وصل عدد قتلى الاشتباكات المسلحة بين باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية في مدينة طرابلس بشمال لبنان إلى عشرة بينهم عسكريان فضلا عن إصابة 126 شخصا بجروح منذ بدء الاشتباكات مساء يوم الأحد الماضي. وشهدت محاور النزاع التقليدية الليلة الماضية اشتباكات عنيفة استخدمت فيها القذائف الصاروخية على أنواعها وقذائف الهاون التي طالت مناطق بعيدة عن مسرح الاشتباكات ووصل بعضها إلى وسط المدينة ووصل الرصاص العشوائي إلى أماكن بعيدة. وأفادت أخر التقارير الأمنية عن استمرار أعمال القنص والرشقات النارية المتفرقة وتبادل القذائف الصاروخية وقذائف الهاون. وأصيب العشرات من المنازل السكنية واحترق بعضها من جراء سقوط القذائف فيما سجلت حركة نزوح للأهالي من مناطق محاور القتال باتجاه المناطق الأكثر أمنا. ولا تزال المدارس والجامعات مقفلة في طرابلس والجوار وكذلك المحال التجارية وأسواق الخضار والقمح والمحال الصناعية فيما حركة المرور شبه معدومة مع قنص مستمر وإطلاق نار على الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالحدود السورية. من جهته أكد وزير الدفاع فايز غصن أن الجيش اللبناني يقوم بعمل كبير جدا في طرابلس لافتا إلى أنه ما من منطقة عصية أو مقفلة على الجيش ومشددا على أن ما يقوم به يصب في خانة المصلحة الوطنية. وجدد في تصريح له اليوم تحذيره من أن شبح الفتنة يخيم على لبنان انطلاقا من أحداث طرابلس داعيا الجميع إلى تحمل مسئولياتهم ورفع الغطاء عن العابثين بالأمن في طرابلس. ومن ناحيتها حذرت قيادة الجيش اللبناني من أن بعض الأشخاص وجهات مشبوهة يعمدون إلى إرسال رسائل نصية عبر أجهزة الخلوي تتضمن شائعات كاذبة حول مهمات المؤسسات العسكرية والأوضاع الأمنية في البلاد خصوصا في منطقة الشمال بهدف تحريض الرأي العام وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. ودعت قيادة الجيش في بيان المواطنين إلى عدم الاكتراث بهذه الشائعات المغرضة والعودة إلى البيانات التي تصدرها قيادة الجيش محذرة هؤلاء الأشخاص والجهات المشبوهة بأنهم سيكونون عرضة للملاحقة القانونية والقضائية.