أما الواقعة الثالثة، فقد شهدتها قرية «محلة مرحوم» بمحافظة الغربية.. وفيها قتل شاب فى العشرين من عمره، شقيقه الأكبر بسبب إدمانه المخدرات ومحاولاته الاعتداء على والدته.. المحقق انتقل إلى القرية التى شهدت الحادث وشاهد المتهم وهو يمثل جريمته ورصد أدق تفاصيل الحادث بالكلمة والصورة، ثم أجرى حوارا مع القاتل هذا نصه: المحقق: اسمك وسنك وعنوانك وصناعتك؟ المتهم: « أحمد . أ».. 02 سنة-عامل- مقيم بمحلة مرحوم بمحافظة الغربية. المحقق: لماذا أقدمت على قتل شقيقك الأكبر «هانى»؟ المتهم: لأنه ارتكب فى حق أسرته جرائم لا حصر لها.. أدمن المخدرات واعتاد ضرب والدتنا المسنة والاستيلاء على أموالها بالقوة.. شوَّه صورتنا فى المنطقة بسبب أعمال البلطجة وإصراره على تعاطى المخدرات داخل المنزل.. ومحاولاته الدائمة لطرد أمى من المنزل.. الأكثر من ذلك أنه هددنا جميعا بالقتل إذا لم نتوقف عن مطالبته بالإقلاع عن تدخين البانجو والحشيش. المحقق: ماذا حدث يوم الجريمة؟ المتهم: أثناء وجودي فى المنزل مع أمى فوجئت بشقيقى «هانى» يحضر غاضبا ويطلب منها الأموال لشراء البانجو وغيره من المواد المخدرة.. رفضت وحدثت بينهما مشادة فأسرع بإحضار سكين وأشهره فى وجه أمى وهددها بالقتل.. هدأ قليلا وجلس أمامنا «يلف» سجائر البانجو وراح يستفزنا بالشتائم والألفاظ الخارجة.. لم احتمل ودخلت معه فى مشاجرة عنيفة.. حاول قتلى بالسكين، لكننى قاومته بشدة، وهنا تدخل صديقى «أحمد»، وأسقطه أرضا.. سيطرنا عليه وقمت بخنقه باستخدام قميص، ولم أتركه إلا جثة هامدة. المتهم: لست نادما.. لقد فعلت الصواب وخلصت أمى وشقيقتى من شروره وعاره.. وبرأت ذمتى منه أمام الله.. وأنا الآن مستعد لأى عقاب مهما كان.. وأنا راض بنصيبى وربنا يسامحنى ويسامحه. المحقق: هل هربت بعد ارتكاب الجريمة؟ المتهم: لم أهرب مطلقا وإنما بقيت فى المنزل بجوار الجثة، إلى أن حضر رجال الشرطة وسلمت نفسى إليهم بلا مقاومة تذكر.. وفى التحقيقات اعترفت بكل تفاصيل الحادث. المحقق: ما هو موقف والدتك من هذا الحادث؟ المتهم: (بعد صمت).. مسكينة والدتى.. فقدت ابنيها فى لحظة واحدة.. الأكبر مات بسبب إدمانه المخدرات ومحاولته الدائمة لاستفزاز الأسرة وتشويه سمعتها.. والأصغر هو القاتل الذى ضاع مستقبله.. وهى الآن فى حالة ذهول تام، بل وعجز عن الكلام.. الله يصبرها.