البداية كانت من مدينة الحوامدية بالجيزة وتحديداً من منطقة "منى الأمير"، والتى شهدت واحدة من أغرب الجرائم وأبشعها.. فيها تجرد ابن فى الخامسة والثلاثين من عمره، من كل معانى الرحمة والإنسانية وشنق والدته المسنة بعد أن فشل فى إخراجها من شقتها حتى يتزوج فيها.. أما تفاصيل الحادث المأساوى فيرصدها المحقق فى السطور التالية، حسبما يرويها الشهود.. كانت البداية مع حفيدة المجنى عليها وهى فتاة شابة تدعى "داليا".. قالت فى شهادتها أمام المحقق: "كنت استعد لزفافى فى نفس اليوم الذى اكتشفت فيه جثة جدتى.. يومها ورغم انشغالى بالاستعدادات النهائية للفرح، حرصت على الذهاب إلى منزل جدتى واصطحابها معى كى تشاركنا الفرحة.. طرقت بابها عدة مرات ولم تفتح لى.. بدأ الخوف يتسرب الى نفسى خشية أن يكون مكروها قد أصابها.. فتحت الباب بالقوة ورحت أنادى على جدتى، ولم تجبنى أيضا.. وفجأة وقعت عيناى على جثتها ملقاة وسط الصالة، وقد انتفخت على نحو مرعب وحول رقبتها إيشارب يبدو أنه استخدم فى قتلها.. صرخت بصوت مرتفع حتى تجمع الجيران وأبلغوا الشرطة التى حضرت ونقلت الجثة إلى «المشرحة».. صمتت الفتاة للحظات ثم أضافت: بالطبع كانت الصدمة عنيفة علىّ خصوصا أن هذا الحادث جاء يوم فرحى الذى تحول إلى مأتم، ثم تضاعفت المأساة عندما اكتشفنا أن خالى "عبدالناصر" هو قاتل أمه بسبب خلافاتهما السابقة حول زواجه ومكان إقامته مع عروسه". التقط ابن المجنى عليها الأكبر ويدعى "سمير" طرف الحديث، وقال للمحقق بكلمات كلها حسرة وألم: "سامح الله شقيقى عبدالناصر، فقد ارتكب جريمة من أبشع الجرائم التى عرفها البشر.. هانت عليه أمه فانهال عليها ضربا وركلا، ثم تحجر قلبه وتبلدت مشاعره، وقام بتنفيذ حكم الإعدام شنقا فيها".. صمت الابن لحظة، وكفكف دموعه ثم استطرد: "قبل أسبوع من الجريمة، حدثت مشاجرة عنيفة بين أمى وبين شقيقى القاتل بسبب إصراره على إخراجها من شقتها حتى يتزوج فيها، واعتدى عليها بالضرب أمام الجيران.. حضرت على الفور ولقنته علقة ساخنة جزاء تجرؤه على أمه وطردته من المنزل، ورغم إهانته لأمه إلا أنها طلبت منى أن أسامحه، وأن أسمح له بالعودة إلى المنزل فوافقت دون أن يخطر على بالى أنه سيرتكب هذه الجريمة النكراء".. ترك المحقق الأسرة المنكوبة وخرج إلى الجيران وسألهم عن تفاصيل أخرى فى الحادث، فأكد الجميع أن عبدالناصر سيئ السلوك واعتاد الاعتداء على أمه المسنة بالضرب أمام الجميع؛ لإجبارها على إعطائه الأموال، ثم تطورت المشاكل بينهما بسبب رغبته فى إخراجها من الشقة ليتزوح فيها.. وليلة الحادث سمعوا أصوات استغاثة تخرج من منزل الضحية، لكنهم ظنوا أنها مشاجرة عادية من مشاجرات عبدالناصر وأمه، وبعدها بيوم اكتشفت حفيدتها الجثة.