سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كواليس أزمة قرطام في البرلمان.. رئيس المحافظين ينجو بأعجوبة من قبول النواب لاستقالته.. الأغلبية تتحمس لخروجه من بيت التشريع.. وهدان ينجح في التهدئة.. وبكري يمتص الغضب
شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم إسدال الستار على قضية استقالة عضو المجلس أكمل قرطام، عقب سحب الأخير لها، بعد عام تقريبا من تقديمها لرئيس المجلس اعتراضا على طريقة إدارة رئيس المجلس للجلسات، وطبيعة الموضوعات التي تتصدر اهتمامات البرلمان. وكانت جميع المؤشرات داخل الجلسة العامة تسير في اتجاه قبول استقالة قرطام في ظل موافقة اللجنة العامة للمجلس في أول اجتماع لها اليوم على الاستقالة. كما كانت تشير الطريقة التي تحدث بها رئيس المجلس إلى قبول الاستقالة أيضا، عندما وضح أن قرطام أهان المجلس في وسائل الإعلام، برغم أنه (أي رئيس المجلس) حاول إقناعه أكثر من مرة بالتراجع عن الاستقالة إلا أن قرطام رفض وأصر على السير في الإجراءات القانونية لإتمام إسقاط عضويته من البرلمان. تجاوب الأغلبية ومع سير إجراءات الجلسة العامة بدأت الأمور تسير شيئا فشيئا في اتجاه قبول استقالة قرطام خاصة عقب كلمة عضو المجلس صلاح حسب الله الذي هاجم رئيس حزب المحافظين بضراوة بسبب ما أسماه إهانته للبرلمان ورئيسه، وهو ما تجاوبت معه غالبية القاعة بالتصفيق الحاد. في هذه الأثناء كانت تبذل مجهودات يمكن وصفها بالكبيرة داخل القاعة العامة للمجلس، وأثناء انعقاد الجلسة هدفها نزع فتيل الأزمة، وتهيئة الأجواء لقرطام حتى يتمكن من سحب استقالته بما يحفظ له ماء الوجه في ظل الهجوم الكبير عليه من نواب ائتلاف الأغلبية. قاد هذه الجهود سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، عن الطريق التحدث مع النواب المعارضين لاستمرار قرطام بالمجلس، ثم انتقاله للجلوس بجوار رئيس حزب المحافظين وتحدث معه طويلا، ودار الحديث على ما يبدو بإقناعه بسحب استقالته، كما أنه كان أول من قدم التهنئة لقرطام على استمرار عضويته بمجلس النواب. صد الهجوم وساند نواب ائتلاف 2530، وأعضاء حزب النور قرطام بقوة، وردوا عنه هجوم الأغلبية أكثر من مرة، كما تعاطف معه أيضا عدد قليل من نواب دعم مصر. ولعب مصطفى بكري عضو مجلس النواب دورا في تهدئة القاعة عندما تحدث أن قرطام كان داعما بقوة لحملة ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي. أيضا كان لأسامة شرشر، وآية أبو السعد عضوا مجلس النواب، دور في جعل الأخير يعتذر للمجلس ورئيسه، عندما طلب الأعضاء عدم الاكتفاء بسحب الاستقالة، ولكن سحب أسبابها أيضا، والتأكيد على احترام المجلس ورئيسه، وهو ما فعله قرطام بعد تردد، وقال في نهاية حديثه: "رئيس البرلمان يعاملنا جميعا مثل أولاده، وهو رجل محبوب من الجميع". لتنتهي بذلك الأزمة ويستمر قرطام عضوا بالبرلمان.