ذات صباح اتصل المعلم دنجل صاحب المقهى الشهير بالصديقين اللدودين عبده المهللاتى وسيكا المقللاتى واخبرهما بأنه قرر عقد مؤتمر صحفى برعايته الشخصية وان المشروبات جميعها ستكون على حسابه – كالعادة – شريطة أن يتحدث كل منهما عن مستقبل مصر فى ظل دولة فضيلة مرشد جماعة الإخوان لو قدر للدكتور مرسى ممثلها الهمام فى الفوز بكرسى الرئاسة, فوافقا ثم كانت هذه المناظرة الساخنة.. دنجل يتحدث وسط حشد من زبائن المقهى وهو يقف بين المهللاتى والمقللاتى: حضرات الزبائن الكرام بعد التحية والذى منه يسعدنى شخصيا أنا المعلم دنجل ان اقدم لكم هذه المناظرة الخطيرة عن مستقبل بلدنا وربنا يستر, اما الآن فاترك المجال لخيرة علماء الحتة لكى يشرح كل منهما لنا وجهة نظره, فليتفضلا.. المهللاتى: السادة الحضور يسعد مساكم, أنا كما تعلمون من اشد المؤيدين لدولة فضيلة المرشد لأنها الدولة التى يريدها كل انسان مؤمن ويعرف بل ستكون جنة ربنا, ففيها سترعى القطط مع الفئران فى سلام حيث سيسود العدل كل الأرجاء وستصبح مصر دولة عظيمة عليها القيمة لتكون مقرا للخلافة الاخوانية الرشيدة.. سينعم الجميع بالخيرات وسيتزوج كل شاب بدل من الواحدة أربع نساء فشر الحور العين وهذا ليس من باب فراغة العين ولا الشهوانية أعزكم الله بل من باب عفاف بنات المسلمين, فكما تعرفون البلد فيها أزمة لان عدد الإناث يفوق عدد الشبان بكثير إذا لا مانع فى التيسير وسيحصل كل شاب على طائرة وجزيرة ومصنع صغير أو بنك ليتكسب منه رزقه. ذلك على المستوى الاجتماعي أما على المستوى السياسى فمؤكد أن حكومة فضيلة المرشد ستضم وزراء بدرجة ملائكة لا يعرفون السرقة ولا الإهمال فقط الصلاح والفلاح ولن تكون هناك معارضة لأنهم ببساطة سينضمون للحزب الحاكم حبا وكرامة.. والسلام عليكم.. المقللاتى: لن أقول إن صديقي كان يكذب بل ربما يتجمل كما البلكيمى وانفه, واغلب الظن أن دولة المرشد ستكون قطعة من جهنم فرجال الجماعة لن يتوانوا عن إلهاب ظهور العامة من غير الإخوان بالسياط ليل نهار, وربما فرضوا علينا من الضرائب صنوف ألوان لم ترها عين قط مثل ضريبة الصلاة على النبى وكذا الحمد والتسبيح فاذا قال احدهم لا اله إلا الله اجبروه على دفع خمسين جنيها كونهم الوكيل الحصرى للدين الاسلامى فى مصر, أما الزواج فسيحرمونه على غير الاخوانجية بفتوى تقول ان كل المصريين فلول وزواج المسلمة من فل لا تجوز.. بينما ستلغى البنوك ووسائل المواصلات من سيارات وقطارات ومترو وطائرات لأنها بدعة لم يسمع عن صحابى جليل استخدامها, وستعود الحمير والبغال للخدمة اما التمثيل والطرب والفنون فلن يكن لها فى الدولة مكان فقط يسمح للاراجوزات والبهاليل بتسلية العامة وإضحاكهم ولو بالعافية.. تقعدوا بالعافية.