أكد اللواء محمد حنفى خليفة، رئيس مجلس أعمال القاهرة – جوبا أن دولة جنوب السودان تمثل قضية أمن قومى لمصر، وامتدادًا تاريخيًا للعلاقات بين الشعبين، منتقدا تأخر التوجه المصرى نحو الجنوب، مما ترك الساحة خالية لجميع دول العالم للفوز باستثمارات ضخمة هناك. خليفة أوضح فى حواره مع «فيتو» أن جنوب السودان تمتلك فرصًا استثمارية واعدة تساعد على تحقيق تكامل اقتصادى بين البلدين، مطالبًا حكومة الرئيس مرسى بالتدخل للتوفيق بين السودان وجنوبه من أجل تشغيل الطريق البرى «قسطل حلفا».. والى نص الحوار.. فى البداية حدثنا عن أهمية دولة جنوب السودان لمصر ؟ - جنوب السودان دولة شقيقة تربطنا بها مصالح أمن قومى، وهى امتداد طبيعى للأمن القومى المصرى فى الجنوب خلاف منابع مياه النيل، وما يتوافر لديها من امكانيات وموارد طبيعية يمكن الاستفادة منها، حيث تمتلك الأراضى الشاسعة الصالحة للزراعة، ووفرة المياه والمعادن، والثروة السمكية، والحيوانية التى تزيد على 32 مليون رأس ماشية، والبترول والمعادن الثمينة «الذهب – الماس»، والحديد والأسمنت، وهى كلها موراد لم تستغل حتى الآن، كما أنها تتمتع بمناخ متميز ومتنوع صالح لإقامة صناعات واستثمارات مشتركة كبيرة بين مصر وجنوب السودان بما يتيح فرص عمل جديدة لشباب البلدين وتعميق العلاقات بين الطرفين وخدمة اقتصاديات الدولتين. هل تأخرنا فى التوجه لجنوب السودان ؟ - بالتأكيد تأخرنا كثيرًا، لأسباب غامضة، وسبقتنا هناك العديد من دول العالم، وعندما تتجول الان بجوبا عاصمة الجنوب تجد أناس من جنسيات مختلفة، أوربية وهندية وصينية وخليجية وكورية وغيرها، ولكن هناك رغبة شديدة من المصريين الآن للذهاب إلى هناك، ويظهر ذلك واضحًا من كبار رجال الأعمال العاملين هناك باستثمارات كبيرة، وعلى رأسهم الدكتور أحمد بهجت ومنصور عامر وغيرهما، كما زادت الرحلات الجوية لجوبا نتيجة زيادة حجم الحركة بين البلدين، ومن المتوقع زيادتها خلال الفترة المقبلة. وماذا عن مجلس أعمال القاهرة – جوبا.. وما أهدافه ؟ - بدأت علاقتى الشخصية بجوبا تنمو منذ 4 سنوات، وتم التعاون مع الحكومة هناك وحكام الولايات العشرة، وخلال تلك الفترة تم صياغة العديد من فرص الاستثمار لرجال الأعمال المصريين، ومن هنا ظهرت الحاجة الى تشكيل كيان لتنسيق الأعمال بين الجانبين ليكون نواة للعمل المشترك بين مصر وجنوب السودان، وتم تشكيله بالتوافق بين مجموعة رجال أعمال مصريين ونظرائهم بولاية الاستوائية الوسطى التى تحتضن العاصمة جوبا، حيث تتمتع هذه الولاية بأفضل بنية أساسية، وتوجد بها الحكومة المركزية، ويهدف المجلس لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة، وإزالة أى عقبات تواجهها. وما مناخ الاستثمار فى جنوب السودان ؟ - هناك 3 طرق للاستثمار هناك، هى إنشاء مشروع خاص برجل الأعمال، وعمل مشاركة استثمارية مع قطاع خاص بالجنوب، ومشاركة بين القطاع الخاص المصرى والحكومة فى جنوب السودان بنظام p.p.p، ويوجد بالجنوب نحو 25 بنكًا لتقديم الخدمات المالية للمستثمرين، بالإضافة للبنك المركزى فى جوبا، وهناك توجه جاد لبعض رجال الأعمال المصريين لإنشاء بنوك مصرية هناك، ويبلغ رأسمال البنك 30 مليون دولار للمستثمر الأجنبى، ويمكن خفضها ل15 مليون دولار فى حالة الشراكة مع مستثمر بالجنوب وكذلك تقسيطها. وما أبرز أنشطة المجلس الفترة المقبلة ؟ - نجح المجلس فى الاتفاق مع الجانب الجنوب سودانى على إقامة أكثر من مشروع فى مجالات مختلفة، أبرزها إنشاء أول مطبعة قومية للجنوب لتتولى كل المطبوعات الحكومية هناك، ويبدأ التنفيذ خلال منتصف العام المقبل باستثمارات أولية 4 ملايين دولار، وكذلك إنشاء مركز عالمى لصيانة وإصلاح السيارات الحكومية والخاصة، وسوف يتم تنفيذ نظام المشاركة مع حكومة الولاية الاستوائية الوسطى p.p.p المتوقع الانتهاء منه خلال شهرين، وقريبا سيتم إنشاء شركة لخدمات البترول والدعم الفنى والتدريب برأسمال 10 ملايين دولار بهدف صيانة معدات استخراج البترول وتوريد المواد الكيماوية والطمى اللازم لعمليات الاستخراج، وتمت الموافقة المبدئية على مشروع التنقيب عن البترول واستخراجه بالتعاون بين3 شركات مصرية وإثيوبية وكندية. وفى مجال الرعاية الصحية تم توقيع اتفاقية لتطوير أحد المستشفيات فى الجنوب من الناحية العلاجية والطبية، وإدخال نظام العلاج عن بعد، والذى يوفر الربط الآلى من خلال الأقمار الصناعية بين المستشفى فى جوبا وكبرى المستشفيات فى القاهرة لخدمة أغراض التشخيص والعلاج عن بعد دون حضور المريض للقاهرة إلا فى حالة الجراحات، بهدف توفير التكاليف وسرعة التشخيص والعلاج، ونجح المجلس أيضًا فى توفير منحة مالية بالتعاون مع حكومة هولندا تقدر ب1.5 مليون يورو لتطوير فكرة العلاج عن بعد لتشمل مستشفيات الجنوب. وما أبرز التحديات التى تواجه العمل بجنوب السودان ؟ - الخدمات اللوجيستية والنقل إحدى العقبات المهمة التى تواجه عمل المستثمرين ورجال الأعمال هناك، فدولة الجنوب مغلقة ولا تملك نوافذ أو موانئ على البحر، لذلك يجب على رجال الأعمال المصريين الإسراع فى التنسيق مع الحكومة الجنوب لحل هذه المشكلة بإنشاء شركة نقل برى وأخرى نقل جوى تتماشى مع إمكانيات مطار جوبا الحالى، وعلى الحكومة المصرية القيام بدورها للتنسيق بين الدولتين السودان والجنوب، وحل المشكلات السياسية والأمنية بين الدولتين لتشغيل الطريق البرى «قسطل حلفا» ومنه إلى الجنوب، والتحدى الكبير الآخر هو عدم وجود فنادق كافية لاستيعاب حركة المستثمرين، وكذلك ارتفاع أسعار مواد البناء، وذلك لعدم انتاجها محليًا، وهى فى حد ذاتها فرصة استثمارية جيدة للمصريين.