قالت الدكتورة أميرة مرسى المعالجة النفسية إن مرض الفصام وأى مرض عقلى أسبابه غامضة، ويظهر بصورة تدريجية، ويؤدى إلى تهديد الشخصية؛ كما أنه ينبع دائما من مصدرين هما الاستعداد والبيئة، وينتج من تفاعل هذين العاملين ظهور مرض الفصام الذى ينتج من التفاعل بالتغير فى كيميائية بعض خلايا المخ، لذلك فالتحسن يظهر بوضوح مع العلاج الدوائى والاهتمام بتحسين البيئة التى يعيش فيها المريض. وأوضحت أن أسباب الإصابة بالفصام تتمثل فى اضطراب العلاقة بين الطفل ووالديه، والبرود العاطفى بين الوالدين، وتؤكد الكثير من الأبحاث أن البرود العاطفى بين الوالدين، وبين الوالدين والطفل، هو المحرك والباعث لإصابة الأبناء بهذا المرض. وأوضحت أن العامل الوراثى ليس الوحيد للإصابة به، بل إن البيت يلعب دورا مهما، ولذلك نؤكد أن العاملين يؤثران؛ فالمريض يرث الاستعداد للمرض، ثم تأتى البيئة بضغوطها المختلفة فتساعد على تفجير المرض وظهور أعراضه. وكشفت أن الضغوط الأسرية والاجتماعية تلعب هى الأخرى دورا مهما فى المرض؛ وذلك حينما يكون جو المنزل مشحونا بالخلافات والأزمات العائلية التى تؤدى إلى عدم الاستقرار والاطمئنان، مثل قسوة زوج الأم أو زوجة الأب، ولكن بعض العلماء أكدوا أن هذه الضغوط ما هى إلا عوامل مفجرة للمرض الكامن. وأضافت: هناك نظرية تؤكد أن الأسرة فى مثل هذه الحالات تكون هى المريضة، وأن الطفل الذى يصاب بالفصام ما هو إلا مظهر من المظاهر المرضية لهذه الأسرة، والاضطراب الذى يسود الوالدين من ناحية الانقسام العاطفى، فأحدهما يكون سلبيا والآخر شخصية سائدة مسيطرة، ويصبح الطفل فى صراع دائما، مما يؤدى إلى ظهور أعراض الانفصام. وتستطرد: "الضغوط المدرسية تتلخص فى الواجبات المدرسية المتلاحقة والمكثفة والتى تفوق قدرات الطالب على التركيز، أو سوء المعاملة، والإهانات المتكررة من المدرسين، والقسوة والعنف فى العقاب، فيهرب الطالب إلى أحلام اليقظة، ويتمادى فيها، ويعتبر ذلك مؤشرا للإصابة بمرض الفصام"،بالإضافة إلى عدم وعى الوالدين بحقيقة المرض، حيث يعتبر الوالدان السلوك غير السوى لابنهما سلوكا غير أخلاقى يستحق العقاب، وكوسيلة للتنشئة كما يعتقدان فيلجآن إلى الضرب والقسوة والعنف فى معاملته، الأمر الذى يؤدى إلى تدهور الحالة، وظهور الأعراض بصورة خطيرة ومدمرة، مما يؤدى إلى التجائهما للمشورة الطبية النفسية للفحص والعلاج والمساعدة.