بقلم ماهينور سلامه غريب أمر الاخوان المسلمون بمصر و هم جميعا يطالبون بتطبيق الشريعة و كأننا كنا كفارا و هم جاؤا لهدايتنا ,و غريب ايضا ان يطالب بشر لا يطبقون الشريعة الا بقشورها و رداؤها و مظاهرها فقط ان يطبق الشرع على كل الناس الا هم انفسهم, وهم لم يعرفوا من الشريعة الا كلمات و حدود تطبق لم يعرفوا لا روحها و لا مبادئها ولا لماذا شرعت قوانينها ولا الحكمة من كل ما شرع فيها , لذلك هم لا يعلمون ان الشريعة لو طبقت هم اول من سيضيع واول من سيطير من على الكراسى و يدخل السجون فلو كان سيدنا عمر بن الخطاب هو الحاكم الان لكان كل الاخوان فى السجون فالتزام الدولة بالقانون الذى يلعبون به و بثغراته كما يريدون أهون كثيرا من تطبيق الشريعة الجامد الذى سيجعلهم هم مقيدون ومطالبون بتطبيق الحق و العدل على انفسهم قبل ان يطبق على الناس و هذا شىء مستحيل ماذا لو طبقت الشريعة على النائب ونيس و فضيحته التى دفنها القانون المرن و ماذا لو طبقت الشريعة على اعضاء مجلس الشعب السابق الذين كانوا يذهبون اول ايام المجلس بالميكروباص للمجلس ثم اصبحوا يملكون سيارات فارهة وماذا سيكون رأى الشريعة فى حكام و مسئولون يعيشون كالملوك و رعاياهم لا يجدون الخبز ولا حتى هناك خطط لتحسين احوال الناس و ماذا ستقول الشريعة فى ثروات للبلاد تنهب و لا احد يكترث و ماذا ستقول الشريعة عن المفسدين وماذا ستفعل بهم من اول المحافظين وفى الاحياء الى رئاسة الجمهورية نفسها لانه لا احد يكبر على الشريعة و يترفع عن قوانينها الصارمة فالكل ستطبق عليه ولا استثناءات ولو حدثت استثناءات لخرب المجتمع اكثر مما هو خرب اساسا دعونا نتوقف اساسا و نسئل اى شريعة سادتنا تتحدثون ؟ عن الشريعة التى تخدم مصالحكم و اغراضكم و سلطاتكم دعونا نبدأ بقول الله سبحانه وتعالى" لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا" فيقول الشيخ المراغي في تفسير هذه الآية: أي لكل أمة منكم أيها الناس جعلنا شريعة، أوجبنا عليهم إقامة أحكامها، ومنهاجا وطريقا أى فرضنا عليهم سلوكه لتزكية أنفسهم وإصلاح سرائرهم، والشرائع العملية تختلف باختلاف أحوال الاجتماع وطبائع البشر واستعداداتهم، وإن اتفق الرسل والآديان جميعا في اصل الدين وهو توحيد الله والإخلاص له في السر والعلن الشريعة ما شرعه الله لعباده من الدين، مثل الحدود والصلاة والحج.. وغير ذلك، وإنما سمى شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه ومصادر الشريعة الإسلامية هى القرآن وسنة النبى المتواترة وسيرته المتفق عليها وتفسير وأراء الفقهاء والمشايخ لكن الشريعة الإسلامية تحديداً فهى تُستقى من القرآن والسنة المتواترة ( أى متصلة السند من ناحية الرواة ) والتفسيرات الفقهية وإجتهاد الفقهاء والمشايخ وسوف نكتشف أن النسبة الغالبة من الشريعة الإسلامية حوالى 90 %، تعود لرؤى الفقهاء والمشايخ وتفسيرهم للنصوص ، متأثرين بظرف المكان والزمان الذين عاشوا فيه ، مما جعل هذه التفسيرات والمذاهب تختلف وتتناقض وتتعدد إلى الألاف من الرؤى والتفسيرات ، فتعددت الشرائع الإسلامية المعروضة ، وكل جماعة وفريق ومذهب ، ينادى بتطبيق رؤيته وشريعته ويكفر ماعداه فأى شريعة انتم تقصدون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولأن الشريعة الإسلامية فى زمن النبى (ع) كانت واحدة لأن صاحب الرسالة والشريعة موجود ينفذ ويطبق ويفسر ويقرر ، إلا أنه برحيل النبى ، لم نرى توحيداً للشريعة ، بل تعددت الرؤى منذ اليوم الأول لوفاتة ، بدءاً من تناحر الصحابة لحد رفعهم السيوف على بعضهم البعض حينما إجتمعوا فى سقيفة بنى ساعدة لإختيار خليفة للرسول (ع) ، ثم قتال ابى بكر للصحابة مانعى زكاة بيت المال رافضى بيعته ، ثم يأتى بعدها الخليفة عمر بن الخطاب ليأمر بوقف العمل ببعض أركان الشريعة مثل وقفه لتطبيق حد القطع فى السرقة عام الرمادة ، وغيرها ألاف الأمثلة التى لايتسع المجال لذكرها ، وإستمرت هذه الخلافات تكبر وتتسع ، فانقسموا إلى سنة وشيعة ،وغيرها إلى الأحمدية والدرزية وغيرهم ، وإنقسم كل فريق من هؤلاء إلى عشرات بل مئات الفرق أحياناً ، ولكل منهم رؤيته وشريعته ومذهبه ، والكل يكفر الكل ، لذا نحن نسأل من ينادى بتطبيق الشريعة لدغدغة مشاعر الناس وخداع البسطاء أى شريعة تقصدون؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هى التى تنادى بها جماعتكم وترى أنت أنها الأصح والأحق وأنها الفرقة الوحيدة الناجية من النار فان كان كذلك فإن كل فرد يرى فى نفسه وجماعته ماتراه أنت فى نفسك وجماعتك ، ومن ذا الذى يستطيع أن يقرر أن هذا هو الأحق ، ونحن نعلم أن هناك من سيقول بأن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان نقول له نحن لا نختلف معك لكن من سيحدد بنود وحدود وتفسير هذه الشريعة ؟ ومن سيطبقها ؟ استقطع يد السارق وهو لا يجد ما يأكل ؟ ام يتعاقب الزانى و هو لا يجد ان يتزوج"؟ ام ستعاقب الفاسد الذى يسرق اموال الناس و يرتشى بالسجن و على اى اساس ستقيم هذه الجرائم ؟ ومن سيفعل ذلك فلا يوجد لا اهل كفاءة ولا اهل ثقة ولا اهل دين نثق بهم ليقوموا بذلك اى شريعة تقصدون يا سادة فهمونا شريعتكم و منهاجكم و طريقتكم التى لاعلاقة لها بالدين فهى عباءة تستترون داخلها لتعبثوا بكل شىء من ورائها فكل الفضائح الاخيرة من كذب و نفاق و تدليس وسب و قذف و كذب و فواحش و سكوت عن الحق و الفساد و تمييع العدالة كلها ابطالها و نجومها من جماعة الأخوان , فالدين روح و طرق واسعة نمشى فى دروبها فنجد رحمة الله حولنا فى كل الطرق و ليست قوانين و مبادىء يطبقها بشر هم نفسهم لا يطبقون الشريعة على انفسهم اخبرونا اولا اى شريعة تقصدون وما هى مبادئها المناسبة لزماننا و ظروف مجتمع نصفه و اكثر لا يجد قوت يومه ؟اخبرونا مبداىء الشريعة التى تريدونها و احذروا ان تطالبوا بتطبيق الشريعة و اتم يتكونوا اول ضخايا هذا التطبيق و الله المستعان