سعر الذهب اليوم السبت 4-5-2024 في مصر.. الآن عيار 21 بالمصنعية بعد الارتفاع الأخير    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    بعد إعلان موعد فتح باب التقديم.. اعرف هتدفع كام للتصالح في مخالفات البناء    وانتصرت إرادة الطلبة، جامعات أمريكية تخضع لمطالب المحتجين الداعمين لفلسطين    حسين هريدي: نتنياهو ينتظر للانتخابات الأمريكية ويراهن على عودة ترامب    حزب الله يستهدف جنود الاحتلال الاسرائيلي داخل موقع بيّاض بليدا    روسيا ترد على اتهامات أمريكا بشأن تورط موسكو في هجمات إلكترونية ضد دول أوروبية    صلاح سليمان يعلن رحيله عن قناة النهار بسبب هجوم إبراهيم سعيد على شيكابالا    مفاجآت بالجملة في تشكيل الأهلي المتوقع أمام الجونة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    المالية: الانتهاء من إعداد وثيقة السياسات الضريبية المقترحة لمصر    بعدما راسل "ناسا"، جزائري يهدي عروسه نجمة في السماء يثير ضجة كبيرة (فيديو)    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 4 مايو    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    بكام الفراخ البيضاء اليوم؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 4 مايو 2024    الداخلية توجه رسالة للأجانب المقيمين في مصر.. ما هي؟    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الستار المليجي: إزاحة الإخوان من الحكم فى 30 يونيو.. سهلة
نشر في الدستور الأصلي يوم 22 - 06 - 2013

مرسى يستدعى الإرهابيين ليخيف الناس.. والصدام مع الجيش والقضاة والإعلام يكشف عدم اتزانه

القوى الدولية هى من سلَّم مصر ل«الإخوان» سنتجاوز مرحلة مرسى ومرحلة تنظيم يقبض على الدولة وسنقفز إلى دولة محترمة

«الإخوان» تعمل بالمنهج الأمريكى: عمل إعلام مضاد وإنفاق أموال لتحسين الصورة

المتطرفون مجموعة هشة وكانوا محبوسين جميعًا ب500 ضابط أمن دولة فقط

الإخوان يتحدثون عن رغبتهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية.. وهل توجد شريعة أخرى فى مصر؟

على الرئيس الإخوانى أن يستقيل قبل الإقالة والمحاكمة.. والانتخابات المبكرة «حل سحرى»

الشاطر هو الاختراق الأكبر لجماعة الإخوان.. لقد حطمها من الداخل وفضحها فى الخارج

مشروع قناة السويس «دولة داخل الدولة» صنعه مرسى ليديره مع من يرضى عنهم

أجرى الحوار: حمدى سليم

لا أحد يستطيع أن يتحدث عن كواليس جماعة الإخوان مثل أحد أبنائها، ولا أحد يصدق القول مثل ابن سابق لها، ذلك أنه قد تحرر تماما من الأسْر، ووقف فى منطقة أكثر نضوجا وبصيرة يمكنه من خلالها أن يقيّم ويرى ما لا يراه الآخرون. هجْرُ الجماعة عادة ما يكون له أسبابه القوية، مثل هجر أى تنظيم أو حزب، وعادة ما يكشف هذا الهجر عن عوار تظل الجماعة تدافع عنه وتتقاتل لتتستر عليه، لكن كل العورات تتكشف عاجلا أو آجلا، خصوصا عندما يُفتح الباب للحوار مع هاجرى الجماعة، ليدلوا بدلوهم بالنقد والتحليل، كاشفين بذلك عن رؤية أكثر وضوحا.

من هنا تأتى أهمية محاورة قيادى سابق بالجماعة بوزن الدكتور السيد عبد الستار المليجى، الدكتور المليجى الذى استقال من الإخوان احتجاجا على سيطرة مجموعة التنظيم السرى الخاص على مقاليد الأمور داخل الجماعة.

ما لا يعرفه كثيرون عن الدكتور عبد الستار المليجى أنه من الجيل الذى أعاد بناء جماعة الإخوان فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى، عقب خروج قادتها من السجون، وتدرج فى المناصب والمسؤوليات داخل الجماعة إلى أن وصل إلى عضوية مجلس شورى الجماعة، وأنه يعرف كيف تم إعادة تكوين كل كبيرة وصغيرة فى الجماعة إلى أن هيمن عليها مجموعة التنظيم السرى بقيادة محمد بديع ومهدى عاكف وخيرت الشاطر، فاضطر إلى الاستقالة، وخرج ليقدم لنا تجربته فى واحد من أخطر التنظيمات السياسية، التى خُدِعَ الناس فيها طويلا إلى أن وصلت إلى الحكم فانكشف سرها، وإضافة إلى ذلك فالمليجى يعمل أستاذا فى كلية العلوم جامعة قناة السويس، وفى ما يلى نص الحوار:

■ كيف يمكن تحقيق خطوة للأمام يوم 30 يونيو؟

- تحقيق خطوة للأمام فى الحالة المصرية مرهون بما نستطيع أن نقدمه من وعى للمواطنين، لأن معظم مشكلاتنا على مدار التاريخ كانت ناشئة عن قلة الوعى والانسياق وراء الشعارات الكاذبة ووجود قطاع كبير من المواطنين لا يُحسن قراءة التاريخ أو لا يقرأ السياسة جيدا فيخدع بسهولة، وكنا نتصور أنه حين يصل الإخوان إلى السلطة سيتقون الله فى هذا الشعب ويقولون الحقائق، لا سيما أننا بالفعل عملنا ثورة ناجحة.. الشباب بدأها. فى سنة 2003 بدأت حركة «كفاية» وتبعتها مجموعات مختلفة، وكانت خطة التغيير مُعلنة بأنه لا بد أن يكون هناك مرحلة انتقالية وفى المرحلة الانتقالية لا بد من مجلس رئاسى، وهذه المرحلة لن يقل عمرها عن سنتين يتم خلالهما تسلم السلطة من حكومة ديكتاتورية برئاسة الرئيس السابق وحكم عسكرى ويتم الانتقال السلمى الديمقراطى للسلطة، وقد يكون حتى الحاكم السابق جزءا من هذا التسليم والتسلم، لكى نتجنب ما يحدث من أخطار الانفجار الشعبى، لكن مبارك أصر على التوريث، وجاءت الثورة ونجحت فى إزالته، وكان المفترض بعد نجاح الثورة يوم 11 فبراير 2011 أن تنشأ حياة سليمة، لكن للأسف مجموعة الإخوان ليست على نمط جيد من التفكير فى القضايا الوطنية ولا حتى فى القضايا الإنسانية لأنهم سليل التنظيم السرى الخاص القديم، فتفكيرهم تغلب عليه الانتقامية والمواجهة ويؤمنون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وحتى يكونوا فى السلطة كانوا مضطرين لضعف قدرتهم على الإدارة إلى أن يستعينوا بقوى أخرى ليبقوا على الكرسى، وهنا التقطتهم المخابرات الأمريكية والتقطتهم أجهزة خاصة كثيرة منها جهاز المخابرات المصرية، وحدث تنسيق من وراء ظهر الثوار، وتسلم الإخوان حكم البلاد وانحرفوا عن الثورة وأهدافها، ونحن الآن أمام موقف واقعى بعد 12 شهرا من تولى مرسى، فيبدو أنه رئيس لا يحكم، والمشروعات التى وعد الناس بها لم يتحقق منها شىء، مما اضطره إلى أن يكذب على الناس وأن ينسب إلى نفسه مشروعات مدروسة من قبل أن يأتى، واتخذت فيها خطوات تنفيذية بالفعل. الإخوان يكذبون على الناس، حتى إنهم يخطئون فى أرقام بسيطة جدا يعرفها الفلاحون جيدا مثل إنتاجية الفدان من القمح، فالفلاح المصرى يعرف أن إنتاجية الفدان من القمح الآن من 25 إلى 30 إردبا وهذا من 10 سنوات بجهد وزارة الزراعة، ومرسى يأتى الآن ليقول وصلنا إلى 27 إردبا للفدان لأول مرة فى التاريخ.. تاريخ إيه؟ دا لا تاريخ ولا جغرافيا.. وقس على هذا أنهم عرضوا المشروع الذى يعتبر القشة التى قصمت ظهر البعير، وهو ما يسمى بإقليم قناة السويس، وهو مشروع من أعجب المشروعات التى يمكن أن يسمع عنها الناس، لأنه ينشئ دولة داخل الدولة، ينشئ دولة يديرها مرسى ومن يرضى عنهم، والقانونيون والفنيون معترضون، وحتى حسب الله الكفراوى، الرجل المعروف بوطنيته وعرف بأخلاقياته فى التنفيذ، وكان من أحسن الوزراء فى مصر لم يُستشر فيه، وعندما أشار إليهم بالدكتور شرف، درس شرف ومجموعته أربعة أشهر فى هذا المشروع، ثم فوجئوا بأن الإخوان ينفذون شيئا آخر غير الذى يدرسونه فاضطر إلى الاستقالة حتى لا تلوث سمعته الوطنية. هذا الشكل بطبيعته يتوازى مع مزيد من الوعى لدى المواطنين بأن هذه الحكومة لن تنقذ الأوضاع فى مصر، بالتالى وصلنا إلى حالة المجموعات التى تجمع توقيعات المواطنين على سحب الثقة والنزول إلى الشارع مرة ثانية «حركة تمرد»، واعتقد أنها حركة جادة تعود بالثورة إلى سلميتها مرة ثانية، تستخدم أساليب قانونية لا تستخدم مولوتوفا ولا غيره.. المطلوب من الحكومة أن تنظر بعين الاعتبار إلى هذه الحركة وأن تعيد تقييم نفسها، إن استطاعت أن تلبى مطالبها سنتجنب كثيرا من الأخطار، وإذا تحجرت عقول الرئيس والحكومة التى تساعده على ما يفكرون فيه والذى لا نعرفه أيضا فسيكون هناك انفجار جديد وثورة جديدة فى 30 يونيو.

■ هل تعتقد أن التغيير أصبح حتميا؟

- بالطبع أصبح التغيير حتميا.

■ فى اعتقادك كم يبلغ الزمن بيننا وبين التغيير؟

- بيننا وبين التغيير الكامل عام 2013 على أقصى تقدير، وعلى الحكومة الموجودة والتى تمثل تنظيم الإخوان أن تعى أن المطلوب لمصر الآن ليس الصراع على مقاعد البرلمان، ولكن المطلوب دفع عجلة العلم والتكنولوجيا والتفكير بجدية فى امتلاك القدرة على بناء اقتصاد قوى، ينبنى عليه كل الحركة السياسية فى الداخل والخارج، وآليات التقدم معروفة، وإذا أصرت هذه الحكومة أن تأخذ الناس إلى صراعات سياسية صغيرة، وشبهات وتلفيق قضايا وصراع مع القضاء وصراع مع ماعرفش مين.. فكل هذا يشغل الوضع عن مهمته الأساسية.. آخرهم 2013 وإلا تضطر القوى الفاعلة أو الكتلة الحيوية فى مصر أن تتواجه معهم مواجهة نهائية وتعود بالوطن إلى النقطة التى ينطلق منها بالعلم والتكنولوجيا ومع الاقتصاد القوى ومع انتخابات حرة وهكذا.

■ ما مدى الصعوبة فى إزاحة مرسى ونظام الإخوان بالمقارنة بتجربة إزاحة نظام حسنى مبارك؟

- لن تكون هناك صعوبة، هم يوهمون الناس بالصعوبة، بمجموعة المتطرفين الذين استدعتهم الحكومة ليخيفوا الناس فى البرامج وفى التليفزيونات، إنها مجموعة هشة للغاية لا تساوى شيئا، وأنا أعرفهم منذ طفولتهم حتى الآن، هؤلاء كانوا محبوسين جميعا ب500 ضابط أمن دولة فقط، وليس بعدد كبير من الضباط، كلهم كانوا فى الجحور، إذن لو استطعنا حشد الناس بفكرة صحيحة واتجاه جيد، سيحدث التغيير رغم أنف المقاومين لأنه إذا حضر الشعب يتم التغيير، هذه قاعدة، أما المتطرفون فلا يجب أن يخاف منهم أحد أبدا، هم أضعف من أن يخيفوا أى مواطن مصرى محترم، وأياديهم أضعف من أن تلوى عنق الحقيقة، والواقع أن المثقفين العاديين جدا الذين يتعاملون مع المتطرفين والإرهابيين بالأسلوب الراقى والثقافى، ينتصرون عليهم فى كل موقعة سواء موقعة فكرية أو حتى موقعة يدوية، يعنى ما دخل الإخوان فى مواجهة مع الشعب إلا وانهزموا فيها، ما بالك لو دخلوا فى مواجهة مع قوات الأمن، أو الجيش التى ستحمى المشروعية والقانون، فلن يساووا شيئا. أنا عن نفسى حسب تجربتى لا أخشى أبدا من أن تعيق هذه القوى عملية التغيير، بل ستدخل الجحور مرة ثانية، فهذه المجموعات تتنفس الصعداء حاليا لوجود رئيس ملتح، لكن ليس لأنه ملتح، بل لأنه رئيس ضعيف لا يجد سندا شعبيا كافيا فيستدعى متطرفين كانوا قد تابوا ورجعوا ويعطيهم نوعا من الدفع المعنوى بأنه سيكون لهم مقاعد فى البرلمان أو فى مجلس الشورى أو وظائف أو إلى آخره، ليخيف بهم المجتمع المصرى، وهذا مستحيل.. هذا تصور خاطئ.. السادات عمل نفس التجربة وندم عليها كثيرا لأن هؤلاء هم من قتلوه فى النهاية بعد أن شجعهم فى وجه الحركة الوطنية، من ناصريين وشيوعيين وديمقراطيين وليبراليين ثم قُتِل على أيديهم، هذا هو المصير الذى ينتظر مرسى من وراء تشجيع المتطرفين ليرتعوا فى الوطن بهذا الشكل ويملؤوا الشاشات والميادين، النتيجة ستكون وخيمة جدا.. لقد صوروا انفسهم بأنهم ديناصور، فى حين أنهم بالغو الضعف.

■ ما تعليقك على من يتحدثون عن الليبراليين والديمقراطيين باعتبارهم «الحلف الصهيونى»؟

- أعتقد أن فى القانون ما يجرم إلصاق هذه الصفات بأى شخص، ولا يجب أن يصمت الناس إزاء هذه الاتهامات، وهذا يدل أيضا على سوء فهم هؤلاء للدين نفسه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام الذى نتعلم منه قَبِلَ الإسلام من الناس بمجرد الكلمة، من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهو مسلم، فإذا ارتكب بعد ذلك ما يمكن أن يكون فيه شبهة الكفر لا بد أن يقول هو، لكننا لا نقول عليه، لأن الأصل فى الإسلام أنه لا إكراه فى الدين، واحد يريد أن يترك الإسلام هو الذى يقول، وأنا لا أرى فى مصر ليبراليا ولا اشتراكيا ولا شيوعيا يقول أنا تركت الإسلام، لم يقل أحد هذا الكلام، هو يؤمن بفكر مالى أو اقتصادى أو إدارة السياسة بنمط معين، إنما عقيدته فى الله ورسوله حاضرة وباقية، كلهم يحجون ويصومون، ويملؤون المساجد ولدىّ أصدقاء كثيرون ناصريون واشتراكيون وليبراليون وهم على درجة عالية جدا من التدين.. هذا فكر سياسى، إن كان هناك ثمة وجهات نظر فى الإدارة اليومية للحياة يراها واحد إسلامى يقول لنا عليها، يقول أنا عايز المواصلات تمشى من الشمال لليمين مثلا، وهذا بالضبط مثل دعوة تطبيق الشريعة الإسلامية، لو سألت أى واحد فيهم من محمد مرسى إلى أصغر واحد فى هذه الجماعات يعنى إيه تطبيق الشريعة؟ لن تجد إجابة، لأن المعروف أن الشعوب تعيش بقانون مدنى وهذا القانون يتوخى واضعوه أن يكون مناسبا لعقيدة الأمة التى يحكمها، لا يوجد شىء فى التشريعات المصرية مخالف للشريعة الإسلامية، إن كان هناك ما يخالف، قانون، أو اثنين أو ثلاثة، أو عشرين، حددهم يا شيخ ونعدلهم خلال عشرة أيام، لماذا ترفع شعارا كبيرا كده يقول لك تطبيق الشريعة الإسلامية، هل فيه فى مصر شريعة تانية؟ الشريعة الإسلامية تحكم حياتنا كلها واقعيا وأسريا وعائليا واقتصاديا وعلاقات دولية. اسألوا واحدا مثل الدكتور جعفر عبد السلام أستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر، اسألوا طارق البشرى الذى كان رئيسا لأكبر محكمة فى مصر، ألم يكن طارق البشرى إسلاميا؟ ألم يضع يده على القوانين الخارجة عن الملة؟ هذا يَنُم عن الجهل بالشريعة وجهل بالقانون ومحاولة الاستعلاء فى الأرض بغير الحق، لذلك أتمنى أن يطالب الأزهر بسن قانون ينص على أنه لا يجب أن يتكلم فى الشريعة الإسلامية إلا من تأهل علميا لذلك وأقل درجة التأهيل أن يذهب إلى الأزهر ويحصل على ليسانس من كلية الشريعة - الدعوة - الشريعة والقانون - أصول الدين، هذه الكليات التى تعطى القدرة على فهم الأصول والتعامل مع الفقه، واحد ليس معه هذه الشهادات دى كلها إذا تكلم يقول الشريعة الإسلامية غير مطبقة وهو لا يدرى أى شىء عن الشريعة الإسلامية، أى شىء فى التعامل اليومى، أيضا نلاحظ أن المنادين بالشريعة يخالفونها فى كل شىء من أول الرئيس حتى الحكومة، وفى الاتفاقات الدولية كله مخالف للشريعة، أول مخالفة للشريعة واضحة جدا هى اعتبار الرئيس إنسانا لا يُسأل أو ما يسمى تحصين قرارات الرئيس، مافيش فى الدين كده، فى الشريعة الإسلامية الحاكم يسمى مسؤولا أصلا لأنه أول المسؤولين عن حالة الدولة، الشعب يسائله وسلفنا الصالح كلهم أبو بكر وعمر وجميع الخلفاء الراشدين كان أول خطبة يخطبها يقول: إن وجدتم فىّ اعوجاجا فقومونى، يقوم ييجى مرسى يقول قراراتى محصنة ولازم تُنفذ! هذا مخالف للشريعة الإسلامية، ويقع فى شبهات كثيرة، القرض الدولى اللى جايبينه ده، كثير من المسلمين الصالحين قالوا إنه قرض ربوى وأشد من قروض الربا، لأنه تفرض معه شروط تستغل فقر الفقراء وتزيدهم فقرا، يعنى شىء مشين جدا لأى إنسان مسلم يعمله، وهم يصرون عليه وينفذون شروط صندوق النقد الدولى، هذا مخالف للشريعة الإسلامية لأن الشريعة تقول الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات، طب نعمل إيه فى المشتبهات؟ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، لماذا تصر على المشتبهات، ولديك حلال بيّن؟ اشتغل بما عندك من شركات مساهمة ولديك إيداعات المواطنين، أطلق حرية للناس يؤسسون شركات ويتحملون مسؤوليتها كل هذا موجود. أى مشكلة تواجه الحكومة إذا كانت علاقتها بالشعب علاقة سليمة، تقول يا شعب تعالى شيل، أنا عايز أعمل السد العالى ساهم يا شعب فى بناء السد بتاعك والشعب لن يمتنع. مرة قالوا إن اليهود يريدون أن يشتروا الجامعة الأمريكية وفتحنا باب المساهمة للشعب فتوقفت الجامعة الأمريكية عن بيع نفسها، إذن أنت تقدم الحل الذى لا يمكن الالتفاف عليه وهو حلال الحلال، فلماذا تصر على الحرام؟ تعالى شوف فى السياسة الخارجية، العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، الآن يتعاملون مع أمريكا على أنها الصديق الوفى وحامى الحريات مع أن الثابت لدينا جميعا أن إسرائيل تعيش وتتنفس وتأكل وتنتصر بالقوة الأمريكية والسلاح الأمريكى، ثم إن أمريكا بذاتها لو أحصينا من قتلتهم من المسلمين فى بلادنا وليس فى بلادهم: يأتون ليقتلونا فى العراق الآن وفى سوريا وفى اليمن وفى أفغانستان بالملايين، كيف تقول عليهم أصدقاء؟ هم خصوم بالفعل، كيف تنسق معهم فى السياسة الداخلية؟ هذه خيانة عظمى لأنك تنسق مع العدو الأساسى ونفس الحكاية مع إسرائيل، إشكالية كبيرة جدا الآن، حيث أصبحت إسرائيل التى كانت ترى فى مبارك كنزا استراتيجيا ترى فى محمد مرسى كنزا استراتيجيا أيضا ويقولون «نحن مشفقون على مرسى، لأن لديه مشكلات لا يستطيع حلها»، هكذا تقول الحكومة الإسرائيلية وضبط متلبسا يراسلهم بتهنئة وما شابه ذلك، هذا ليس ادعاء من أحد، هذه حقائق، نتنياهو قال إن الواردات الإسرائيلية من مصر فى عهد مرسى أعلى من عهد مبارك، أين هذا من الشريعة الإسلامية؟ الشريعة الإسلامية لا تساوى بين القاتل والضحية، والقاتل هنا هو إسرائيل والصهيونية العالمية والولايات المتحدة والضحية هنا الشعب الفلسطينى، كيف تدخل بينهم وسيطا؟ أنت تدخل معاونا للمظلوم هذا هو منطق الشريعة الإسلامية، ومع ذلك يخالفون هذا.. وقس على هذا كثيرا.. الصدق فى الوعد، أنت وصلت إلى كرسى الرئاسة أصلا بوعد واتفاق واضح وصريح مع المعارضة أن تتقاسم السلطة معهم، لكن أول ما امتلكت الكرسى رفست هذا الوعد رفسا وأنكرته إنكارا، هذا ليس من الدين فى شىء إطلاقا. إذن هؤلاء المدعون بأنهم يطبقون الشريعة الإسلامية أو أنهم حريصون عليها هم أكثر المخالفين لها بحكم الشريعة الإسلامية نفسها واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

■ كيف ترى محمد بديع المرشد العام الحالى لجماعة الإخوان؟

- يكذب على الله وعلى الدين نفسه، المهم يجب أن تعلم أننا أمام إشكالية كبيرة وهى تقديس أفراد ليس لديهم حتى مؤهلات أن يكونوا محترمين، ليس احتراما فقط بل وصلوا إلى درجة التقديس، لذلك أقول إن الجماعات الإسلامية أو التيار الإسلامى ينظم فى داخله ما يسمى دولة المغفلين، ودولة المغفلين هذه تعيش بلا وعى وتفترض لنفسها أشياء ليست موجودة، وخذ مثلا فى جماعة الإخوان، المؤسس حسن البنا تأهيله الدراسى أنه خريج كلية دار العلوم، وهذه كلية متخصصة فى الدراسات العربية والإسلامية يعنى فيه نوع من اللياقة أن يتحدث فى الدين، لأنه درس على الأقل، المرشد الثانى حسن الهضيبى كان رجلا حقوقيا وكان يدرس الشريعة الإسلامية بالضرورة مع دراسة القانون، ولديه القدرة على إدارة حركة إسلامية، وعمر التلمسانى كذلك كان محاميا وأديبا، بعد هذا انقطع نسل الدعاة من الجماعة، فالمرشد محمد حامد أبو النصر مع طيبته كان مريضا جدا ولم يبذل أى جهد، لكن فجأة وجدنا مرشد الإخوان مدرس تربية رياضية «محمد مهدى عاكف»، لا علاقة له بالدراسات العربية ولا الإسلامية ولا الشرعية، جاء بعده طبيب بيطرى «محمد بديع» لا علاقة له بهذه الأشياء، وغير مؤهل لهذه المناصب، نحن فى ورطة كبيرة ناجمة عن قطيع من المنتمين للجماعة لا يقرؤون التاريخ ولا الدين ولا يقرؤون شيئا ويعرفون فقط ما يسمى السمع والطاعة. وقسم يدير عبارة عن مجموعة من الدجالين يحصلون على الفائدة كلها لأنفسهم، يقولون «ادفع اشتراكك واسكت، هات تبرعك وامشى لا تفكر فالجماعة تفكر لك، الأمير المعظم يفكر لك»، لذلك نحن فى إشكالية ضخمة جدا وشكل غير مقبول فى هذا العصر العلمى الحديث لإدارة أى شىء، لأن الذى يدير ليس مؤهلا لهذه الإدارة حسب طبيعة الموضوع، وبالتالى نرى الردود الشاذة والأفكار القبيحة جدا لا تخرج على ألسنة القواعد بل على ألسنة القيادات، هذه إشكالية كبيرة نعيشها فى الإخوان وأيضا فى جماعات أخرى.

■ إنهم يدعون أنهم سيعيدون ما يقولون إنه الخلافة الإسلامية، هل هذا ممكن؟ وهل هو موجود أصلا؟ أم أنه نوع من الوهم يبيعونه للناس؟ وهل هم يعتقدون مثلنا أنها وهم؟

- أولا الذى حقق نمطا سياسيا على شكل الخلافة الإسلامية الحقيقى هى الولايات المتحدة الأمريكية لأنها 50 ولاية اتحدت فى نظام فيدرالى واحد، هذا نظام سياسى، التحدى أن تطبق المنطقة العربية هذا، كما كان يحلم جمال عبد الناصر، الوحدة العربية، الوحدة الإسلامية، لكنها ليست مقدسة باسمها، إنما مقدسة كوسيلة تقوى بها هذه الشعوب الضعيفة، لأنها ستقيم سوقا تجاريا كبيرة، وخلافة على نمط الولايات المتحدة، لكن طريقة التعامل مع الموضوع من قبل الجماعات الإسلامية طريقة خاطئة مئة فى المئة. الاتحاد قوة عند المسلمين وعند الكفار فى كل مكان، الخمسون ولاية أمريكية عندما توحدت أصبح الأمريكان أسياد العالم الآن، كثير من الناس ينسون هذا ويتعاملون مع أمريكا على أنها دولة واحدة، هى ليست دولة واحدة هى 50 دولة بالفعل وتوحدت، حتى القوانين تختلف من ولاية إلى أخرى، وبعضها تراجع نفسها فى الاتحاد الفيدرالى بسبب كثرة الحروب الخارجية، لكن يد الحكومة هناك قوية، لأنها فعلا تقوم بتحصيل سرقات من العالم تغطى تكاليف الولايات المتحدة وزيادة. إذن الاتحاد هنا أصبح وسيلة لابتزاز العالم والسيطرة عليه، طبعا أى مواطن أمريكى يقول لك دعهم يأتون لنا بكل شىء مجانا، هو لا يسأل ما أخذه حلال أم حرام؟ لكن فيه الكفاية وفيه الرغد، هل نحن نستطيع أن نحقق هذا الاتحاد؟ يا ريت، لكن ليس على النمط الذى يتصور خطأ أننا سنضع شخصا مقدسا فوق الجميع، لا، بل بالشكل الذى يحقق المصلحة لمجموعة الشعوب الموجودة، لكن لماذا يبدو هذا خياليا؟ لأن الذين ينادون به لا يفهمون الموضوع أصلا، ولأنه لا بد أن ندرك جيدا أن الذين يقولون إنهم حماة الإسلام وحماة القضية الفلسطينية، سُرِقَت فلسطين عام 1948 وهم أكبر جماعة أيضا.. أقصد هنا السؤال العكسى، هم يقولون إننا حاربنا فى فلسطين، والسؤال هو: ماذا كانت نتيجة الحرب؟ النتيجة أن ضاعت فلسطين، وكانت الإخوان فى 1948 هى أكبر جماعة فى مصر، إذن أنتم تتحملون المسؤولية عن ضياع فلسطين، فالذى يضيع ما فى يديه لا يوهمنا بأن يحصل على ما فى أيدى الآخرين، هذا واقع التاريخ الذى يعرضونه دائما بالمقلوب. فى المقابل مجموعة الحركة الوطنية التى دخلت حرب 1948 كان ردها حاضرا على الهزيمة أكثر من الإخوان، لأنها رجعت عملت ثورة على الملك، ومسجل فى كتب التاريخ كلها أن هذه الثورة كانت نتيجة طبيعية لما حدث من حصار للضباط المصريين فى الفلوجة وغيرها، وأحسوا أن الحكم الملكى ليس قادرا على حماية الجيش، عادوا وعملوا الحل، عملوا ثورة وعزلوا الملك، ماذا فعل الإخوان؟ حاربوا الثورة، هذا تخبط شديد جدا، حاربوا الثورة، وقالوا مثلما يقولون على ثورة 25 يناير الآن، قالوا «لنا نصف الثورة»، طب إذن لك نصف الثورة لماذا تحاربها؟ تعاون مع النصف الآخر، لأنهم كانوا ينتظرون من النصف الآخر أن يقدس الأفراد كما يقدسون فيعيش تحت ولاية المرشد، وهذا لا يمكن قبوله من ناس عقلاء. نفس المنطق مع ثورة 25 يناير، هم يقولون إن لهم باعا طويلا فى الثورة، وهذا كذب وأنا شاهد على هذا وكتبنا هذا وهناك سجلات لم يكن لهم باع فى الثورة، أنت تشتم فى الثوار منذ عام 2003، وتقول إن حركة «كفاية» حركة قليلة الأدب لأنها تشتم حسنى مبارك، هذا كلام معلن فى الصحافة. الآن تأتى بعد ما دفع الشباب ضريبة الثورة وأسقطوا الحكم لتقول إن لك فيها، لا ليس لك فيها، كان الأفضل لك والأجمل أن تشكرهم وتصبح تحت إدارتهم هذا هو الأنسب.. وأنت لم تكن تستطيع أن تكون فوقهم إلا بالمساعدة الأمريكية والإسرائيلية هذا واقع.. تم تسليم مصر فعلا للإخوان من قبل القوى الدولية.. للأسف نحتاج إلى إعادة قراءة التاريخ ونقول للإخوان الإنسان يظل محترما ما دام احترم العلم واحترم الأصول. نقول لهم كذلك إن الطريق الذى تسير فيه حكومة مرسى الآن طريق مسدود، لأن الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير لن يضحك عليه فك عقاله، والذين أسقطوا الرئيس السابق يستطيعون أن يسقطوا أى رئيس قادم، والأولى لهم أن يفكروا كما يفكر المجتمع الثورى وأن ينزلوا عن كبريائهم وتكبرهم وينفذوا مطالب الثوار بالفعل فتكون مصر كلها والوطن كله.

■ هل تعتقد أن فكر التكفير سيزداد خلال الفترة القادمة أم سيتراجع؟

- سيتراجع حتميا.

■ ربما يتراجع الفكر التكفيرى اجتماعيا، لكن هل يتراجع داخل الجماعة؟

- هذا الفكر سينهار تماما داخل الجماعة، لأن جماعة الإخوان الآن خلصت إلى التنظيم السرى، ومعنى انتهائها إلى هذا التفكير يعنى أصبحت جماعة تدار بقيادة وقطاع من المغفلين، والمغفلون سيفوقون وسيفهمون وستنتهى هذه القيادة إلى لا شىء، سينهدم حكمها القائم على تجهيل الآخرين بحقيقتهم «حقيقة القيادة» هم مجموعة التكفيريين فعلا وتاريخهم الحقيقى هو هذا، مجموعة 1965 دخلت السجن وكان من بينها شكرى مصطفى، ووقت دخولهم السجن بعد أحداث 1965 كانوا يرفعون شعار «وقاتلوا الذين يوالونكم من الكفار»، حتى إن الواحد منهم كان يسن السكين ليقتل اللى جنبه فى الزنزانة المختلف معاه فى الرأى. الهضيبى تعامل معهم بهدوء فقسمهم ثلاثة أقسام: ثلث وجد أن هذا الفكر مخجل ولا يصح إعلانه بهذا الشكل واستخبى فى الإخوان، وثلثان خرجوا أعادوا الكرَّة وكانت قضية جماعة المسلمين المعروفة باسم جماعة التكفير والهجرة سنة 1976، ومن بقى منهم فى مكتب الإرشاد الآن، لكنهم يخجلون من إعلان الفكر التكفيرى أمام الناس ويستدرون عطف المواطنين بالشعارات العامة.

■ من بقى منهم حتى الآن؟

- محمد بديع على رأسهم، ومحمود عزت، ورشاد البيومى، ومحمود حسين أشد وألعن، وفيه ناس بتطلع من تحت كل يوم مثل محيى حامد من محافظة الشرقية، هؤلاء أشخاص معروفون بالتشدد إلى درجة تكفير المجتمع، هم أعضاء مكتب الإرشاد الآن وهم ينتقونهم من كل مكان وينتدبونهم للإدارة حتى تصفو الإدارة لمجموعة التكفيريين، كنت أقول لهم هذا فيقولون إننى أريد منصبا لكن ثبت أن كل ما قلته حقيقى، وهو إن فيه ناس بتنهب الأموال الخاصة بالإخوان، وفيه ناس هدفهم اختراقى واقتصادى، هذا واقع الإدارة الآن، هم حاليا فى حالة فرز، هل ما كان يقال صحيح؟ هل اخترقنا بأفكار تكفيريين، هل اخترقنا بأجهزة أمن أدخلت فينا من ليس منا، ووضعت على رؤوسنا من تستطيع التعامل معهم بسهولة ويأخذون من الأموال ما شاؤوا أن يأخذوا مقابل أن يسمحوا للآخرين أن يأخذوا أيضا ما يريدون.

■ هل تقصد أن الإخوان إلى زوال؟

- جماعة الإخوان بشكلها الكلاسيكى القديم لم يعد لها محل من الوجود فى مصر ولا فى غير مصر. أنا قلت هذا عام 2005، نحن الآن نؤمن إيمانا قطعيا بالدراسة والبحث أن مفهوم الدولة الحديثة التى تقوم على المؤسسات، ومنها مؤسسة الدعوة التى تضم الأزهر والأوقاف هى أقرب إلى الإسلام مما تقوله جماعة الإخوان أو أى جماعة أخرى، وهذا هو الشكل الإسلامى الصحيح. وعلى كل إنسان فى هذا الوطن مؤهل لأى قطاع أن يذهب إلى هذا القطاع للمساعدة، أما وجود جماعات على خلاف القانون، لديها من الأسرار والخفايا أكثر مما هو معلن، هذا الشكل لازم ينتهى وينقرض وأعتقد أنه سينتهى وينقرض.. لماذا؟ لأن المظلة القانونية هى التى تحمى كل شىء، ولأن الشكل غير القانونى الموجود على رصيف الوطن يجعل الظلم يدخل إلى الحركة نفسها فلا يستطيع أحد أن يأخذ حقه من الآخر، لعدم وجود شكل قانونى، تشكو لمن وقتك اللى ضاع، وفلوسك اللى راحت وجهدك الذى امتصه غيرك ونسبه إلى نفسه؟.

■ ثورة 25 يناير قضت على الدولة القديمة أو بمعنى أدق قضت على تصورات.. بمعنى أنه إذا كانت الظروف السياسية فى العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى أفرزت نوعا من التنظيمات الدينية والعسكرية والأيديولوجية، فإن ثورة 25 يناير أنهت هذه التنظيمات.. ما تعليقك؟

- الآن وبعد ثورة 25 يناير نعود إلى قيمة المواطن، قيمة المواطن حتى فى الدولة الإسلامية تُقَدر بما يبذله من جهد فى العمل، يعنى تعظيم قيمة العمل والإنتاج فى الإسلام، هذا مبدأ قامت عليه الحضارة الإسلامية، فهذه الحضارة نصفها معان ونصفها عمل، والمعانى والعمل عبادة، هذا هو الإسلام الأصيل، نحن نعود الآن إلى الفطرة، لكن بالجهد البشرى والمعاناة اليومية، أرجعتنا الظروف إلى ما هو صحيح وجاءت ثورة 25 يناير وضعت الختم على مصر التى تبنى من جديد، سوف تكون متجاوزة للأيديولوجيات أيضا، الشباب لما عمل الثورة وضع مبادئ «عيش- حرية- عدالة اجتماعية».

■ هل يذهب مرسى والإخوان بمصر إلى حرب أهلية؟

- إن شاء الله لن يحدث وسنربط خصومنا ولو حتى برباط من حرير.

■ كيف قرأت مشاهد الصدام بين الإخوان والثوار عند «الاتحادية» وبعدها فى المقطم وفى التحرير وفى مناطق مختلفة؟

- الإخوان طول عمرها فى هذا الصراع، والذين وصلوا إلى السلطة الآن أسوأ من يمكن أن يطلق عليهم الإخوان، مجموعة المتطرفين داخل الجماعة قضوا على ما دونهم داخل الجماعة، ويمارسون علنا ما يفضح ما هو فى ضميرهم وهو العنف والتطرف وكراهية الناس ومحاولة فرض مفهومهم على الناس كأنه دواء مر ولا بد أن يشربوه، كل هذه التصرفات ناشئة لأننا غفلنا بعض الشىء أن نقول للناس إن مجموعات المتطرفين والمهووسين استولت على الإخوان، لكن الممارسة فضحتهم، هم يعملون الآن بالمنهج الأمريكى فى عمل إعلام مضاد، وإنفاق أموال لتحسين الصورة حتى يخيل إليك من سحرهم أنها تسعى، وأن هناك جماعة وهناك احتراما، لكننا الآن أمام الحقيقة مجردة وما تراه العين هو الصدق، اشهد كما ترى عينك، نحن لا ندعى عليهم شيئا الآن، نحن نتركهم لأفعالهم اليومية والناس من خلال هذه الأفعال اليومية كرهت هذه الوجوه وكرهت هذه السياسات، وانتفضت وعلينا أن لا نتردد فى التغيير، إما أن نكون دولة مدنية محترمة ونحترم مؤسساتها الناس فيها سواسية كأسنان المشط، وإما أن نضعف ونقول إن لهم حقا من دون أن نضعهم تحت مظلة القانون، حقهم أن ينضووا أولا تحت مظلة القانون. الشعب المصرى الآن يمتحن لأن هناك بعض الدارسين يقولون نتركها جماعة دعوية، مافيش حاجة اسمها جماعة دعوية، فيه عندى الأزهر والأوقاف، مؤسسات تكفلها الدولة بالدعوة وأستطيع أن أحاسبها على أخطائها، لكن أن كل واحد يدعو إلى الإسلام الذى يخصنا جميعا بما يفهمه هو، هذا لا يحدث فى أى تخصص آخر، لا فى الطب ولا فى الزراعة ولا فى الهندسة، هناك نقابة تحاسبك وتسألك هل معك مؤهل لتعمل طبيبا أو مهندسا، والذى يعمل بغير مؤهل يدخل السجن، فلماذا نحط على الدين بهذا الشكل، وتتناوشه جماعات من هنا وهناك.

■ هل نقترب من سيناريو سوريا؟

- ما يحدث فى المنطقة الآن أقصد ضرب سوريا بعد ضرب العراق هو تفريغ للمنطقة من أى أسلحة، هل سينجو الجيش المصرى أم سيأتى عليه الدور؟ المخطط الأمريكى بتداعياته الطبيعية يقول إن الدور سيأتى على الجيش المصرى، ولذلك كل من يساعد فى هزيمة سوريا الآن يضرب الجيش المصرى فى ظهره، هذه حقيقة لا يعيها الموجودون فى السلطة، نحن لا نتكلم عن حاكم ظالم «بشار الأسد» لكن نتكلم عن دولة تهدم، الحاكم الظالم يمكن أن يكون مجرد قشرة فى المجتمع ويتولاه شعبه، لكن تحطيم جيش ومبان ومصانع وبنية أساسية، إذن أنت تهدم دولة لا يمكن أن تقف على قدميها إلا بعد 30 سنة جديدة، إذن أنت تفرغ المنطقة لتبقى إسرائيل وحدها هى الزعيمة!! وهذا هو الهدف الأمريكى الأساسى.

■ قيل هذا الكلام عند تسليم السلطة إلى الإخوان.

- قيل واشتُرِط، ولذلك أنا غاضب جدا من تسليم السلطة لمجموعة محمد بديع أقصد مجموعة التنظيم السرى القديم.

■ ماذا تقول لهؤلاء

- محمد بديع؟

- نعم.

- انظر إلى الماضى الذى مر علينا منذ 1965 حتى الآن لتدرك أن طريقتك فى التفكير كانت خاطئة تماما وأدت إلى كوارث كثيرة ويجب أن تتوقف عن هذا المنهج وتنضوى تحت المظلة المصرية وهى جيدة للجميع، وأطالبك أيضا أن تدرك تماما أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل رهان خاسر دائما لمن يريد أن يتقدم بمصر فلا يتماهى إلى هذه الدرجة مع المخطط الأمريكى أو الصهيونى، وأن يعود إلى أحضان الوطن المصرى ويستمد قوته من الله ثم من هذا الشعب الذى يعرف الطريق الصحيح إلى النهضة.

■ ومحمد مرسى؟

- أتمنى أن تستقيل قبل أن يقيلك الشعب وأن تقبل مسألة الانتخابات المبكرة، لأن فيها حلا سحريا لمشكلات كثيرة وفيها استرضاء للشعب المصرى لعله يغفر لك ما وقع منك من أخطاء، يكفى هذا الحد أو هذا القدر من الأخطاء ومن التعدى على الإرادة الشعبية بشكل مباشر ومن الدخول فى صراعات مع مؤسسات محترمة مثل القضاء والأزهر والقوات المسلحة إلى آخره، توقف عند هذا الحد ولتعلن أنك تقبل الانتخابات المبكرة لأنها قد تكون وسيلة عفو قبل أن يحاسبك الشعب كما حاسب حسنى مبارك.

■ خيرت الشاطر؟

- الشاطر لا كلام معه، لأننى متأكد أن الاختراق الأكبر لجماعة الإخوان، الذى حطمها من الداخل وفضحها فى الخارج كان بواسطة خيرت الشاطر.. وأنا أعفّ عن ذكر أشياء كثيرة ومواقف سيئة تخص خيرت الشاطر حفاظا على الأسر والعائلات، إنما ليته يترك مصر ويخرج إلى أى مكان آخر، وأعتقد أنه سيحاسب حسابا عسيرا من قبل المصريين قريبا على ما فعله فى الإخوان من الداخل، وعلى تسليمه مستندات الإخوان لمباحث أمن الدولة بشكل غير مسبوق، وعلى تبديد أموال التبرعات الخيرية واستخدامها لنفسه اغتصابا وهذه كلها جرائم.

■ خيرت الشاطر سلم وثائق الإخوان إلى أمن الدولة؟

- هو جمع المعلومات من داخل الإخوان وسلمها لأمن الدولة فى قضية «سلسبيل»، وقال إنها أُخِذَت منه رغم إرادته وهذا غير صحيح، هو أصلا لم يكن له الحق فى جمع المعلومات، فلماذا جمعها؟ من الذى أعطاه هذه الصلاحية، والذى تماهى معه شريك معه فى الجريمة لأنه فى هذه الفترة كنا مسؤولين عن الإخوان، كان هناك مجموعة قائمة مسؤولة عن الإخوان وجاء من خلفها وجمع المعلومات.

■ من هم شركاؤه فى جمع المعلومات؟

- محمود عزت وحسين القزاز ومحمد إبراهيم وحسن مالك، وباقى الشلة معروفة، هذه مجموعة شركة «سلسبيل» التى حبكت المؤامرة على الإخوان، كلهم سيسألون حتما فى يوم من الأيام.

■ هل تختار أحدا من الإخوان لتوجه إليه رسالة خاصة؟

- نعم أوجه رسالة إلى بقايا الإخوان الذين أعتبرهم مخدوعين، مثل عصام العريان وحلمى الجزار ومحمد سعد الكتاتنى، وإخوان المحافظات مثل على عمران وعبد الدايم، أقول لهم إن الحقائق الواضحة البينة الآن اخترقت لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ولا بد من موقف لإعادة الإخوان إلى حضن الوطن ثم ننهيها نحن بأيدينا نهاية سعيدة عندما نندمج فى المؤسسات المصرية بطريقة صحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.