بوتفليقة في خطاب الوداع: سامحوني أنا بشر غير منزه عن الخطأ في بلد يبلغ عدد المساجد به نحو 20 ألف مسجد، أمر الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة ببناء "المسجد الأعظم"؛ للتباهي به بين دول العالم، واستمر العمل في المسجد لسنوات، وأصبح رمزا لسلطة ونفوذ بوتفليقة الذي استمر في سدة الحكم 20 عاما؛ لتنطلق منه التظاهرات المناهضة له حتى قبل اكتمال بنائه أو قدرة الرئيس على الصلاة فيه. مسجد الجزائر وقال موقع "يورو نيوز": إن مسجد الجزائر أو "المسجد الأعظم"، مبني من الحجر الأبيض على مساحة أكثر من 20 هكتارا "الهتكار = 2.381 فدان"، ويقع في بلدية المحمدية بمدينة الجزائر العاصمة، ويعتبر المسجد ثالث أكبر مسجد بالعالم، أما مئذنته فتعتبر الأعلى في العالم. المسجد يضم 12 بناية منفصلة وهو مقاوم للزلازل، وملحق به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة، ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين (22 ألف م²)، وتتسع لأكثر من 36 ألف مصل، ومن الممكن مع تتسع المساحات لنحو 120 ألف مصل، ومن معالمه المميزة وجود المئذنة التي ستستخدم فيما بعد كمنارة للسفن، ويصل ارتفاعها إلى 265م، وقبة قطرها 50، وبارتفاع 70 مترا، وسيضم أيضا مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، ومركز أبحاث حول تاريخ الجزائر، وقاعة للمؤتمرات وحدائق بها أشجار فاكهة، ويمكن للمصلين الوصول إلى المسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو الترام أو حتى بالقوارب؛ لقربه من البحر الأبيض المتوسط. تكلفة المسجد المسجد يعتبر مثالا لجنون العظمة، تم بناؤه بتكلفة بلغت 1.2 مليار يورو في عام 2012، وكان من المقرر الانتهاء من تشييده أواخر العام الماضي، وتأخرت عمليات بنائه؛ بسبب عدم الاستقرار على شركة مناسبة تبنيه، ولكن تتولى شركة صينية حاليا بناءه منذ 3 سنوات. وقال شهود عيان لموقع "يورو نيوز": إن الجزائريين ممنوعون من دخول المسجد، فموجود حوله العديد من قوات الشرطة التي تمنع أي فرد من دخوله، موضحين أن دخوله متاح فقط للعمال الذين يكملون بنائه. وعبر العديد من الجزائريين لموقع "يورو نيوز"، عن انبهارهم بالتحفة الفنية، ولكنهم قالوا إن المستشفيات بالجزائر تعاني من نقص الخدمات وتحتاج لإعادة الهيكلة وكان على حكومة بوتفليقة أن توجه الأموال الضخمة التي استخدمتها في بناء المسجد لإعادة هيكلة النظام الصحي بالبلاد، وأشار الموقع إلى إدانات نقابات العاملين في المجال الصحي بانتظام نقص العاملين والمعدات في المستشفيات العامة. ورغم أن المسجد يعتبر مركزا لإقامة الصلاة، إلا أن العديد من الجزائريين وصفوا المسجد الضخم بأنه رمز لاختلاس الأموال وجنون العظمة لنظام استمر عقدين من الزمان. منافسة المغرب وتونس المراقبون السياسيون ذكروا أن بوتفليقة كان كل هدفه من بناء المسجد؛ هو منافسة مسجد "الحسن الثاني"، بالدار البيضاء بالمغرب، المقام على البحر، وكذلك مسجد "بن علي" الموجود على مرتفعات قرطاج بتونس.