انقلاب الجيش «مرفوض» ويعنى جر البلاد إلى فوضى عارمة «الإخوان» فشلوا فى سنة أولى حكم .. ومرسى «متردد ومرتبك» تحقيق العدالة الاجتماعية وحل مشكلات المواطنين قبل الشريعة الإسلامية عبدالناصر الأكثر وطنية بين حكام مصر «الإخوان أخفقوا فى سنة أولى حكم» ، هكذا قالها بصراحة عبود الزمر - عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ، مؤكدا أن «على الرئيس مرسى ممثل الشرعية الوفاء بوعوده للشعب والخروج من نفق الارتباك». وشدد - فى حواره مع «فيتو» ، على أن « عودة الجيش للحكم مرفوضة» ، واعتبر أن جبهة الإنقاذ صارت ضعيفة ولا تستند إلى شعبية فى الشارع المصري. ورأى أشهر المعتقلين الإسلاميين أن فكرة الإقليم التى يعتمد عليها مشروع «تنمية قناة السويس» تحمل بذرة تقسيم البلاد التى تسعى إليها إسرائيل، منتقدا فى الوقت ذاته أداء الأزهر ومطالبا بانتخاب شيخه. والمزيد من الآراء المثيرة فى نص الحوار : باعتبارك رجلا عسكريا.. كيف ترى هجوم الشيخ حازم أبو إسماعيل على المؤسسة العسكرية؟ - الشيخ حازم شخصية وطنية، ولكن لديه بعض التخوفات فيما يتعلق بدور الجيش فى المستقبل فى ظل تحريض المعارضين، فأصدر تحذيره كأمر احترازي. لكن إجابتك هى تبرير للتطاول والهجوم على الجيش؟ - لا أحد يستطيع أن ينكر دور المؤسسة العسكرية فى الثورة، بالإضافة إلى معطيات أخرى، ولكن المجلس العسكرى الذى أدار البلاد فى الفترة السابقة أخفق فى العديد من المهام التى أوكلت إليه، لأنه أدارها بخلفية عسكرية، فضلا عن عدم ممارسته العمل السياسى من قبل، وهو ما جعله يقع فى أخطاء فادحة، لذلك نرفض أى مطالب بعودة العسكر مرة أخرى للحكم، خاصة وأن الدور الأصيل لهذه المؤسسة هو تأمين الوطن من المخاطر الخارجية وليس القفز على السلطة بدون وجه حق، وحدوث ذلك يعد انقلابا؛ وهو أمر لن نقبله على الإطلاق لوجود شرعية للحاكم متمثلة فى الرئيس المنتخب محمد مرسى. لكن أثناء الثورة طالب الشعب الجيش بالنزول؟ - الأمر مختلف تماما، فقد طالبت الجيش بالتصدى لنظام مبارك الفاسد والمستبد والذى أغلق الطرق ومنع المعارضة من القيام بدورها الطبيعى؛ لأنه - الجيش - كان الوحيد حينها الذى يملك أدوات التصدى، ولكن بعد أن تمت انتخابات حرة ونزيهة ونجح الرئيس مرسى بأغلبية طفيفة، وهذه هى الديمقراطية، فلابد لكافة المؤسسات أن تساند النظام الشرعى، ولو فعلنا غير ذلك لن يبقى لمصر رئيس منتخب على الإطلاق، وسوف تدخل البلاد فى فوضى عارمة، والتغيير يجب أن يكون عبر الآليات الشرعية وليس سواها. لماذا هذا الاعتقاد خاصة بعد أن أظهر الإخوان نواياهم السيئة ضد المعارضين؟ - لأن قوى المعارضة المتمثلة فى جبهة الإنقاذ صارت الآن ضعيفة الشعبية؛ والصراع الذى أداروه أخفقوا فيه بشكل أعطى انطباعا بأنهم يصارعون على السلطة فقط دون الاهتمام بمصلحة الوطن والشعب، ما أدى لفشلهم فى جذب الشارع إليهم. هل هذا يعنى أنك راضٍ عن حكم الإخوان؟ - الإخوان أخفقوا فى سنة أولى حكم فى تحقيق مطالب الشعب، لكن سيحدث تحسن فى السنة التالية وتخف حدة الاحتقان السياسى. كيف ترى تردد وارتباك مؤسسة الرئاسة فى كثير من الأمور؟ - التردد فى إتخاذ القرارات أحد عيوب مؤسسة الرئاسة، والسبب عدم أخذ رأى المستشارين، كما أن الرئيس لم يتشاور قبل اتخاذ قراراته مع نائبه السابق المستشار محمود مكى.. هذه الأمور جعلت المشهد داخل مؤسسة الرئاسة مرتبكا، ما عرض قراراتها للانتقاد، خاصة ونحن مازلنا نعيش فى حالة ثورية والشعب له مطالب عديدة لم تتحقق، فجاءت الأولويات غير متوافقة مع المطالب.. وأرى أنه درس مستفاد فى سنة أولى حكم، وأن الدكتور مرسى يلزمه الوفاء بالوعود، ومراعاة الحالة الجماهيرية بتحقيق المطالب الفورية السريعة. كم عدد مستشارى الرئيس من حزب البناء والتنمية؟ - فقط الدكتور أحمد عمران، ويتولى منصب مستشار الرئيس للتنمية المجتمعية ، والحزب يتقدم من خلاله بمقترحات للرئيس. هل يأخذ الرئيس بالنصائح؟ - قد يأخذ أو لا. هناك تخوف من الإسلاميين بعد تصريحاتك ضد من يحاول دخول «الاتحادية».. وأيضا تهديدات عاصم عبد الماجد لمعارضى مرسى.. فما قولك؟ - لقد صرحت أن دخول «الاتحادية» لن يكون إلا عن طريق صندوق الانتخاب، وأن من يتسلق أسوار القصر لإسقاط الرئيس سوف نقيده ونضعه أمام النائب العام، ولم أقل إننى سوف ألقى القبض عليه، هناك فارق فى المعنى، فنحن نحمى الشرعية والبلاد من الفوضى ولسنا محرضين على الفوضى.. وفيما يخص تصريحات المهندس عبد الماجد، رفضناها داخل البناء والتنمية كحزب لأنها تهدد أمن وسلامة المواطن، وأصدرنا تصويبا لها بعيدا عن الرد الانفعالى لأى شخص يمثل الجماعة الإسلامية، وأكدنا من خلال الموقف الرسمى للجماعة بأننا مع الشرعية وفق الضوابط القانونية والدستورية. هل عرض عليكم مشروع تنمية «إقليم» قناة السويس.. وكيف تراه؟ - لا نعرف المصدر الحقيقى لهذا المشروع، وأرفض فكرة الإقليم لأنها بذرة الانفصال؛ خاصة وأن هناك أطماعا فى سيناء من جانب إسرائيل، وهى فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهناك أيضا أطماع فى قناة السويس ، وهناك رؤى لمدن القناة التى تشعر بالتهميش، وتريد أن تصبح مدنا حرة بأن يكون دخلها وإدارتها بعيدا عن الدولة الأم، وهو أمر غير مقبول لأنها بداية لتقسيم مصر. ما حقيقة اقتحام «حماس» للسجون المصرية.. وأنت أحد هولاء الذين نجحوا فى الخروج من السجن أثناء جمعة الغضب؟ - كنت فى سجن دمنهور فى ذلك الوقت، وكان هناك توجه عام من وزارة الداخلية بإخلاء السجون وهو ما سمعته من أحد الضباط فى تلك الأثناء، وكان مبرر الوزارة لهذا هو إجهاض دور الجيش الذى صدرت له الأوامر بالنزول بعد هروب الشرطة. حماس تهدد أمن مصر القومى بالاستيلاء على السلع المهربة والوقود المدعم بعد دخولها عن طريق الأنفاق ، فما رأيك ؟ - أقول بمنتهى الصراحة إنه إذا ما توافر الدعم الإنسانى للشعب الفلسطينى فى غزة فلن تكون هناك أنفاق أو مشكلة، وإذا كانت هناك ضرورة لاستمرار الأنفاق فلابد أن يكون عن طريق الحكومة المصرية. لماذا حدث التوافق بين الجماعة الإسلامية والإخوان رغم الاختلاف التاريخى بينهما والعداوة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى ؟ - السبب فى هذا المصلحة الوطنية، والذى بدأ بدعمنا للدكتور مرسى فى جولة إعادة الانتخابات الرئاسية، وقد اعتبر البعض هذا التأييد سببا مباشرا لنجاحه، وعابوا علينا بعد اختياره لأنه لم يحقق طموحاتهم. ما أهم الخلافات التى ظهرت بين الجماعة الإسلامية والإخوان بعد انتخاب مرسى؟ - كانت لنا رؤية مختلفة لمليونية الاتحادية التى دعا إليها الإخوان ، والتى كان بها فريق آخر من الثوار فى نفس التوقيت، وطالبنا أن تكون مليونية التأييد عند تمثال النهضة وليس أمام الاتحادية، وأمام إصرار الإخوان علي موقفهم رفضنا الخروج معهم؛ لأننا توقعنا الصدام، وحدث ما حذرنا منه، فنحن أصحاب فكرة الاحتشاد فى ميدان النهضة. هل حققت المليونية التى حملت شعار الشرعية والشريعة ما ذهبتم إليه؟ - أردنا أن نعلن أن هناك فريقا فى مصر يريد الشريعة، وأن تكون كلمة» الله» هى العليا وفوق الجميع؛ لأن الأمم لا تأخذ حقوقها بالكامل إلا إذا طبقت عليها شريعتها، وكانت هذه المليونية بمثابة استعادة توازن الشارع الذى بدأ يتجه نحو إسقاط النظام، وأرى أن الشريعة التى طالبنا بها لن تتحقق بين يوم وليلة، ولكن علينا أولا تحقيق العدالة الاجتماعية والحريات ومعالجة مشكلات المواطنين قبل تطبيقها. لماذا هذا الهجوم على الأزهر الشريف من الجماعة الإسلامية والإخوان؟ - لدينا تحفظات عديدة، على الأزهر وقادته لا أريد الخوض فيها، ولكن نريد أن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب بين علمائه. بصراحة .. ألا تخشون أن يقوم الإخوان بالتخلص منكم فيما بعد كما فعلوا مع أحمد ماهر رجلهم فى حركة «6 إبريل»؟ - أرى أنه لو تم رصد هذا كظاهرة يكون من الخطأ السكوت عليه؛ وعلى الإنسان الذى ينكر دور من وقف بجانبه أن يراجع نفسه. ما هو تقييمك لرؤساء مصر السابقين؟ - الرئيس محمد نجيب أعتبره الأفضل على الإطلاق وصاحب رؤية سياسية متميزة ، لأنه طالب بعودة العسكر إلى ثكناتهم وإتاحة الفرصة للحكم المدنى، ثم حينما قرر عقد مؤتمره الأول لشرح رؤيته وجد أن تكلفة هذا المؤتمر تبلغ ألف جنيه، فأصدر قرارا بإلغائه فورا مطالبا بترشيد الإنفاق لصالح الدولة.. ولقد لاحظت أن لكل رئيس منهم إيجابيات وسلبيات استفدت منها بلا شك، ولكن سلبيات مبارك هى الأفدح لأنه جمع بين الاستبداد وإفقار الشعب للإبقاء على سيطرته عليه، وكان يوحى بهذه الفكرة لرؤساء المغرب العربى حينما كانوا يعتزمون زيادة الموارد المالية لإراحة شعوبهم، محذرا من ذلك حتى لا يتفرغ الشعب بعد ذلك لمناقشة الحاكم فى سياساته. لم تتحدث عن الزعيم عبد الناصر... والرئيس الراحل السادات؟ - عبد الناصر كان الأكثر وطنية بين حكام مصر السابقين، والأفضل فى مخاطبته للجماهير مع مراعاته للفقراء، رغم التحفظ على صدامه بالإسلاميين.. والسادات وهم الناس بأنه يسير على حكم عبد الناصر ثم سار فى الطريق المخالف له، وعندما حقق انتصار أكتوبر ظهر عليه الاستبداد فى الحكم، وخرج عن التجمع العربى بعقده اتفاقية كامب ديفيد منسحبا من رفقاء السلاح قبل حل المشكلة، ثم هدم الخطوات الأولى لبناء الديمقراطية بحل المنابر والاعتقالات فى سبتمبر قبل مقتله بشهر واحد.