سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية: إسرائيل التى تكره الغرباء لا تريد قبول الحريديم.. وزير المالية يعلن حربا ضد المتشددين دينيا ويؤكد أنهم سبب الأزمة المالية
أكد المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية "مدار" فى تقرير له اليوم الخميس، أن هناك أزمة كبرى داخل إسرائيل، تتمثل فى تفاقم الصراع بين وزير المالية الإسرائيلى يائير لبيد وبين اليهود المتشددين "الحريديم". أوضح التقرير الذى موله الاتحاد الأوربى، أن "لبيد" رئيس حزب "يوجد مستقبل" ووزير المالية ألقى منتصف الأسبوع الجارى خطابا شديد اللهجة هاجم فيه الحريديم، وطالبهم بالخروج إلى العمل، وهدد بتقليص المخصصات المالية التى يحصلون عليها، أعقبها تعهد بإنزال ضربات اقتصادية ستستهدف الطبقة الوسطى، فيما رأى البعض أنه بهذا الهجوم يهدف إلى صرف الأنظار عن الضربات الاقتصادية المتوقعة. وأشارت مصادر إلى أن "لبيد" تجنب الحديث عن الميزانيات الهائلة التى تُصرف على الاستيطان فى المناطق المحتلة كى لا يثير غضب شريكه رئيس حزب "البيت اليهودى" نفتالى بينيت. وقال التقرير إن الوزير الإسرائيلى يعتزم تقليص ميزانيات الوزارات بمبلغ 26 مليار شيكل، ورفع أعباء الضرائب بمبلغ يتراوح بين 15 إلى 17 مليار شيكل، وإنه فى إطار ذلك أعلن عن تقليص حجم الميزانيات المخصصة للمؤسسات الدينية "الحريدية"، وسيسعى لإدخال تعديلات على جهاز التربية والتعليم فى المجتمع "الحريدى"، وتقليص مخصصات الأولاد، وهى خطوات من شأنها أن تؤدى إلى تراجع دخل العائلات "الحريدية" الكثيرة الأولاد المنتشرة فى هذا المجتمع. من جانبهم، رد الحريديم على لبيد بهجوم مضاد، فى الكنيست ومن خلال صحفهم وفى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بصورة بدا معها كما لو أن الصراع العلمانى/ الدينى فى إسرائيل عاد إلى الصدارة. ونقل التقرير ما طرحه كثير من المحللين فيما يتعلق بموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إزاء هذا الهجوم، وأشار بعضهم إلى أنه يبدو أنه لا يوجد موقف، والأصح أن نتنياهو لم يعقب على الخطوات الاقتصادية تجاه الحريديم، لكن محللون يشيرون إلى أن نتنياهو ينظر إلى لبيد على أنه خصم سياسى، قبل أن يكون وزير ماليته، وإلى أنه "كلما أشعل لبيد عود ثقاب فإن نتنياهو سيسكب نفطا"، وبهذا الشكل سيظهر لبيد كوزير مالية فاشل، وسيحاول نتنياهو إضعاف هذا الخصم، خاصة أن "لبيد"، فى نظر الكثير من الإسرائيليين والمحللين، قد يخوض الانتخابات العامة المقبلة كمرشح لرئاسة الحكومة. وأضاف التقرير أن "لبيد" اتهم الحريديم، خلال جلسة الهيئة العامة للكنيست، يوم الاثنين الماضى، بأنهم أحد أسباب العجز المالى الكبير فى الميزانية، وقال لبيد مخاطبا النواب الحريديم: "أنتم لا تديرون الدولة بعد اليوم، ولن نأخذ الأوامر منكم.. أين كنتم فى السنوات الأخيرة؟ لقد كنتم فى الحكومة عندما نشأ هذا العجز.. والعجز مسجل على اسمكم". وأضاف لبيد مخاطبا الحريديم: "عندما ينجب أحدكم طفلا، فإنه يكون الإنسان الأول المسئول عنه، وإنجاب طفل هو مسئولية كبيرة، وعلى كل منكم ألا ينجب طفلا ويعتبر أن أشخاصا آخرين سينفقون عليه، وإنما عليه أن يدرك أن إعالته هى واجب عليه". وتابع التقرير أن "لبيد" طالب بتعديل مناهج التعليم فى المؤسسات التعليمية الحريدية، من خلال إدخال مواضيع أساسية لا تُدرّس فيها، وهى الرياضيات واللغتان العبرية والإنجليزية، ويشكل جهاز التعليم أحد أهم المؤسسات فى المجتمع الحريدى، وهو جهاز منفصل بالكامل، أيضًا من حيث المضامين، عن جهاز التعليم الإسرائيلى، ويضم هذا مؤسسات تعليمية من سن الطفولة المبكرة مرورا بالمدارس الابتدائية وحتى المدارس والمعاهد الدينية العليا "الييشيفوت"، ولا يتعلم فيها سوى الحريديم.
ويركز هذا الجهاز على تعليم المواضيع الدينية ودراسة التوراة وغيرها من الكتب الدينية اليهودية، وتمكن الحزبان الحريديان، "شاس" و"يهدوت هتوراة"، طوال الأعوام الماضية، من الحصول على ميزانيات كبيرة لهذه المؤسسات، ويعتزم لبيد تقليص مبلغ 340 مليون شيكل من ميزانية "الييشيفوت"، ليصبح حجم هذه الميزانية 700 مليون شيكل بدلا من مليار و40 مليون شيكل.