كانت عقارب الساعة تتعانق معلنة انتصاف ليلة الجمعة الماضية عقب انتهاء مليونية «رفض الإعلان الدستوري» وكنت قد نويت الخلود للنوم إلا أن مكالمة تليفونية جاءتنى من صديقى الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر فى الإنتخابات الرئاسية يطلب فيها لقائى بإلحاح فتوجهت للمقهى المجاور لمنزلى لأجد شفيق فى انتظارى ومعه «جوزين» بودى جارد. بعد السلام والتحية سألته عن سبب إلحاحه فى اللقاء وقدومه متخفياً وطلبه أن يكون اللقاء على هذا المقهى المتواضع فقال: أريد منك أن تتصل بالرئيس الدكتور محمد مرسى وتطلب منه المجئ إلى هنا فأنا أعرف أنه صديقك وحتما سوف يستجيب لطلباتك!!.. قلت ولماذا كل هذا يا سيادة الفريق؟!! قال: أريد أن ألاعبه «عشرة طاولة» ومن يفز بها يأخذ حكم مصر وعلى المهزوم ترك الميدان للفائز دون ضجيج يا عم سحلول!! قلت له: لكن مرسى أصبح رئيسا ولن يوافق على هذا وربما يكون لا يجيد لعب الطاولة!! قال: لا تسبق الأحداث يا عم سحلول وهاتفه لتعرض عليه الأمر!! بالفعل طلبت الدكتور مرسى وعرضت عليه الأمر فقال لي: هذا الرجل لديه وقت فراغ يا عم سحلول وأنا الرئيس الآن ولدى مهام ثقال لكن رغم ذلك سوف أتى إليكم وأهزمه شر هزيمة!! وقبل أن تمر نصف ساعة كان مرسى قد حضر للمقهى وبرفقته شابان ذوى لحى خفيفه ويبدو أنهم مسلحان وجلسنا جميعاً أمام الطاولة فقال شفيق: سوف نلعبها «محبوسة»!! وهنا وقف مرسى وقال له ليس على هواك يا عم شفيق سوف نلعب «جولبهار» فشب بينهما خلاف واحتكموا لى كى أنهيه فقلت لهم نلعبها «واحداً وثلاثين» فوافق على مضض وبدأ اللعب ورمى كل منهما زهره فقال مرسى لشفيق: سأهزمك شر هزيمة.. ليرد له شفيق: سوف أعلمك أن رمى الزهر «حرفة» .. وأخذ الاثنان يتنافسان ويرمى كل منهما الآخر بالتعليقات الساخرة وحرصت أنا على تهدئة الوضع حتى انتهت «العشرة» بفوز شفيق الذى راح يرقص فى «المقهي» وأخذ يهاتف أصدقاءه وأعضاء حملته ليعلن لهم تغلبه على مرسى فى الطاولة وحصوله على مقعد الرئاسة إلا أن مرسى قال له: «إبقى قابلني» وتعالى لتأخذ المقعد.. وهنا صرخ شفيق فى وجه مرسى وقال له: ألم نتفق يا رجل؟!! فقال له مرسي: أنا لم آت إلى المقهى ولم أرك من الأصل يا شفيق، وهمس مرسى فى أذنى وقال لي: «إذا علم إحدهم بهذا اللقاء سوف أقطع رقبتك». وخرج مهرولاً إلى سيارته واختفى فأمسك شفيق برقبتى وقال لي: «لابد أن تشهد أمام الجميع بأننى الأحق بالمقعد وأننى الفائز بعشرة الطاولة وإلا قطعت رأسك» ثم خرج إلى سيارته واختفى وهنا هرولت أنا إلى منزلى وجهزت حقيبتى الصغيرة واختفيت عن الأنظار تاركاً القاهرة وقررت أن أحكى لكم هذه الواقعة الغريبة وأمرى إلى ربي!!