قبل أن نذهب إلى د. محمود غزلان - عضو مجلس الإرشاد ومجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين - كنا نعرف من وسائل الإعلام أنه ترك مهمته كمتحدث رسمى باسم الجماعة وأنه تم تعيين 3 من شباب الجماعة بدلا منه ليقوموا بهذا الدور. وأول معلومة صححها لنا د. محمود غزلان بمجرد جلوسنا إليه أنه مازال المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان وزاد عليه الإشراف على الشباب الذى انتدب ليعاونوه فى هذه المهمة بصراحة استكثرنا عدد المتحدثين الرسميين لذلك سألناه: لماذا؟! فأجاب د. غزلان لأنهم أتعبونى جداً طوال العام ونصف العام الأخير.. من هم؟! قال: «الإعلام.. والإعلاميون» ووجدناً الإجابة الأخيرة نقطة بداية جيدة لمحاورة قطب إخوانى بحجم د.غزلان. *ماذا تعنى بقولك «تعبت من الإعلام؟ **أى صحفى فى أى جريدة عندما يبدأ التعامل معى يكون فى عمر أولادى أقول له: «يا ابنى أن راجل صاحب مبادىء وأريد ممن يتعامل معى يلتزم الصدق والشفافية والحيدة، وجميعها أعتقد أنها من أخلاقيات مهنة الصحافة. فإذا كان لديك استعداد أن تلتزم بهذه الأخلاقيات فأنا تحت أمرك، أما إن كنت غير ذلك فابحث عن غيرى. * لكنكم فشلتم فى التواصل مع الناس عبر إعلامكم رغم أنه لديكم الفرصة كاملة بعد الثورة ولديكم من الثروة وهذاما يضمن النجاح.. ولكنكم تحدثتم إلى أنفسكم سواء فى جريدة «الحرية والعدالة» أو قناة 25 يناير وكأن الآخرين لايعنوكم.. فهل ما أقوله صواب أم خطأ؟ **بداية هناك نقطة ذكرتها وهى أننا لدينا «فلوس كتير» تتيح لنا أن ننشىء عددا من القنوات.. لكن الحقيقة يعلمها الله أننا نجمع تكاليف القناة والجورنال لاننا لسنا مثل أصحاب القنوات الذين يرصدون لقنواتهم مبالغ وميزانيات تتعدى300 مليون جنيه. *ولماذا لا يستثمر رجال أعمال الجماعة فى مجال الإعلام؟ **اولاً رجال الأعمال فى الجماعة ليسوا بالصورة التى يتخيلها الناس، بالإضافة إلى أنهم ليسوا بارعين فى هذا الجانب خاصة أن الإعلام كان محظورا عليهم طوال السنوات الماضية وهو مجال يحتاج إلى خبرة لعلهم يرون أنه لكى تصنع إعلام يحقق أرباحاً عليك أن تعتمد على الإعلانات..والإعلانات قد لاتتوافق مع مبادئ الشريعة بما تحمله من استعراض لبنات عاريات وهذا مرفوض من قبلهم.. هذا إلى جانب أن المعلن يتحكم فى المادة التحريرية إلى حد كبير، فضلاً عن أن خصومك لن يعلنوا لديك وبالتالى تكون توقعاتهم أن الاستثمار فى هذا المجال غير مُجد. رجال أعمال الجماعة * لكنكم حتى فى إعلامكم جاء الاختيار من بين كوادر الجماعة، فى حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولنا فيه أسوة حسنة استعان برجل كافر ليدله على الطريق أنا لا أقول استعينوا بكافر، ولكن على الأقل كانت هناك خبرات لايشترط أن تكون إخوانية ومن الممكن أن تستعينوا بها! ** ومن أدراك أن هذا لم يحدث.. فقد قمنا بالاستعانة ببعض الخبرات بعيدة الصلة بالجماعة. *ولكن جاء ذلك متأخراً وفى أضيق الحدود؟ **حقيقة أنا لست متابعا لوسائل الإعلام الذى يصدر عن الجماعة لكننى رأيت محاولات للاستعانة بكوادر من خارجها لكنهم انسحبوا وأنا لاأدرى سبباً وراء تراجعهم، كما أن كل كفاءة أقوم بتدريبها كى تجود وتحسن عملها تخططف منى بعد فترة. *من الاستثمار فى الإعلام إلى الاستثمار فى المشروعات.. ماذا عن مشروعات الجماعة والسوبر ماركت؟ **أولاً الجماعة لا تستثمر فى مجال الاقتصاد وانما هناك رجال أعمال لهم أموالهم الخاصة التى يستثمرونها كيفما شاءوا.. فهذا لديه محلات سوبر ماركت وهذا محلات ملابس وهذا يفتتح مصنعا وهذا يستثمر فى مجال المقاولات والجماعة لا شأن لها بهذا على الاطلاق. *وهل يعقل أن الجماعه ليس لها نصيب فى شىء من كل ذلك؟ **إطلاقا. *نفهم من ذلك أن ماليات الجماعة قائمة فقط على اشتراكات الأعضاء؟ **نعم الجماعة قائمة على الاشتراكات والتبرعات. *لكن لا أحد يصدق هذا الكلام.. لماذا فى رأيك؟ **لا أستطيع أن أجيب وعليك أن تسأل الناس لكن رجال الأعمال فى الجماعة لهم مشاريعهم الخاصه وليس للجماعة نصيب إلا التبرعات والتى تحصل منهم أو غيرهم من الأعضاء متى أرادوا ذلك ولعلك سمعت أن خيرت الشاطر قام بشراء قناة النهار واشترى أيضاً كازينو النيل هل سمعت بهذا الكلام؟ والغريب أن أحد الصحفيين صدق الكلام وذهب يسأل شريفة فاضل صاحبة الكازينو فقالت له أنا لم أبع شيئا ولا أعرف من هو الشاطر، بل وصل الأمر إلى انهم زوجوا خيرت الشاطر من شابة سورية، وقالوا إن ابنه محمد سافر إلى إحدى الدول بعينها فى حين أننى لا أعرف له ولداً بهذا الاسم إطلاقا، وإن الرئيس محمد مرسى قام بتحويل مبلغ كام مليون لأحد ابنائه وغير ذلك الكثير. *حتى لانترك مجالاً للقيل والقال فى هذه النقطة ما نصيب الجماعة فى ثروات أعضائها غير الاشتراكات وما هى حدود التبرعات وقيمة الاشتراكات؟ **الاشتراك محدد بقيمة 7% من دخل الأفراد أعضاء الجماعة الموظف من صافى المرتب اما رجل الأعمال تقاس النسبة على صافى الأرباح والتبرع أمر اختيارى وهناك التزام بهذه النقطة. *هل هناك حدود بين الجماعة والحزب ومؤسسة الرئاسة وما مدى التداخل بينها؟! **الجماعة هى التى أنشأت الحزب وبالتالى هى تدعمه ويعتبر كما يسميه البعض «الجناح السياسى» لجماعة الاخوان المسلمين وعليه يحدث تنسيق بين الجانبين فى المسائل الاستراتيجية أما فى الأمور اليومية فالحزب يتصرف فيها كيف يشاء وهو مستقل ماليا وإداريا. مرشد ورئيس حزب *هناك جماعة لها مرشد وهناك حزب له رئيس فما هى مستويات الاتصال فيما بينهما؟ **فى النقاط التنظيمية التى سبق ذكرها من الممكن أن يجلس مكتب الارشاد مع الهيئة العليا للحزب ويتفقون من حيث المبدأ على دخول الانتخابات من عدمه وعلى أى مستوى وما هى المعايير التى يجب توافرها فى المرشحين والتحالفات التى يتم عقدها كل هذه مسائل يتم مناقشتها ثم بعد ذلك يترك الأمر للحزب بعمل التحالفات واختيار المرشحين وتجهيز القوائم إلى آخر هذه الأمور. فهذه طبيعة العلاقة بين الحزب والجماعة أما مؤسسة الرئاسة فهى مؤسسة لمصر كلها فهى ليست ملكا لحزب أو تحت سيطرة جماعة. *هل لايوجد تدخل نهائيا أم الأمر يحدث بنسبة ما؟! **إطلاقا.. نحن كجماعة ليس لنا دخل لكن وارد أن يكون هناك تعاون بينها وبين الحزب على أساس أن الحزب سياسى وكان يمثل الأغلبية. *الحكومتان الأولى والثانية التى تشكلتا فى عهد د. مرسى ومستشارو الرئيس وتعيينات الشورى الأخيرة.. هل لم يكن للجماعة دخل بها؟ **وبالطبع لا.. لكن الحزب يكون قام بترشيح أحد وللعلم الوزارة الأولى لم يكن فيها من جماعة الإخوان غير خمسة وزراء ونفس الشىء بالنسبة للوزارة الثانية.. حتى ال90% الذين تم تعيينهم فى مجلس الشورى مؤخراً جاءوا بترشيح حزب الحرية والعدالة. قناة اتصال! *نفهم من ذلك أن الحزب هو بمثابة العامل المشترك أو قناة الاتصال بين الرئاسة والجماعة؟ **بالضبط هو كذلك وبالرغم من ذلك تجد الناس يدخلون الأمور فى بعضها ويسمون الحكومة بحكومة الإخوان والدستور والقرارات نسبوها للإخوان، فلم ينبسوا شيئا لمؤسسة الرئاسة.. واكثر من ذلك، لكن الحقيقة غير ذلك تماماً. *ووجود جبهتين داخل الجماعة.. جبهة د.مرسى وجبهة الشاطر؟! **هذا الكلام غير صحيح بالمرة والجماعة على قلب رجل واحد. *كيف استعدت الجماعة للاحتفال بثورة 25 يناير؟ **ليس لدى تفاصيل كاملة، لكننا اتفقنا على أن البلاد فى حاجة الآن إلى أمور عملية أكثر من أى شىء آخر والمتفق عليه حتى الآن أن نقوم بعملية تشجير ونظافة واسعة أو نسير قوافل طبية، لكن هذا لايمنع وجود احتفال. *وكيف ترى تحركات الجبهة المضادة التى تريد إسقاطكم من السلطة ولا تعترف بأن وجودكم من الأساس وجود شرعى؟ **بداية هؤلاء لايحترمون الإرادة الشعبية ولا الشعب نفسه بل لم يحترموا الديمقراطية التى تشدقوا بها طول عمرهم.. فماذا تنتظر من شخص يقول إن الرئيس غير شرعى؟! وهو يعلم أن الرئيس جاء عبر انتخابات نزيهة.. فلن نقول غير أن كلامه هذا مناف للحقيقة وفيه افتئات على الإرادة الشعبية. وللعلم فقد بذلوا محاولات مضنية حتى لا يخرج هذا الدستور وتعطيله بدءا من محاولة تفجير الجمعية التأسيسية.. وأنا كنت أحد أعضائها وعانينا المر وفشلوا.. وبعد أن خرج الدستور افتروا عليه بقولهم إنه دستور كارثى ودستور متخلفا، وغير ذلك إلى درجة إننى فى إحدى مداخلاتى فى أحد البرامج وجدت المذيع يسألنى هل حقيقى تم تحديد سن الزواج بتسع سنوات فى الدستور، وضرب الأطفال كوسلية للتربية فقلت له هل قرأت الدستور فلم ينطق. الشاهد أن كل همهم أن يكرسوا فى نفوس الناس هذه الأكاذيب بل ظلوا يرددون لن نسمح بالاستفتاء على هذا الدستور بشكل يعكس منتهى البلطجة السياسية ومع ذلك تتم المسألة وأثناء ذلك يخرج علينا شخص مثل سامح عاشور يقول إن هناك 200 عضو هيئة تدريس فى جامعة أسيوط سوف يشرفون على الانتخابات البرلمانية وهذا الكلام تم بالاتفاق مع رئيس الجامعة مقابل المد له عقب خروجه على سن المعاش.. فخرج رئيس الجامعة ونفى هذا الكلام. وصلت البجاحة إلى أنه يوم الاستفتاء على الدستور خرج يقول ضبطنا 130 فردا ليسوا قضاة ورد عليه المسئول عن اللجنة العليا للانتخابات وأكد أنه بعد التحقيق فى الأمر لم يجد شيئا من هذا القبيل. وقبل الفرز خرج أيضاً يردد بأن نتيجة الاستفتاء ب (لا) 66% ولوخرجت النتيجة غير ذلك يكون فيها تزوير.. فهؤلاء سلكوا كل الطرق غير الشريفة وخرج الدستور، فنحن الآن أمام مؤسسات منتخبة ودستور رضيا به الناس فمحاولة الانقلاب على هذا الكلام أبسط ما يوصف به عدم احترام للشرعية ولاقواعد الديمقراطية التى يتحدثون عنها، ونحن لا نحكر على رأيه فى النقد لكن بصورة شريفة سلمية ليس كما نرى من تأجير لبلطجية. *لكنكم جئتم على الصحفيون فى الدستور. **للعلم شيوخ المهنة حضروا بنفسهم وطلبوا أن تحذف المادة الخاصة بحبس الصحفيين بالإضافة إلى أننى أرى أن المادة الثانية من باب حقوق الحريات والتى تنص على أن المواطنين جميعاً متساوون أمام القانون والقضاء ولافرق بينهم بسبب عرق أو جنس أودين أو وضع اجتماعى قطعت الطريق عن هذا.. فأنا الآن لو قمت بسب صحفى أمام جمع من الناس فيحق له أن يقدم بلاغا قد أسجن بسببه، وعندما يسبنى هو أمام مئات الآلاف على صفحات الجرائد لماذا تحرمنى من حقى فى أن أقاضيه ثم أننى لم احكم عليه بل القضاء. العقوبة! *أو كان من الأجدى فى ظل ما تعرضتم له طوال الفترات الماضية من كبت لحريات وتطبيق أن تطلقوا الحرية للتعبير والنشر.. فالأصل أن الأغلبية شريفة، كما أنه لو خرج قانون بحبس الصحفيين سيحولهم إلى أبطال، وقد تكون العقوبة المالية أكثر تأثيراً من الحبس؟ **إذا كنت تريد أن يدار الأمر بهذا المنطق فيتم تعميمه على الناس كلها.. والسؤال الآن لماذا يتم العمل بميثاق العمل الصحفى؟ فلن نسمع يوماً عن صحفى تم فصله لإخلاله بما يتضمنه هذا الميثاق منذ تم إقراره حتى يومنا هذا، ونجد الصحفيين يتعصبون لبعضهم ويرفضون أن يمس أحدهم بسوء مهما تجاوز كما لوكانت المسألة عصبية قبلية.. وحقيقة لا ينبغى أن يكون الأمر هكذا ويعلم الله أننى لست حريصا على أن تمس شعرة من أى صحفى لكننى أريده أن يلتزم أيضاً بميثاق الشرف من حيث آداب المهنة، وبالتالى لا تكون هناك جريمة عليه، فأنا أتمنى ألا تكون هناك جريمة فى الدولة. * ولماذا لم تتم مناقشات حقيقية مع كل فئة لمناقشة مواد الدستور الخاص بهم حتى تفوتوا عليهم الفرصة للاعتراض؟ **نحن دعونا جميع الفئات من صحفيين وقضاة ومحامين وطلبة وفلاحين خلال التأسيسية حوار من الإسكندريةإلى النوبة ولم نغفل أحدا. *ألا ترى أنه كان حواراً دعائياً أكثر منه واقعى؟ **لا بالعكس فقد أثمر عن نتائج عدة ممتازة غير ما وصلنا على الموقع الخاص بالجمعية لأكثر من مليون مقترح. *هل أنت راض عن هذا الدستور بنسبة100%؟ **بالتأكيد لا، فهناك بعض المواد لست راضيا عنها. *مثل؟ **لن أذكر مواد بعينها، لكن أريد أن أقول لك مثالا إذا حصل ابنى على مجموع نسبة98% سأحضر له جائزة ولم أعاقبه وكل من رفض الدستور وانسحبوامن التأسيسية كانوا يوافقون عليه، وعندى توقيعاتهم، ولنفترض أن ما يقولوه صحيح فهذه النسبة لا تمثل 5% من عدد المواد الموافق عليها، فعندها يكون عندى دستور أرضى عنه 95% منه لا يكون دستورا معيبا ويتم رفضه، وهذه النسبة ال 5% يمكن تغييرها مع الوقت كما أن هذا الدستور ليس قرآنا وهو ذاته بين دفتيه يقرر طريقة تغييره، لكن أن أجعل الأمر قضية وأقوم بتأجير البلطجية، فكل هذا الكلام أعتقد انه يخفى وراءه الكثير. *ماذا كان وراء موقف منال الطيبى وما قصتها؟ **والله هى سيدة نوبية وصاحبة منظمة من المنظمات إياها وهناك الكثير من هذه المنظمات فى مصر ترتزق ويغدق عليها أموال كثيرة جداً من الخارج وتتبنى هذه الأجندات، كما أن الناس «إياهم» لا يحبون الخير لمصر ويريدون أن تكون هناك «أسافين» باستمرار بين مسلمين وأقباط وبين الرجل والمرأة والجديد ما ظهر بين أهل النوبة وأهل القطر، وعليه فهناك من يطالب ويردد بأن النوبيين عبارة عن عرق آخر وأنهم ليسوا فى مصر فقط بل لهم امتداد فى السودان ويريدون أن ينفصلوا عن الدولة، وأنها كانت تتبنى هذه الأفكار. *عندما أشرت إلى كليب الشيخ ياسر برهامىالخاص بالصحافة علقت عن السلفيين «إن هم حاجة ونحن حاجة» ماذا تعنى بهذه الجملة؟ **لو تذكر أنه قبل الثورة كان الاتجاهين مختلفان كثيرا بين السلفيين والإخوان وهم اقتربوا كثيراً من حيث الأفكار فنحن كنا نمارس السياسة منذ زمن وكنا نقر شرعية مجلس الشعب وكنا نترشح إليه ونعتقد أن الشريعة الإسلامية بها أمور ثابتة وأخرى متجددة تستحق إما الاستنباط من أقوال الفقهاء القدامى أو الاجتهاد المعاصر.. فى حين أنهم كانوا يرون ان السياسة محرمة وكان الدخول إلى البرلمان عندهم حراما، لكن أفكارهم كثيراً، وأنشأوا حزبا. *تتحدث عنهم وكأنهم كتلة واحدة؟ **لا.. فأنا أدرى بالسلفيين من كثير من الناس فهم يختلفون من شيخ إلى شيخ ومن مكان إلى آخر. * بالمناسبة كانت هناك بالأمس دعوة قال فيها الأديب بهاء طاهر على إحدى الفضائيات إن الإخوان يحتاجون إلى مراجعة فكرية مثل السلفيين والبناء والتنمية؟! ** ضاحكًا: هل معنى ذلك أنه معجب بالسلفيين.. صاحب الدعوة يريد أن يوضح أن السلفيين تغيروا تغيرًا سريعًا، لكننى أقول إن الاخوان المسلمين طوال عمرهم وهم أقرب إلى الوسطية ولم تتطرف حتى تعود للوسطية، ولكنه يرى أن الآخرين كانوا بعيدين واقتربوا من الوسطية. الخلافة! * قد يكون فزاعة «الخلافة» تجعل الناس أكثر تخوفا من الاخوان عن السلفيين؟ ** من قال هذا؟! الخلافة جزء أصيل من فكر السلفيين أيضًا، وأعتقد أنه لايوجد شخص إسلامى إلا وفكرة الخلافة تراوده ونحن لا نريد خليفة مثل الخليفة العثمانى الذى يحكم وحده ويركب الخيل ويرتدى العمامة فالمسألة فى تقديرى أنها تتناسب مع ظروف العصر بمعنى أننى أرى الآن أن بلدى فى وضع يرثى له فيكون هدفى الآن أن أسانده حتى يقف على قدميه ثم نتوحد كأمة واحدة. * إذا كان فكر الجماعة متدرجا بهذا الشكل لماذا تخويف الناس حتى وقر فى نفوسهم أن غزة عند جماعة الإخوان أهم من مصر؟ ** هذه لخبطة... فبالله عليك هل هناك شخص فى الدنيا يفضل أولاد عمه على أولاده. * هذا ما يتردد عنكم؟ ** ياسيدى خصومنا كثيرون.. فأنا قلت لك إننى يوميا أستيقظ من نومى على أكاذيب لا حصر لها. * معنى نجاح دعاياتهم إنه فشل لكم؟ ** ماذا أفعل لو كانوا بمثابة ماكينة شغالة فى الأكاذيب وليتها ماكينة تنتج كذبة واحدة فى اليوم بل تصل إلى 20 كذبة فى اليوم الواحد، وفى وقت من الأوقات وجدتنى كل لحظة أكتب تكذيبا وأقوم بنشره على موقع «إخوان أون لاين»، ثم توقفت وسألت نفسى وما هى آخرة كل ذلك.. فهذا ليس معقولا.. فما عليهم غير أنهم إذا كانوا يمارسون السياسة يمارسوها على أنها عمل تنافسى وبطريقة شريفة. كتاب ثروت! * هل قرأت كتاب ثروت الخرباوى؟ ** إن هذا الرجل لم أقرأ له أى شىء ولا أحب أن أتحدث عنه.. واليوم فى الجرائد قرأت تصريحات له أن الشاطر ينتظر سقوط بشار الأسد حتى يعلن الخلافة الإسلامية وهذا كلام تخريف فهذا الشخص لا أعلق على ما يكتبه مطلقا لأنه لا يستحق أن أضيع وقتى فى القراءة له أو حتى الرد عليه. * وبماذا تفسر نجاح مؤلفه وطباعته أكثر من طبعة؟ ** ليكن، فهناك متربصون بالجماعة يبحثون عن أى شىء يدينها وينال منها. * لكن ما الذى يجعل شخص مثل الخرباوى والدكتور الهلباوى ينقلبان على الجماعة بهذا الشكل؟ ** القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. فماذا تنتظر من شخص كان يتطلع إلى شىء ولم يحققه وأضرب لك مثالًا على ذلك بأن هناك شخصا احتضنته الإخوان وظلوا يلمعون فيه ويكبروه وفجأة انقلب انقلابا خطيرًا، ففكرت وحللت بأن يكون هذا ناتجا عن موقف ما - وهذا تحليل وارد أن يكون صوابا أو خطأ- وبالسؤال عرفت أنه كان يسير كتفا بكتف مع شخص من الجماعة وفجأة سبقه هذا الشخص وهو لم يحصل على شىء فهل يعقل أن كل من يتطلع إلى شىء تمنحه إياه. * وهل الإخوان يعرفون الكراهية والحسد ويخطئون؟! ** ضاحكًا: وهل تعتقد أنهم ملائكة.. الإخوان بشر يخطئون ويكذبون ويحسدون، لكن الفارق بينهم وبين الآخرين أن الغالبية العظمى منهم مستقيمة وتتعامل وفق هذه المبادىء، لكن فى بعض الأحيان يشذ بعض الأفراد القليلين. العريان * مارأيك فى تصريحات د. عصام العريان الأخيرة ومنها تصريحه عن عودة يهود مصر إليها؟ ** راجعت د. العريان فى تلك التصريحات وأبلغته استهجانى لها بشدة، وإن كنت أعتقد أن دعوته تلك جاءت للتدليل على أنه من حق الفلسطينيين المطالبة بالعودة إلى موطنهم «فلسطين».. وعمومًا فإن هذا لا يمنع من أن «لكل جواد كبوة». * هل يوجد إجراء تم اتخاذه من قبل الجماعة ضده؟ ** لا لم يحدث شىء من هذا القبيل. * ألا ترى أن هناك كثيرا من أعضاء الجماعة لهم تصريحات تحدث بلبلة فى الشارع المصرى، وأنه يوجد عدد كبير يتحدثون باسم الجماعة؟ ** للأسف عندما تطلق التصريحات فإنها تعبر عن آراء شخصية ليس إلا، بل إنها تكون دائمًا بدون تكليف رسمى بذلك. * لماذا تعتمد الجماعة التغيير من أعلى وتصر على التغيير من خلال السلطة وليس من خلال العمل الدعوى؟! ** على العكس تمامًا، بل إننا نؤمن بمسألة التغيير الشعبى المتدرج السلمى، والدليل على ذلك أن الجماعة تعمل فى المسألة الدعوية أكثر من 84 عام إلى أن قامت الثورة وتم تغيير النظام. * متى سيختفى مسمى جماعة الإخوان المسلمين ويصبح المصريون كلهم إخوان مسلمين أو يتخلى الإخوان عن مسماهم وتميزهم عن الآخرين؟ ** حينما يعتقد المصريون جميعًا بدعوة الإخوان وهى «وسطية الإسلام» أى تنظر إلى الإسلام بنظرة كاملة وهى جزء من عقيدتنا. الفشل * خصص الإسلام مساحة كبيرة للبشر لتنظيم أمورهم الحياتية، ورغم اجتهاد جماعة الإخوان على المستوى التنظيمى إلا أنه وبعد وصولكم للسلطة طالتكم الاتهامات بالفشل؟ ** هناك مسائل فنية وتقنية، والإسلام لا يعلم الإنسان كيف يبنى، ولكن هناك وسائل فيه يجب على الإنسان تعلمها بنفسه، فمن الصعب على الرئيس د. محمد مرسى أو جماعة الإخوان أن يصلحوا ما تم تخريبه فى بلد على مدى 30 عاما. * هل تعتقد أن الحل فى الاقتراض من صندوق النقد الدولى الذى كان يمول منظمات تشوه صورة مصر؟ ** هناك ضرورات والضرورات لها أحكام وعندما تكون فى صحراء فالشرع يحلل أكل الميتة وشرب الخمر، ومع الوضع الاقتصادى الذى نعانى منه الآن مع امتناع الدول الشقيقة فى مساعدتنا فلم نجد إلا صندوق النقد غير أن هذه الأموال ليست هبة، وإنما هى قرض. * ما رأيك فى دخول أحزاب إسلامية جديدة للساحة مثل حزب السلفية الجهادية؟ ** أعتقد أنه إذا كانوا سيقومون بعمل سلمى وشرعى فأهلا وسهلا بجميع الأحزاب. * تردد دخول حزب الحرية والعدالة فى تحالفات مع أحزاب أخرى استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة؟ ** الحزب هو من سيتولى تلك التحالفات الانتخابية القادمة وله الحرية المطلقة فى التحالف مع الأحزاب التى يراها مناسبة. * ما سبب تصعيد دول الخليج ضدكم؟ ** لا أعلم السبب وراء ذلك على الرغم من أنه تربطنا علاقات طيبة مع كافة الدول العربية. * ما الموقف من الوضع فى سوريا؟ وما حقيقة سفر شباب من الإخوان المسلمين إلى هناك؟ ** موقفنا واضح هو أنه لا حل للأزمة السورية إلا برحيل الأسد خاصة بعد موت أكثر من 60 ألف قتيل، وما تردد عن سفر بعض الأشخاص إلى سوريا فهم ليسوا إخوان مسلمين بل قد يكونون إسلاميين. * هل هناك تنسيق عسكرى بين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وسوريا؟ ** لا يوجد تنسيق من هذا النوع، وهناك أطياف عديدة فى سوريا والإخوان المسلمون طيف من تلك الأطياف، ونحن لا نتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية أو حتى فى الشئون الداخلية لجماعة الإخوان فى أى بلد عربى آخر. * ما الموقف من إيران فى ظل الاتهامات الموجهة لها بدعم النظام السورى؟ ** الأيادى الإيرانية ملطخة بدماء السوريين ولولا هذا الدعم الإيرانى للنظام السورى لرحل بشار. * هل يتم دعم المعارضة فى سوريا من أجل صعود التيار الإسلامى للسلطة؟ ** لا يوجد إخوان مسلمين فى سوريا منذ عام 1992 وقت مذبحة حماة، حيث هربوا بعدها وهناك قانون فى سوريا يقضى بإعدام كل من ينتمى للجماعة، ونحن ندعم كافة أطياف الشعب السورى فلا فارق لدينا بين سلفى أو سُنى أو إخوانى. * هل من الوارد أن تختلف جماعة الإخوان المسلمين مع الرئيس مرسى؟ ** نعم من الوارد جداً أن يحدث ذلك فى بعض القرارات. * هناك اتهامات موجهة لكم بالخلط بين العمل السياسى للحزب والفكرى لجماعة الإخوان؟ ** الحزب يمثل «الذراع السياسى» لجماعة الإخوان الذى ينافس على السلطة، والجماعة تعمل فى السياسة أيضاً لتوضيح بعض القضايا للرأى العام. * ما رأيك فى الإعلان الدستورى الذى أثار حالة غضب عارمة رغم تأييده من الجماعة؟ ** الإعلان الدستورى تم مناقشته فى المجلس القومى لحقوق الإنسان وأوضحنا أن المادة الثانية الخاصة بالتحصين لا يوجد بها تجاوز شديد، والمادة السادسة، ولكن يوجد به أربع مواد أخرى كان لها أهمية شديدة جداً من أجل تحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، وقد قامت المحكمة الدستورية بإرسال الطعن المقدم على التأسيسية إلى هيئة المفوضين والتى أكدت على إبقاء الجمعية التأسيسية للدستور. * فى رأيك ما الموقف القانونى لجماعة الإخوان؟ ** الجماعة هيئة إسلامية كاملة وقانون الجمعيات الأهلية لن يستطيع أن يشمل أنشطة الجماعة الكثيرة وإنما يقوم على الجمعيات الخيرية صغيرة الحجم مثل دور الأيتام، فى حين أن الجماعة لها أنشطة سياسية ودعوية وثقافية ورياضية، والقانون الحالى لا يتسع لمثل تلك الأنشطة، ونحن نرغب فى إضافة ما يسمى بالهيئات الجماعية إلى القانون، وقد قمنا بإعداد قانون بهذا وتم إرساله إلى مجلس الشعب قبل إقرار هذا القانون ولكن تم تغييره مرة أخرى. * إذاً هذا القانون مقصود به حماية وجود الجماعة كتنظيم؟ ** ليس الغرض من هذه القوانين العمل على عدم حل جماعة الإخوان المسلمين ولكن الغرض هو تقنين وضعنا القانونى كما يطالب الجميع، وهذا القانون سيشمل كل الهيئات الأخرى غير جماعة الإخوان التى لها أنشطة كبرى.