أطلق المجلس القومى للطفولة والأمومة، ورقة السياسات "للقضاء على زواج الأطفال"، كباكورة لسلسلة ملخصات السياسة العامة التي تحمل عنوان "السياسات من أجل التغيير"، وجرى إطلاق الورقة الأولى في فعالية استضافها المجلس القومي للطفولة والأمومة، بالشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) وبدعم من الاتحاد الأوروبي في مصر. ياتى هذا وفقا لبيانات تعداد مصر 2017، والذي يبين أن ما يقرب من فتاة واحدة من أصل عشرين فتاة ممن تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشر والسابعة عشر، هي حاليًا أم متزوجة أو سبق لها الزواج، كما هو موضح بورقة السياسات المعنونة "القضاء على زواج الأطفال"، والتي أصدرها مرصد حقوق الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة. وأوضحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أنه لا يمكن معالجة أي قضية على النحو الصحيح دون توثيقها أولًا؛ لذلك تم وضع سلسلة "السياسات من أجل التغيير" وهى عبارة عن أدلة تكون في متناول صانعي القرار لاتخاذ وتنفيذ قرارات سياسية مستنيرة نحو تحقيق رفاهة الأطفال، فضلا عن تبنى السلسلة نهجًا متكاملًا، لتغطي مجالات واسعة من العمل على السياسات المرتبطة بحماية الطفل، وصحته ورفاهته بوجه عام. وأضافت أن زواج الأطفال يسلب ملايين الفتيات طفولتهن كل عام، وهو منتشر على نطاق واسع، ويتسبب في تعرض تلك الفتيات لمختلف أوجه الحرمان ويحد من فرصهم في حياة أفضل، مشيرة إلى أنه بدون اتخاذ المزيد من الإجراءات المكثفة والمتواصلة من كافة قطاعات وفئات المجتمع، سوف تعاني مئات الملايين من الفتيات من أضرار بالغة، ومن هنا تأتي أهمية أوراق سلسلة "السياسات من أجل التغيير" تلك، فهي تتناول قضايا تواجه الأطفال في مصر وتؤكد على الضرورة الملحة لمعالجة تلك القضايا من خلال الدعوة لاتخاذ المزيد من الإجراءات. وأشارت إلى أن زواج الأطفال يعد انتهاكًا لحقوق الفتيات والسيدات، لافتة إلى أن الفتيات اللاتي تزوجن في طفولتهن هن أكثر عرضة لترك المدرسة، والمعاناة من العنف داخل المنزل، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وقد يتعرضن للوفاة جراء مضاعفات أثناء الحمل والولادة. وتابعت" العشماوي" أن هذا الزواج لا يؤثر فقط على رفاهة الفتيات، بل يؤثر سلبًا على البلاد مع وجود آثار واضحة على معدلات الخصوبة المرتفعة، والمخاطر الصحية على الأطفال وأمهاتهم نتيجة للحمل المبكر. وقال برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر: "إن تمكين الفتيات والسيدات وضمان صحة الأطفال هو في صميم مهمة يونيسف، فالمجتمع العالمي يظهر التزامًا قويًا نحو إنهاء زواج الأطفال، من خلال تضمين هدف القضاء عليه وعلى غيره من الممارسات الضارة في أهداف التنمية المستدامة". وأضاف: "تلتزم يونيسف ببذل الجهود الرامية إلى إنهاء زواج الأطفال، وهي في موقع ريادي يؤهلها لتوفير البيانات والأدلة حول تلك القضية، من أجل النهوض بحقوق الفتيات المراهقات، حتى يتمكنَ من تحقيق إمكاناتهن، وتحقق مصر أهدافها للتنمية الاجتماعية والاقتصادية". وتكشف ورقة سياسات القضاء على زواج الأطفال أنه بالرغم من أن السن القانونية لتسجيل الزواج في مصر هي ثماني عشرة عامًا، إلا أن الفتيات ما زلن إلى الآن تتزوجن بدون التسجيل أو الإبلاغ عن زيجتهن، أو تسجيل أطفالهن الذين ولدوا من هذه الزيجات، ويتم كل ذلك بدون مقاضاة للجناة.