فى عتمة الليل رحت أشق ظلام الشارع المخيف، وأمام مقر محترق لأمن الدولة لاح لى فى الأفق كان عجيباً ومخيفاً، كان لسان حالى يردد «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» حتى استوقفنى بقوله: ألهذا الحد أنت خائف منى يا عم سحلول؟!! قلت له: وثم أخاف منك أيها الشبر ونصف الشبر؟!! أنا لا أخاف أى كائن على وجه الأرض فما بالك لو كان لا يعدو فى حجم الكرة الشراب مثلك!!! انتفض المخلوق العجيب وأخذ يتراقص ويتقافز من حولى وهو يضحك ويقهقه حتى توقف فجأة وقال: أنا أراقبك منذ فترة طويلة يا عم سحلول وكنت أنتظر لقاءك بفارغ الصبر!! قلت له: وماذا تكون أنت لتلتقى بى على هذا النحو المرعب؟! قال: أنا الطرف الثالث يا عم سحلول؟!! قلت له: وأين الطرف الأول والثانى يا ننوس ماما؟! فقال: المجلس العسكرى والثوار يا عم سحلول؟!! قلت له: هل تقصد أنك الطرف الثالث المتسبب فى كل المصايب التى تمر بها مصر الآن؟!!.. قال: نعم هو أنا!! قلت له: لكننا نسمع أن المدعو «الطرف الثالث» هو واحد من أصحاب الأجندات سواء الداخلية أو الخارجية.. قال: لا يا عم سحلول فأنا هو الطرف الثالث للأسف ولايمكن أن يرانى أحد أو يسمع صوتى غير ذلك الرجل الذى أخرجنى من عالمى السفلى.. لكننى استنجدت بوالدى الكبير إبليس «الأبلوس» ملك الجن الأحمر فدلنى عليك باعتبارك من أبطال درب الفشارين الذين لا يهابون هذا الرجل أو غيره!!.. قلت له: إذن هذا الرجل هو الذى يطلقك للعبث بالوطن فمن يكون هذا الرجل أيها الطرف الثالث؟!! قال: لا أستطيع أن أقول لك اسمه كى لا أحترق.. قلت له: وما هى حكايتك يا عم طرف ثالث؟!!! قال: أنا من الجن الأزرق وأسكن مدينة «جهنم هايتس» والدى يعمل «جن أعمال» كبير وواصل .. وكان صديقاً لأبينا الكبير إبليس رئيس جمهورية جهنم الحمرا.. كانت الأمور تسير على خير ما يرام حتى التقيت بابنة رئيس الحى فى مركز شباب الجن فأعجبت بها وبادلتنى هى نفس الإعجاب.. لكن عندما علم أبوها بالحكاية لفق لى تهمة فوضع لى عرنوس بانجو وحكم على بالسجن لمدة تسعة أيام فقررت الهرب.. قلت له: حاسب يا عم الشبح.. فأنا ملك الفشر هنا .. كيف تهرب من سجن تسعة أيام؟!! قال ضاحكاً: أيامنا غير أيامكم يا عم سحلول .. فلا تنس أننى من الجن!! قلت له: ها وبعدين؟! قال: وفى هذه الفترة وجدتنى بقدرة قادر فى إحدى الفلل الفاخرة وأمامى هذا الرجل الذى أحضرنى وبجواره أحد الدجالين وقام بتكليفى لتخريب مصر!! قلت له: إذن أنت من تعدى على أهالى الشهداء فى البالون ؟!! قال: نعم هذا حدث بالفعل وحصلت مقابل ذلك على طعام يكفينى لمدة ثلاثة أيام!!!.. قلت له: وهل كان لك يد فى أحداث ماسبيرو؟!! قال: يد ورجل يا عم سحلول فأنا من قتل الأقباط وكنت مستمتعاً متلذذاً بدمائهم، قلت له: ولماذا هذا الاستمتاع ؟!! قال: لأننى مسلم وهم أقباط بل أنا مسلم متشدد وأفتخر بهذا .. قلت له: وماذا عن الفتاة المسحولة.. من الذى عراها؟!! قال: أنا ولا فخر يا عم سحلول!! قلت له ولماذا تعرى فتاة هكذا وأنت مسلم متشدد كما تقول؟!! قال: لأننى بعد متابعتى للأحداث فى مصر تحولت لجن فاسد وفلاتى .. قلت له: مصر تغيرت للأفضل أيها الطرف الثالث ولا تستحق منك ذلك!! قال: أى تغيير تقصد؟! هل تقصد حل جهاز أمن الدولة ؟!!! إذا كنت تقصد هذا فأمن الدولة موجود تحت مسمى الأمن الوطنى وأرجوك لا تجعلنى أسترسل أكثر من ذلك يا عم سحلول فقد جئتك لتنجدنى كى لا أعبث بوطنكم أكثر من هذا وتنقذنى من هذا الرجل الذى يسيطر علي!! قلت له: وما اسم هذا الرجل قال: لا أستطيع الإجابة فقد يتم حرقى يا عم سحلول.