مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة تنتاب المسئولين عن وزارة التربية والتعليم حالة من القلق الشديد، وأكثر ما يقلقهم هو إمكانية تسريب أسئلة الامتحان، وهو الأمر الذى تكرر فى الأعوام الماضية. «فيتو» ترصد فى السطور التالية مراحل سير الأسئلة حتى وصولها للطالب الممتحن ، والتى ترشحها للتسرب بسبب عقم الإجراءات التي دائما ما تتخذ وتدفع بالأسئلة دفعا إلى الطلاب خارج اللجان . تمر امتحانات الثانوية العامة، بأكثر من حلقة، تبدأ مع واضعى أسئلة المواد وعادة يكون واضع أسئلة الامتحان هو مستشار المادة أو أحد الموجهين العموم بالوزارة، ويحفظ فى خزينة سرية، ثم ينتقل بفترة وجيزة إلى المطبعة السرية التي تخضع لرقابة أمنية شديدة. والحلقة الثانية التى قد يتم فيها تسريب الامتحان هى حلقة النقل، وقد يحدث تسريب الامتحان فى أثناء سير الأسئلة من مركز التوزيع، إلى مقار اللجان الامتحانية، وقد تصل الرحلة التى تقطعها أوراق الأسئلة حتى تصل إلى بعض اللجان مدة الساعتين كاملتين، وبعد أن تصل إلى مقار اللجنة يكون هناك ساعة أو نصف ساعة على الأقل تظل فيها ورقة الأسئلة داخل اللجنة قبل أن يتم تسليمها إلى أيدى الطلاب مع بدء الامتحان، وهى أخطر الحلقات على الإطلاق، لأن مدة بقاء الورقة وإمكانية اطلاع العاملين باللجنة كافية جدا لتسريب ورقة الأسئلة من داخل اللجنة الامتحانية، خاصة فى اللجان التى تقل فيها الحراسة الأمنية، أو تلك التى تبعد عن الرقابة بشكل ما، وفى تلك الحالة لا يتم خروج ورقة الأسئلة خارج اللجنة، ولكن يتم تصوير تلك الأسئلة بآلة تصوير أو بأحد الأجهزة المحمولة، ويتم خروج الصورة خارج اللجنة، ليستقبلها واحد أو أكثر من معلمى المادة المنتظرين بالخارج، ليجيب عن الأسئلة الواردة فى الامتحان، ويتم تعريف طلاب معينين بالإجابات، الواردة من خارج اللجنة، قبل بدء الامتحان بدقائق، وقد يستخدم أولياء الأمور أو الطلاب فى بعض اللجان الإرهاب وتخويف المراقبين القادمين من محافظة أخرى من أجل تمرير الإجابات على الطلاب، وقد يتم تسريب الامتحان أثناء سير العملية الامتحانية، وذلك من خلال استغلال الطلاب انشغال الملاحظين، وإلقاء إحدى الأوراق خارج أسوار المدرسة، أو تهريبها مع أحد العاملين بالمدرسة ليتلاقها أحد زملائهم أو معلميهم بالخارج ويتم تصويرها فى لحظات لتعود الورقة إلى اللجنة بعد دقائق قليلة من خروجها.. محمود ندا مدير عام الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتعليم أكد أن الوزارة تتخذ إجراءات مشددة للقضاء على تسريب أسئلة الثانوية العامة، ومحاربة ظاهرة الغش هذا العام، وأوضح أنه تم مضاعفة أعداد المعلمين المتواجدين داخل اللجان لتأمينها من الداخل إلى 10 معلمين بدلا من 5 فقط فى العام الماضى من أجل منع حدوث أى تسرب، والتعامل مع أى شخص يحاول التعدى على اللجنة، ولمعاونة أفراد الداخلية فى تأمين اللجنة، وأشار إلى أن الكنترول الواحد سيكون مكلفا بحراسته 12 فردا من الداخلية، مقسمين على ورديات ثلاث، وأكد أن لجان سير الامتحانات الإحدى عشرة سيكون لكل لجنة 9 أفراد مكلفين بحراسة كل لجنة، ثلاثة فى كل وردية، أما مركز توزيع الأسئلة فسيكون هناك 12 فردا أمنيا لحراسة كل مركز من تلك المراكز بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة الحماية المدنية.. وأشار إلى أن الوزارة تتخذ هذا العام إجراءات جديدة للتعامل مع تسريب الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال الاتفاق مع وزارة الاتصالات بتوفير اثنين من مهندسى الاتصالات لتكوين فريق هاكرز مع إدارة الحاسبات والمعلومات بالوزارة من أجل تتبع ومراقبة الصفحات التى اعتادت على تسريب الامتحانات، واختراقها من أجل وقف تلك الأعمال، مثل صفحة «عبيلو واديلو» ومنتديات الامتحانات وغيرها، وفيما يتعلق بتصوير الامتحانات وتسريبها عبر أجهزة البلاك بيرى أو الهواتف المحمولة، فقد أكد ندا أن الإدارة العامة للامتحانات اتفقت مع المستشار المالى للوزير بشراء عدد 1420 جهازا دقيقا للكشف عن تلك الأجهزة مع الطلاب، وأوضح أنه سيتم الاستعانة بعدد من الأجهزة الأمنية للتعامل مع تلك الأجهزة، لقلة خبرة التربية والتعليم فى التعامل معها.