أرسل المعلم دنجل صبى المقهى، كى يشترى له بعض الجرائد والمجلات، كعادته كل صباح، لكن مسعاه خاب ، بعدما عاد الولد بخفى حنين، مخبرا سيده أن جرائد اليوم قد احتجبت عن الصدور، اعتراضا على الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الإعلام، على يد جماعة الإخوان المسلمين ورجالهم هنا وهناك, فاتصل المعلم بصديقيه المهللاتى والمقللاتى كى يخبراه بحقيقة الأمر. قال المهللاتى وهو يخرج دخان الشيشة من فتحتى انفه لانشغال فمه بالعب من كوب الشاى المجانى: يا معلم لا تأخذك شفقة بهؤلاء الجرنالجية والمذيعين , فهم كما وصفهم فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع سحرة فرعون, فهم يلعبون بالبيضة والحجر وكلهم عملاء لجهات أجنبية . دنجل: يا شيخ قول كلام غير ده.. المهللاتى: كما أقول لك يا معلم دنجل, صدقنى.. خذ عندك مثلا, الصحفى كمال عجرم هذا عميل للموساد وحاصل على رتبة عقيد فى الجهاز الاستخباراتى الإسرائيلى, صحيح هو يدافع عن الحريات وحقوق المواطن فى العمل والسكن والتعليم, لكن نواياه ليست خالصة فهدفه إظهارالإخوان فى صورة غير جيدة وهذا يجرح شعور الإخوة فى الجماعة, فهل هناك بعد جرح شعور الجماعة جرم. دنجل: لا طبعا.. المهللاتى: أيضا هناك المدعوة منى عجمان , فهى مذيعة مشاغبة تصر على كشف ألاعيب الجماعة، والصفقات التى تتم فى الخفاء بين الإخوان والأمريكان , وهى كما كشفت لى المصادر عميلة لإيران، وهدفها تأليب الشعب على فضيلة المرشد ومن معه, لذا حق عليها العذاب، فأغلقت القناة التى تعمل فيها, وهكذا الباقون فهم بين عميل ومرتزقة. المقللاتى: يا أخى لا اعرف كيف تنام قرير العين وأنت تكذب كل هذا الكذب?! المهللاتى: أنا ؟ المقللاتى: نعم, فالأمر ليس كما تقول وتدعى.. دنجل: إذن أخبرنا أنت بالحقيقة يا سيد مهللاتى بارك الله فيك. المقللاتى: حاضر يا معلم, الحقيقة أن الأمر مجرد زوبعة فى فنجان, فلم يحدث شيء يستدعى الخوف على مستقبل الإعلام فى مصر, فكل ما حدث مجرد مناوشات وهزار بين الأحبة, فالإعلاميون والإخوان ناس فاضية , قالوا يضيعوا الوقت بقليل من التسالى واللعب, فيقوم الصحفيون بنشر أخبار فكاهية عن الإخوان وتقوم الجماعة بإغلاق بعض الصحف والقنوات الفضائية وحبس الصحفيين من باب الهزار أيضا.. المهللاتى: نعم يا اخويا! المقللاتى: اسمع كلامى, فحبس الصحفى ليس سوى من باب منحه فرصة للهدوء والتأمل لشحن بطاريته النفسانية والذهنية كى يستعيد نشاطه ويقوم بعمله على أكمل وجه, أما إغلاق الفضائيات والصحف فالهدف منه منح أصحاب تلك المؤسسات الفرصة للبحث عن نشاط يربحون منه أكثر مما يربحونه من الإعلام.