لا حديث للأهالى فى مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية هذه الأيام، سوى عن جريمة القتل البشعة التى ارتكبها رجل فى بداية العقد الرابع من عمره، فى حق زوجته ذات الثلاثين عامًا.. فالمتهم تخلى عن كل مشاعر الرحمة والإنسانية، وجرد المجنى عليها من ملابسها كاملة وأشعل النار فى جسدها وتركها تحترق أمامه حتى الموت.. ترى ما هو السبب الحقيقى وراء هذه الجريمة، وكيف نفذها المتهم، وكيف ألقى القبض عليه وما هى تفاصيل اعترافاته؟ هذه التساؤلات وغيرها، يجيب عنها محقق «فيتو» فى السطور التالية من خلال المتهم نفسه، ووالده وجيران المجنى عليها: داخل مركز شرطة بلقاس.. التقى المحقق بالمتهم «عوض» وسأله عن أسباب وتفاصيل الحادث.. بدا الرجل هادئا وهو يقول: « هى تستحق القتل لأنها لم تحتمل الحياة معى عندما ضاقت سبل الرزق فى وجهى، وحولت حياتى إلى جحيم لا يطاق بسبب مطالبها الزائدة التى لا تنتهى.. تزوجتها منذ عشر سنوات واعتدت الإنفاق عليها ببذخ شديد ووفرت لها كل ما تحتاجه وأنجبت منها طفلين.. مع الوقت تغيرت الأحوال وتبدلت الأوضاع وأصبحت عاطلًا عن العمل وكثرت الأزمات المالية.. لم ترحمنى ولم تقدر الظروف وظلت تلاحقنى بالطلبات وتفتعل معى المشاجرات وتعايرنى بفقرى.. ساءت حالتى النفسية وأدمنت المواد المخدرة حتى أنسى همومى ومشاكلى معها».. تنهد المتهم فى ضيق شديد وقال: « يوم الحادث وقعت بيننا مشادة كلامية عنيفة بسبب مطالبتها بمبلغ 300 جنيه، وراحت تسبنى وتشتمنى وقالت «فوق من البرشام يا مبرشم وخليك راجل زى الرجالة».. لم أشعر بنفسى إلا وأنا انهال عليها ضربا وركلًا بكل قوتى إلى أن فقدت الوعى، فجردتها من ملابسها كاملة، وأوثقتها بحبل غسيل بلاستيك.. وسكبت على جسدها جركن بنزين تركه أحد الجيران فى المنزل، وأشعلت النيران فى جسدها.. امتدت النيران إلى محتويات المنزل وتحول إلى حريق كبير.. خفت على الطفلين فأخرجتهما بسرعة إلى الشارع ثم عدت إليها لأتأكد من موتها، وقبل أن أهرب فوجئت بالأهالى ورجال الشرطة يلقون القبض علىً.. أنا غير نادم على جريمتى، فقد انتقمت من تلك المرأة النكدية وثأرت لكرامتى». أما والدة القتيلة وتدعى الحاجة «روحية»، فقالت للمحقق بدموع أم مفجوعة فى ابنتها: «حسبى الله ونعم الوكيل فى هذا القاتل الذى حرمنى من ابنتى «إيناس» وحرم أولادها منها.. لو كنت أعلم أن نهايتها ستكون بهذه الطريقة البشعة، ما وافقت على زواجها منه أبدا.. لم تر معه يومًا سعيدًا.. كان دائم الشجار معها وضربها وتعذيبها، لدرجة أنه كان يطفئ السجائر فى جسدها، ثم أدمن المخدرات وتعرف على نساء منحرفات وكان يخونها بشكل شبه دائم معهن فى منزلها».. انهارت الأم فى بكاء مرير وبعد أن هدأت قليلًا استطردت: « حفيدى محمود ذو السنوات الست، فقد النطق نهائيا عندما شاهد والده يقتل أمه أمام عينيه.. وشقيقته نهى ذات العامين، فقدت أمها مبكرا وحرمت من حنانها بسبب هذا الأب المستهتر مدمن المخدرات». جيران القتيلة جميعهم أكدوا سوء سلوك الزوج وإدمانه للمخدرات، وجلبه للسيدات المنحرفات إلى المنزل.. وأكدوا أنه حاول أكثر من مرة قتل زوجته، وكثيرًا ما تدخلوا لإنقاذها من بين يديه، وفى إحدى المرات أوثقها عارية تماما فى السرير، وراح يضربها بالحزام ويطفئ السجائر فى جسدها.. ومرة أخرى حفر حفرة فى منزله ليدفن زوجته فيها، ثم تمكن بالفعل من قتلها حرقًا فى المرة الأخيرة.