يعد الكذب سلوك أجتماعي مكتسب من البيئة المحيطة وهو شئ لا يورث ويعتبر الكذب بكل انواعه سلوك غير سوي ينتج عنه عاجلاً ام آجلاً العديد من المشكلات الاجتماعية. مظاهرالكذب: يتعلم الطفل سلوك الكذب عن طريق تقليد الوالدين او من يقوم مقامهما و من يتعامل معهم فى حياته اليومية فالطفل عندما ينشأ فى بيئة أسرية يشيع فيها الكذب فانه يتعلم سلوك الكذب. يشتد على الطفل شعوره بالضغط والنقص والقلق فيكبت ذلك ، ثم يكذب بصورة متكررة ومستمرة لا ارادية فيدمنه ويعتاد عليه كلما واجهته صعوبة او مشكلة وهنا يصبح الكذب دافعا شعوريا . يقوم الطفل بإلصاق التهم بالأخرين دون ذنب ارتكبوه انتقاما منهم لخفض التوتر من خلال توزيع اتهاماته على من حوله وتوهم الظلم والمكائد والاضطهاد من الاخرين وهو شكل من اشكال العدوان غير المباشر نتيجة مشاعر الغيرة . حيث يصبح الكذب ايضاً لإرضاء الوالدين و تبريراته لبعض المواقف والأخطاء هربا وخوفا من عقابهم القاسى. ربما يلجأ الطفل الى الكذب الادعائى نتيجة لشعوره بالفشل والاحباط او نتيجة الضغوط البيئية الشديدة التى يتعرض لها فيدعى المرض ويختلق الاعذار الكاذبة ليتجنب القيام بعمل ما يصعب عليه انجاز مثل انجاز واجبات مدرسية تفوق طاقته . الاستعداد للكذب يمكن ملاحظتها فى الاطفال عن طريق طلاقة السان ،لباقة التعبير ، الذكاء الخصب ، الخيال الواسع ، الشعور بالنقص ، عدم الثقة بالنفس. علاج الكذب: البحث عن دوافع الكذب. تبصير الطفل بأن (قول الحق فضيلة) وان الاعتراف بالخطأ واجب وان قيمة الانسان فى ذاته وحقيقته وليس فيما يدعيه. تهيئة مناخ اسرى ومدرسى يسوده الصدق فى القول والفعل والتزام الامانة والوفاء بالوعود والقدوة الحسنة بما يساعد الطفل على الاقتداء لهذه السلوكيات وليس بعكسها. المرونة والتسامح مع الأطفال، وبناء العلاقة الودية معهم، فإنها تهيء لهم الاطمئنان النفسي، بينما تولد لديهم الأساليب القاسية الاضطراب والخوف، فيسعون للتخلص من العقوبة أو للانتقام أو استدرار العطف الذي يفتقدونه. تجنب الاساليب الوالدية والمدرسية الخاطئة فى تنشئة الابناء وفى معاملة التلاميذ كالنظام الصارم والتشدد والتوبيخ والعقاب القاسى مما يحتمل معه لجوء الطفل الى الخداع والتضليل لاتقاء غضب الوالدين والمعلمين وذوى السلطة والافلات من العقاب. على سبيل المثال :- نكران احد الوالدين لوجوده فى المنزل عندما يأتيه ضيف غير مرغوب فيه او يحادثه احد فى التليفون لا يود الرد عليه فيقول لابنه قول له ان والدى غير موجود بالمنزل. الابتعاد عن العقاب البدني (الضرب)؛ لأن ذلك يدفعه إلى الكذب بعامل الخوف لكي ينقذ نفسه. لابد من تعريف الطفل على دوافعه وتبصير الطفل بجوانب القوة فى شخصيته ومساعدته على استثمارها وتقبل نواحى الضعف فى الشخصية والعمل على مواجهتها قبل ان تستفحل الامور ويدمن الكذب التعويضى. اتسام المعاملة الوالدية للابناء بالعدالة وعدم التفرقة بينهم لتجنبهم مشاعر الغيرة والكراهية او انماء مشاعر النقص مما يؤدى الى الكذب انتقاما من بعضهم البعض او تعويضا عن ما يشعرون به من حرمان. البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك من ذلك، فقد يبدو في أحد مواقف الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب الوالدين أو ضحكهما، فيعزز هذا الاستحسان لدى الطفل الاتجاه نحو الكذب ليحظى بإعجاب الآخرين. مراجعة العيادات النفسية في حالة الكذب المرضي مع عدم إخبار المقربين من الطفل بمشكلته او سلوكياته، وربما احتاج الأمر الى علاج عائلي يركز على فهم تركيبة الأسرة بهدف تغيير بعض التفاعلات الأسرية الأكثر إسهاما في ظهور الكذب لدى الطفل، وأحيانا يحتاج الأمر الى جلسات منتظمة لأكثر من شهر مع أسرة الطفل لإعطاء معلومات وملاحظات عن سلوكه، وتنفيذ أساليب خاصة داخل المنزل ويطلق على ذلك التدريب: التدريب العلاجي للآباء.