هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه مجموعة من التفاعلات الذهنية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك. وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام, ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا. ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشيء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي, وكذلك فان الفصام مرض يؤثر علي المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة. وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضي الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدي ذلك إلي حياة معقولة ومريحة ومنتجة. الفصام هو: مرض يصيب المخ يتميز بأعراض مرضية خاصة يتصف باضطرابات فكرية شديدة عالج دائما بالأدوية إذا لم يعالج يؤدي إلي تدهور بالشخصية ما هي أسباب الفصام ؟؟؟ حتي الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون علي أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول: العوامل الكيمائية المرضي المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلي دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض. وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمي دوبامين وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة, وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض باركنسون أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة الدوبامين وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضي بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس, وقد أدي هذا إلي أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ علي اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوي عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس الدوبامين وحده. ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين. الفصام والمناعة الذاتية نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ, كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع, وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية. كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضي الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع, وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس- خاصة من النوع بطئ التأثير- وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلي سن البلوغ, هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور. سريان الدم بالمخ باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون علي المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها. مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضي الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخري. كذلك استطاع الباحثون التعرف علي أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة. وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضي الفصام مثل اتساع تجاويف المخ, بل وقد تم الكشف علي تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي حيث تم التوصل إلي أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي الاستعداد الوراثي لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة, ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضي بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام. ولم يتوصل العلماء حتي الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلي3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلي حوالي10%, أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلي حوالي40%. التوتر والضغوط النفسية: الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل. إساءة استخدام العقاقير: الأدوية وتشمل الكحوليات والتبغ والعقاقير الغير مصرح بها لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلي زيادة الأعراض المرضية في المرضي وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء. النظريات الغذائية النظريات المرتبطة بالتغذية بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضي فأنه لا يوجد دليل علي أن نقص بعض الفيتامينات يؤدي لمرض الفصام. والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها, وتحسن بعض المرضي أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفي بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم. أمراض الجهاز العصبي: أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام, وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال علي ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمي المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل علي أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلي أعراض فصامية.