أكثر من 25 مليون ناخب تخلفوا عن التصويت فى الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية ولو كانوا قد شاركوا فيها لكانت النتائج قد اختلفت ولربما كان مرشحا بعينه قد حسم الكرسي لنفسه دون إعادة ..ما هي الأسباب التي دعتهم للمقاطعة برغم انها كانت انتخابات شفافة ونزيهة واول انتخابات رئاسية بعد اروع ثورة سلمية في التاريخ الانسانى بأدبياته السياسية ؟.. الإجابة فى السطور التالية. الدكتور رشاد عبد اللطيف استاذ تنظيم المجتمع ونائب رئيس جامعة حلوان ارجع اضراب نحو 26 مليون مصري عن الإدلاء بالتصويت إلى تراكم السلبية التى زرعها نظام مبارك فى نفوس المواطنين وافقدتهم الاحساس بقيمتهم فى انتخابات تحدد مصير الوطن موضحا ان الفترة التى تلت الثورة لم تكن كافية ليصدقوا بأنها انتخابات نزيهة وبأن مصر قد تغيرت متوقعا ان تكون الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية اكثر شراسة من الجولة الاولى من حيث الحضور والتصويت بعد علم الجميع بمصداقية المجلس العسكرى وشعور الكتلة الصامتة بالندم لعدم مشاركتها في الجولة الأولى لحسمها للمرشح الأفضل. جولة الاعادة بين شفيق ومرسى ستكون اشبه بالحرب وسيستخدم فيها كل طرف ادواته لتكسير عظام الطرف الآخر ومنها الضرب تحت الحزام وربما أشياء أخرى لا تحمد عقباها في مثل هذه الظروف, هكذا قال عبد العظيم مؤكدا ان شفيق بناء على قراءة خريطة توزيع الاصوات فى الجولة الاولى كان اكثر مصداقية مع نفسه ومع المواطنين ودخل الماراثون الرئاسي كرجل حرب مغامر غير مبال بالموت او النجاة وهذا هو مفتاح لغز حصوله على المركز الثانى بفارق ضئيل عن مرسى. عدم فوز مرشح للتيار الاسلامى من الجولة الأولى كمرسى وأبو الفتوح يرجع وفق رؤية الدكتور عبد العظيم الى تفتيت أصوات الكتل التصويتية للإخوان والسلفيين وباقي الإسلاميين وفشل عمرو موسى يرجع لممارسته العملية الانتخابية «من فوق» وعدم إنصاته لنصائح الآخرين بالاقتراب من الشارع وعدم اعتماده على تاريخه السياسى والدبلوماسى مقارنة بالمرشحين المدنيين الآخرين موضحا ان صعود حمدين صباحى للمركز الثانى كحصان اسود فى الانتخابات يرجع للكاريزما التى جعلت الشباب يرون فيه جمال عبد الناصر. الدكتور هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر وصف مشاركة الناخبين فى الجولة الاولى بطوابير العزة والكرامة مؤكدا أن عزوف الآخرين عن المشاركة لا يقلل من قيمة حضور نسبة 50% من الاصوات فى الجولة الاولى معربا عن امله فى ان تصل نسبة المشاركة فى المسقبل الى 100% مشيرا فى الوقت نفسه الى نسبة المشاركة لا تزيد على 75% في اعرق الدول الديمقراطية. عن قراءته لخريطة التصويت فى الجولة الاولى اوضح هاشم انها اعتمدت على ثلاثة اتجاهات وجاءت بواقع 80% مشاعر و20% تفكير بالنسبة لمحمد مرسى وبواقع 80% عقل و20% مشاعر بالنسبة لأحمد شفيق و50% مشاعر و 50 % عقل بالنسبة لحمدين صباحي. الدكتور هاشم بحري قال إن تقدم شفيق في الجولة الاولى للمركز الثانى اعتمد على عقلانية الشعب الحالم بالعودة الى الاستقرار والامن الغائبين فى المرحلة الانتقالية مشيرا الى ان وسطية وعقلانية صباحى وميله للفقراء وموقفه المعارض للسادات كلها امور زادت من اسهمه فى الجولة الاولى وجاءت به قبل عبد المنعم ابو الفتوح صاحب مشروع النهضة لمحمد مرسى قائلا إن أبو الفتوح وضع هذا المشروع منذ أربع سنوات. الدكتورة نادية نظير استاذ الطب النفسى فسرت مقاطعة نصف الناخبين للانتخابات لقناعتهم قبل جولتها الأولى بأن النظام يزورها ويفعل فيها ما يحلو لها كخاصية سلبية وضعها النظام البائد فى نفوس المصريين بالاضافة الى بعد بعض اللجان عن الناخبين ووجود البعض فى القاهرة والجيزة مقار دوائرهم حتى الآن في محافظاتهم الأصلية فضلا عن عدم تمتع اى احد من المرشحين بالشخصية الجاذبة الكاريزمية التى يميل لها الناخبون وفشل كل المرشحين في تقديم نموذج المرشح المعبر عن آمال الجميع في مصر بعد الثورة. دكتورة عايدة نصيف أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة أرجعت مقاطعة نصف الناخبين للجولة الاولى لنفس الاسباب المشار اليها بالاضافة إلى خلط التيار الإسلامي للمدنس «السياسة» بالمقدس «الدين» متوقعة ان تراجع الكتلة الصامتة نفسها لتحديد مصير مصر بين دولة مدنية ودولة دينية.