اتخذ الكاتب الشاب أحمد مراد وللمرة الثانية بعد روايته "فيرتيجو" أبعاد الجريمة كخلفية تكشف للقارئ بأسلوب يرتكز على التشويق والإثارة كواليس المجتمع والفساد المستشرى وسط طبقاته وهو بذلك يؤكد قواعد النوع الروائى الذى أصبح رائدا له، بهذه الكلمات البسيطة والبعيدة عن المدح تحدث الروائي الكبير صنع الله إبراهيم عن رواية "تراب الماس" للشاب أحمد مراد والتي صدرت الطبعة الأولى منها في عام 2010 تلك الفترة التي اتسمت بالفساد حتى وصلت إلى قمته. في هذا العام شهد اكبر عملية تزوير في الانتخابات البرلمانية وفي نفس العام كان حلم التوريث عند الطبقة الحاكمة قد شرف على تحويله إلى حقيقة، لكن بالرغم من أن الرواية نشرت في تلك الفترة، فإن الأحداث والتفاصيل التي تتحدث عن الفساد يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي زمن، وأستطاع مراد كشف الفساد المتفشي في مجتمعنا من سنوات عن طريق سلسة من الجرائم التي يقودها حسين الزهار وسيكتشفها من بعده أبنه طه بطل الرواية. ويقول أحمد مراد في ملخص الرواية (لم يكن "طه" سوى مندوب دعاية طبية في شركة أدوية؛ لسان لبق يستميل أعتى الأطباء لأدويته، كان ذلك قبل أن يسقط من خلال جريمة قتل تتركه خلفها وقد تبدّل عالمه إلى جزيرة من الأسرار، يبدأ اكتشافها في دفتر عتيق يعثر عليه مصادفة ، ويجد معه أداة رهيبة لها فعل السحر، تلك الأداة التي يكشف عنها الكاتب وهي نوع من السموم المسمى ب (تراب الماس) وهو يعتبر أخطرهم لانعدام رائحته وطعمه وعدم وجود أعراض معينة له.