم على اصل القرع العسلي في بعض المناطق وفي العموم هذا البطيخ وآمن تماما للاستهلاك الآدمي. وشدد فهيم على أن هذا النوع من البطيخ آمن لكن لا يحبذ الإكثار في العموم من أكل البطيخ لأنه ثمرة مائية تحتوى على كميات من النيتريت بسبب العمليات الزراعية المكثفة، كما ينصح بالتخلص من البطيخ الذي تظهر فيه هذه الظاهرة بشكل "كبير" وخاصة مع ابيضاض اللحم حول التجاويف أو ليونة قلب البطيخ حتى ولو كان أحمر.