سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرم زهدى: «جمعة تطبيق الشريعة» تعجل بسقوط الدولة تطبيق الشريعة لا يكون من خلال مظاهرت تثير الفتنة واستعراض قوة.. ولست من أنصار المطالبين بإقالة النائب العام لأنه لم يخطئ
رفض الشيخ كرم زهدى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، الخروج فى مليونيات من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وقال فى حواره ل«الوطن» إن الشريعة الإسلامية قائمة فى مصر، واستكمالها لا يكون من خلال المليونيات والمظاهرات التى تعجل بانهيار الدولة، وطالب زهدى قيادات الجماعة الإسلامية بالالتفاف حول الرئيس ودعمه وإعطائه الفرصة للنهوض بالبلاد. * وكيف ترى خروج عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية فى مظاهرات مطالبين بتطبيق الشريعة؟ - أرى أنه طالما اخترنا إماما ورئيسا إسلاميا فيجب ألا نخرج بشكل مستمر فى مليونيات ومظاهرات، ونحن نرى أنه يسير فى خطوات صحيحة بعد دراسة متأنية، ولذلك لم يشارك حزب الحرية والعدالة وحزب النور فى مثل هذه المظاهرات، وهما أكبر الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة، ومن ثم أرفض الخروج فيما أطلق عليه جمعة الشريعة، وأن يكون الخروج دائما على قلب رجل واحد ولمساندة الرئيس فى قراراته، ويكون ذلك مساندة للأمة كلها وللشريعة. * أى إنك تعلن رفضك الخروج فى مليونيات تطالب بتطبيق الشريعة؟ - نعم أرفض ذلك وأعتبر أن الخروج فى مثل هذه المظاهرات أو ما يطلق عليه مليونيات تعجيل بسقوط الدولة، ومجرد المظاهرات المستمرة والخلاف على كل شىء على الدستور والتأسيسية وغيره، كل ذلك يعجل بسقوط الدولة، فلا يمكن أن تكون هناك دولة تستمر بهذا الشكل. * هل تقصد أن الخروج فى جمعة الشريعة يعجل بسقوط الدولة؟ - هى تؤدى إلى فتن وخلافات، وهذه الخلافات قد تعجل بسقوط الدولة، وأرى أن كثرة الاحتكاكات والخروج فى مليونيات يكرس الخلافات الكبيرة فى البلد، وهذه الخلافات المتكررة والمستمرة من الممكن أن تعجل بسقوط الدولة، لأنه لا يمكن أن تستمر دولة بهذا الشكل، الذى فيه خراب على الاقتصاد. * وإلى أى حد يمكن القول إن هذه المظاهرات يمكن أن تثير الفتن داخل المجتمع؟ - نعم هذه المظاهرات تثير فتنة داخل المجتمع، وهذا الأمر غير شرعى والإعلان أننا نمثل قوة، هو كلام غير جيد، وهو خطر على الدولة وعلى الإسلاميين أنفسهم، إلا إذا كان قرار الخروج فى مظاهرات هو قرار الرئيس، ونكون جميعا وراءه لأنه عاقل وحكيم، يدرس الأمور بروية، «واحنا اخترناه» ليس للخروج عليه بشكل مستمر، وهو عمل غير جيد وغير شرعى، واستعراض القوة من قبل الجماعات الإسلامية هو كلام خطير جدا على الدولة. * وكيف يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر من وجهة نظرك؟ - الشريعة الإسلامية قائمة فى مصر، وهى مطبقة فى الأحوال الشخصية، والقانون المدنى يكاد يكون كله من الشريعة، المساجد والمآذن وحرية الدعوة إلى الله كلها من الشريعة، ويجب ألا نهول من مسألة غياب بعض الحدود ونعتبره ضياعا للشريعة هذا غير صحيح، الشريعة موجودة ونحن نريد استكمالها بإذن الله، واستكمال تطبيقها فى مصر لا يكون من خلال المليونيات وكثرة الخروج فى مظاهرات واستعراض القوة من الإخوة. * وما تفسيرك بأن العدد الأكبر من الذين أعلنوا مشاركتهم فى جمعة تطبيق الشريعة هم من الجماعة الإسلامية؟ - أقول لمن خرجوا فى مظاهرات من أبناء الجماعة الإسلامية إن هذا الأمر لا يؤدى إلى خير، وما يؤدى إلى خير هو اليد الواحدة والقلب الواحد، كفاكم خلافا، وعلينا أن نشد من أذر الرئيس مرسى، ونقف وراءه حتى ننهض بوطننا بعض الشىء، فمصر الآن أصبحت مهترئة، وكثرة المليونيات أدت إلى انفعال شعبى داخل المجتمع فى كل شىء، وزيادة المشاجرات فى الشارع وانعدام الأخلاق. * وما قولك فى قيادات الجماعة الإسلامية التى خرجت تطالب بسقوط النائب العام؟ - أرفض ذلك، وأقول إنه لا يوجد نائب عام فى الدنيا كان سيفعل أكثر مما فعل المستشار عبدالمجيد محمود، وليس معنى أن شخصا كان موجودا فى النظام السابق أنه لا بد من ذبحه، هذا الكلام خطأ، لأن الدولة كلها كانت موجودة فى النظام السابق، فهل سنذبح الدولة كلها؟ هذا كلام «مش سليم»، والرجل لم يخطئ، ولست من أنصار المطالبة بإقالته، وجميع الإخوة وليس الجماعة الإسلامية وحدها يجب أن يتروّوا، وكذلك جميع المصريين يجب أن يعطوا النظام الحاكم الآن فرصة أن ينهض بالبلاد. * لكن هناك إصرارا من بعض القوى الإسلامية على إلغاء كلمة مبادئ من المادة الثانية من الدستور الجديد؟ - المادة الثانية فى الدستور موجودة منذ عام 1971 كما هى، ويجب ألا نظل «نتخانق» على كلام شكلى لا يأتى بشىء، لأن الإبقاء على مبادئ الشريعة لن يأتى بشىء لو تم إلغاؤها، ولا يقلل هذا من شأن شريعة الإسلام داخل المجتمع. * هل تقصد أن قيمة الشريعة الإسلامية فى انعكاسها على سلوك المسلمين وليس فى كتابتها على الورق؟ - بالطبع، ولا أحد يستطيع أن يعلن مخالفته للشريعة الإسلامية أو الحدود الشرعية، فلو أن شخصا مثلا قام بسب شخص آخر يقوم برفع قضية ضده هذا دليل على أن روح الحدود موجودة، ونحن نحتاج إلى وقت لكى تطبق، ولكن لا يمكن تطبيقها و85% من الشعب المصرى جوعى، ونحن بحاجة أن نلتفت إليهم ونفتح لهم باب العمل والربح الحلال، ويجب ألا نظل نردد شعارات ونترك العمل الصحيح الذى يمكن أن ينهض بوطننا. * فى ضوء ذلك كيف ترى عودة الأفكار الدينية المتطرفة وأعمال القتل والإرهاب؟ - التطرف والتشدد هو طريق الضياع وليس طريق الخير، والميزان معروف؛ إذا كنت فى صف يحارب الإسلام والمسلمين فأنت على خطأ بلا أدنى شك، أما إذا كنت تقف فى صف مواجهة العدو الإسرائيلى بما لا يخالف منهج الدولة وسياستها فأنت فى المكان الصحيح، لكن نظل نقتل الشباب المسلم ونقول إن ذلك عمل جهادى، فهذا ليس عملا جهاديا مطلقا بل أشبه بقتل سيدنا على ابن أبى طالب على يد الخوارج.