منذ أن خرجا إلى الدنيا والطفلان الشقيقان دياب ومحمد يعيشان كالأموات.. كرههما الأب وتخلت عنهما الأم رغم أنهما كانا فى حاجة لحب وحنان ورعاية أكثر من أقرانهما من الأطفال بسبب ظروفهما الخاصة.. فالأول يعانى من ضمور فى المخ وإعاقة فى اليدين والقدمين، والثانى مصاب بتضخم حاد فى الطحال.. ومع مرور الأيام ازدادت معاناة الطفلين وتضاعف كره الأب لهما.. وفى النهاية ماتت داخله الرحمة، وتحجر قلبه وراح يعذبهما أشد العذاب الى أن فارقا الحياة بين يديه.. مأساة دياب ومحمد يرصدها محقق «فيتو» من موقع الأحداث وكما جاءت على لسان الأم: عندما علم المحقق بواقعة مقتل طفلين معاقين (3 و5 سنوات) بعد تعذيبهما على يد والدهما امتلأت نفسه هما وغما، وأدرك أن الضحيتين وراءهما قصة حزينة.. انطلق الى منطقة شبرا الخيمة التى شهدت الحادث وفى منزل متواضع للغاية التقى الأم الثكلى «حنان»، وبعد أن قدم لها واجب العزاء سألها عن الحكاية.. تنهدت فى حسرة وألم وهى تقول: حسبى الله ونعم الوكيل فى من ظلمنى وحرمنى من أبنائى.. الإعدام وحده يطفئ النار التى اشتعلت فى قلبى عندما شاهدت دياب ومحمد جثتين».. توقفت الأم عن الكلام بعد أن غلبها البكاء.. ساد الصمت لدقائق معدودة ثم تحدثت من جديد: « عندما تزوجت من بائع متجول تخيلت أن همومى ومشاكلى ذهبت بلا رجعة، ولكننى كنت واهمة، فمنذ زواجنا والمشاكل بيننا لا تنتهى بسبب إدمانه للمخدرات ورفضه الإنفاق على المنزل.. وعندما أنجبت طفلى الأول محمد اكتشفنا انه مصاب بتضخم حاد فى الطحال ولا أمل فى علاجه.. رضيت بقضاء الله وحرصت على رعاية طفلى بعناية شديدة.. أما زوجى فقد ازدادت معاملته سوءا معى، ووصل الأمر إلى حد الضرب والطرد.. عدت بابنى إلى اسرتى ومكثت عندهم فترة طويلة ثم جاء لمصالحتى.. انجبت طفى الثانى دياب وكان مصابا هو الآخر بضمور فى المخ أدى إلى عجز فى اليدين والقدمين». سألها المحقق عن موقف زوجها وسبب إقدامه على هذه الجريمة فقالت: «هو لم يهتم يوما بطفليه ولم ينفق عليهما بل ترك لنا الشقة واكتفى بدفع إيجارها، فخرجت للعمل حتى أوفر ثمن العلاج لهما.. وقبل الحادث بأيام شاهد الطفلين بجوارى وأنا ابيع الخضراوات فنهرنى واتهمنى بأننى أستغلهما فى التسول ثم أخذهما منى بدعوى أنه سيرعاهما بنفسه».. صمتت الأم للحظات مسحت خلالها دمعة انحدرت على خديها وواصلت: «فوجئت به بعد أيام قليلة يحضر الطفلين ملفوفين فى شال أبيض وقال إنهما مريضان، وعندما كشفنا عنهما وجدنا آثار تعذيب بشع على جسديهما النحيلين.. حروق فى كل مكان وجروح وكدمات بالغة وآثار لسع بالسجائر وربط بالحبال.. حتى الأعضاء التناسلية تعرضت للحرق بالماء المغلى.. أفقت من الصدمة وهرعت مع أقاربى إلى المستشفى وهناك أكد الأطباء وفاة الطفلين متأثرين بالتعذيب البشع الذى تعرضا له.. أبلغنا الشرطة بالحادث واتهمنا والدهما بارتكاب الجريمة».. انخرطت الأم فى بكاء حار فتركها المحقق وانصرف الى قسم الشرطة لمقابلة المتهم، ولكن المأمور رفض بحجة وجود «تعليمات».. ومن خلال المحضر علم المحقق أن الأب أنكر الاتهام تماما وقال إن الطفلين هما اللذان أحرقا بعضهما وأنه عاد ليجدهما على هذا الحال!! وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق.