من منا يستطيع استساغة الطعام دون الملح، فهذه المادة البيضاء لها القدرة على إعطاء أكلاتنا الطعم المحبب الذى نستطيع معه تناوله بشهية، لكن الأطباء دائما ينصحون من خطورة الملح على مرضى الضغط العالى والقلب، وفى نفس الوقت يعددون فوائده، بين أضراره وفوائده حاولنا الوصول لحل لهذه المعادلة الصعبة. تؤكد الدكتورة آمال رخا، خبيرة علم الأغذية، أن الاسم العلمى للملح هو الصوديوم، وهذه المادة إذا نقصت فى جسم الإنسان فإن مجموعة من الرسائل الكيميائية والهرمونية تصل إلى الكليتين وغدد التعرق بالاحتفاظ بالماء فى الجسم، وبالتالى الحفاظ على الصوديوم، وإذا ما زاد هذ العنصر فى الجسم تقوم الكليتين بطرده عن طريق زيادة البول أو جعله أكثر ملوحة، وإذا لم يتم التخلص من الملح الزائد يتجمع فى سوائل بين خلايا الجسم، وهذا يعنى مزيدا من الجهد للقلب، والضغط على الأوعية الدموية، كذلك يسبب التهابات بالأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء والأوردة والشرايين، كما يجهد الكبد والكليتين والمسالك البولية. وتضيف دكتورة آمال أن الملح ضرورى للحفاظ على توازن السوائل داخل وخارج خلايا الجسم، وكذلك هام لجهاز المناعة، والتحكم فى عمليات الحموضة وامتصاص البروتينات بعد إتمام عملية الهضم، ويساعد الخلايا على الاحتفاظ بمرونتها وصورتها الطبيعية، كما أن مزج الملح بعصير الليمون يساعد فى تقوية اللثة وتنظيف الأسنان، ويساعد فى وقف النزيف الرئوى عن طريق شرب محلول مكون من ملعقة ملح طعام على كوب ماء. وتشير الدكتورة آمال إلى أنه نظرا لما يحمله الملح من فوائد وأضرار أيضا، فلا يجب الإفراط فى استخدامه، فمن الممكن أن يحصل الجسم طبيعيا على 40% من احتياجاته اليومية من الملح من الأغذية الموجود فيها الملح بشكل طبيعى، ويعد الخبز هو المصدر الرئيس للملح وأيضا البيض والجبن، كذلك يمكن أن نوازن استخدامه من خلال استعمال التوابل لتحسين مذاق الأطعمة دون إضافة الملح لها، وتجنب تناول البطاطس المقلية والمكسرات المالحة، وكذلك المخللات، ويمكن استخدام عصير الليمون والثوم والبصل والخل لإعطاء الطعام طعما مقبولا.