انطلقت مساء اليوم أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى تحت شعار "في استقرارنا نستثمر" برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وتستمر لمدة يومين بمشاركة عربية وأوروبية عالية المستوى. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح أعمال القمة: لقد تجسدت التحديات المشتركة في بؤر الصراعات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي تمثل قضية العرب المركزية الأولى، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بل واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطيني والتي يغفلها المجتمع الدولي. وأضاف: "يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، رغم أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة وموثقة في قرارات للشرعية الدولية، عمرها من عمر الأممالمتحدة ويتم تأكيدها وتعزيزها سنويا وان طال انتظارنا لتنفيذها". وقال السيسي إن انعقاد القمة ومستوى الحضور يعكس الاهتمام والحس المتبادل العربي الأوروبي على تعزيز الحوار بينهما تدعيما لقنوات الاتصال القائمة، والوصول إلى رؤية مشتركة في التعامل مع الأخطار المتصاعدة التي تهدد منطقتنا. وتابع: ارتبطت الدول العربية والدول الأوروبية بأواصر وعلاقة تاريخية استندت إلى القرب الجغرافي، والمصالح المتبادلة، والامتداد الثقافي، والقيم المشتركة والرغبة الصادقة التي ستظل تجمعنا سويا من أجل إحلال السلام والاستقرار. من جانبه، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، و"في القمة الأخيرة للدول العربية التي عقدت في جدة وسميت قمة القدس أعدنا التأكيد على مواقفنا الثابتة تجاه استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية". وأضاف، أن حل القضية الفلسطينية مهم للسلام والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل للسلام العالمي ولأوروبا على وجه الخصوص، مثمنا الجهود الأوروبية لإيجاد حل دائم وعادل لهذه القضية. وأشاد خادم الحرمين الشريفين بالعلاقات بين العالم العربي والأوروبي بأبعادها المختلفة، متمنيا أن تسهم هذه القمة في تعزيز هذه العلاقات بمختلف المجالات. من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن اجتماعنا يشكل أهمية أكثر من أي وقت مضى ونحتاج إلى مزيد من الشراكة القوية في عالم اليوم، لحل المشكلات التي خلقت لدولنا لنحل هذه المشكلات ونكون أقرب لبعضنا. وأضاف: "رغم وجود اختلافات بين الدول المشاركة إلا أننا يمكن أن نتعاون سويا، من أجل مصلحة جميع الشعوب العربية والأوروبية، في ظل الاهتمامات والتحديات المشتركة والمساعي لتحقيق السلام والاستقرار والرفاه لدولنا". وتابع توسك: "يجب تعزيز التجارة بين مختلف الدول العربية والأوروبية، والتعاون في محاربة الإرهاب والعمل، من أجل حماية شعوبنا عبر العمل سويا بجهد مركز وليكن الشباب والشابات هم وكلاء التغيير، عبر خلق فرص للتعليم والعمل". من جانبه، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانس: إن اجتماع اليوم يأتي في وقت يتسم العالم بالتحديات الكبيرة، داعيا العالم للعمل من أجل التعاون المشترك بين الدول العربية والأوروبية. وأوضح الرئيس الروماني أهمية التعاون المشترك والسماح بالتبادل التجاري وتبادل السلع والخدمات والاستثمارات، مشددا على أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية أمر مهم لمحاربة الإرهاب. من جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: إن التاريخ المشترك بين أوروبا والعرب يمكن أن نستلهم منه التعاون الأكبر، وأن يعتمد بعضنا على بعض من أجل أن نصبح شركاء نحو عالم أفضل. وأضاف: علينا العمل من أجل تحقيق السلام، والاتحاد الأوروبي خصص مبلغا كبيرا لدولة فلسطين، وكذلك لصالح تحقيق الاستقرار في سوريا، ونحن نسعى لأن نكون شريكا لكم لفتح آفاق وإعطاء أمل للشباب في العالم العربي. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي من الشركاء الأساسيين مع الجامعة العربية ويتعين علينا بذل المزيد من الجهود من أجل التجارة والاستثمارات وتحقيق المزيد من فرص العمل، ونحن نركز حاليا على الاستثمارات بشكل مشترك، والتعاون في شتى المجالات خصوصا في توليد الطاقة الصديقة للبيئة، وكذلك التبادل الطلابي والعلمي والأكاديمي بين العرب وأوروبا، وعلى محاربة الهجرة غير الشرعية. ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية بامتياز ولن تحل بإجراءات اقتصادية، وإن تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ومستدامة هي السبيل الأكثر لوضع المنطقة على سبيل الاستقرار والتعاون، ولكبح التطرف والعنف. وأضاف أبو الغيط أن حل الدولتين يبقى الصيغة الوحيدة والعقلانية لتسوية هذا النزاع الذي كلف العالم كثيرا من الدماء. وتابع الأمين العام: "قامت دولة إسرائيل منذ أكثر من 70 عاما، وبقي أن تقوم الدولة الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية في جوهرها قضية سياسية، ولن تحل بمجرد إجراءات اقتصادية هنا وهناك، وعدم قابلية الوضع الحالي للاستمرار وأن نسارع لحل للقضية الفلسطينية". وتتناول القمة، العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والمسائل المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها القضية الفلسطينية وسبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل، فضلا عن بحث ملفات منها: سوريا، وليبيا، واليمن، والجهود العربية والأوروبية والأممية المبذولة، إضافة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول العربية والأوروبية، وبحث التحديات المشتركة بين الجانبين، مثل مكافحة الإرهاب، وملف الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر والسلاح.