أكثر من 50 مليون مصرى فى حسم مستقبل بلدهم ليس لأربع سنوات فقط بل ربما لأبعد من ذلك، حين يذهب الجميع ليشارك فى جولة الاعادة من الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم وصباح الغد. اللافت أن نصف عدد من يحق لهم التصويت لم يشاركوا فى الجولة الأولى من الانتخابات، وهؤلاء لا يعول المرشحان الرئاسيان د. محمد مرسى مرشح جماعة الاخوان المسلمين أو الفريق احمد شفيق كثيراً عليهم ، فكلاهما يلعب على وتر أنصار ومؤيدى المرشحين الخاسرين. الدكتور محمد مرسي المرشح الاخوانى يزعم أنه مرشح الثورة ويعتمد بشكل أساسى على دعم التيار الاسلامى بأكمله، ويأمل فى أن يصوت له مؤيدى د. عبد المنعم أبو الفتوح ،المرشح السابق لنفس الانتخابات، خاصة أن الأخير أعلن دعمه صراحة لمرسى. كما يلعب مرسى على ترديد أن التصويت فى الانتخابات ليس خيار بينه ومنافسه أحمد شفيق وإنما بين الثورة التى يمثلها هو، واللا ثورة أو الثورة المضادة التى يتزعمها شفيق. الفريق طيار احمد شفيق يعتمد على دعم أنصار وأعضاء الحزب الوطنى المنحل وقطاع كبير من موظفى الحكومة، فضلاً عن الاعتماد على أصوات الأقباط، وكل هؤلاء صوتوا له فى الجولة الأولى وهمه الآن أن يصوت له أنصار المرشح السابق عمرو موسى وبعض من الليبراليين الذين يروا فى مجىء شفيق انتصار للدولة المدنية، علاوة على اعتماد شفيق على دعم رجال الاعمال له. كما يسعى المرشحان لنيل أصوات مؤيدى المرشح حمدين صباحى والذى حل ثالثاُ فى الجولة الأولى، وأعلن مقاطعة الانتخابات وعدم دعمه لاى منهما، لكن بالتأكيد لن يتأثر ما يقرب من5مليون ناخب صوتوا لحمدين بقرار المقاطعة وبالتلى سيكون الرهان على هؤلاء. ومما لا شك فيه سيمثلوا رمانة الميزان فى جولة الاعادة المشتعلة بين الطرفين. وبين هذا وذاك توجد كتلتان فى الشارع الأولى قررت المشاركة بابطال صوتها والثانية قررت المقاطعة من الأساس، وكلاهما لا يري فى المرشحين من يلبى منهم طموحات وأهداف الثورة. ومع اختلاف وجهات نظر الجميع..تبقى الكلمة الحاكمة والحاسمة لصندوق الانتخابات الذى سيعلن فى النهاية عن اسم الرئيس الذى يعول عليه أغلب المصريين تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.