اعتاد عميد الرواية العربية الراحل نجيب محفوظ أن لا يكتب إلا فى فصل الشتاء، حيث كان يبدأ يومه بالذهاب إلى مقهى "ريش" فى الثامنة صباحًا ليتناول فنجان القهوة، ثم يذهب إلى مكتبه بجريدة الأهرام. وكانت لنجيب محفوظ بعض الطقوس التى يفعلها قبل الكتابة؛ حيث إنه كان يقضى بعض الوقت بالمقاهى يستمع إلى الحكاوى التى تدور على المقاهى ليستلهم بعض شخصياته منها، وكان صديقًا للحرافيش، وعايشهم وعرف كل تصرفاتهم وأمور حياتهم الشخصية. كما كانت لدراسة الفلسفة عند نجيب محفوظ أثر كبير فى طقوسه وكتاباته، حيث يعتبر فصل الشتاء من أهم الفصول التى يستطيع فيها العلماء والمبدعون إنجاز أعمالهم الإبداعية، نظرًا لما تفرضه طبيعة الفصل وخاصة ليل الشتاء. وكان نجيب محفوظ أكثر تنظيمًا لوقته، فكان يحدد لكل شىء فى حياته وقتًا معينًا، كما أنه كان يعشق الهدوء عندما يجلس للكتابة، وهذه كانت من أهم طقوسه الإبداعية؛ حيث إنه كان يكتب ما يقرب من ثلاث ساعات ما عدا الخميس والجمعة كان يذهب إلى المقاهى لاستلهام المادة من المقاهى والشوارع. كما كانت فترة الكتابة عند نجيب محفوظ تحديدًا بين شهرى نوفمبر وأبريل، حتى إذا جاء شهر مايو ترك الكتابة وتوجه إلى الإسكندرية ليقضى إجازته هناك، وتجسدت بعض ملامح فصل الشتاء على معظم روايات نجيب محفوظ، وكانت أهم هذه الملامح فى رواية "اللص والكلاب".