صفحة لاذعة جدا بطعم الحياة التى يحياها حرافيش وفقراء هذا الوطن, ..من خلالها نستقبل رسائل المهمشين كى نعرضها على ولاة الأمر.. رسائل كثيرة وصلتنى هذا الأسبوع من إخوانى الحرافيش، تماما كالأسابيع الماضية، وهذا يدل على أن مؤشر حال الفقراء وحرافيش هذا الوطن فى تصاعد مستمر باتجاه البؤس واللاجدوى من تحسن ظروفهم المعيشية، فى ظل نظام يتظاهر ضد نفسه ليبرر أخطاءه لنفسه، كى يمضى فى اتجاه سقوط مصر دون كلل أو ملل، وكأن جماعة الإخوان هذه قد رسمت لنفسها خريطة طريق لتذيقنا الأمرين، ولقد اخترت إحدى هذه الرسائل لأعرضها عليكم هذا الأسبوع دون إضافة منى أو حذف.. والرسالة وسلتنى كالآتي.. عزيزي الحرفوش الكبير.. أعلم ويعلم جميع حرافيش هذا الوطن كم المعاناة التى تلقاها حين تقرأ رسائلنا، لكن عزاءنا الوحيد هو أنك أنت الذى اخترت القيام بهذه المهمة الشاقة، وأعلم أن اختيارك هذا جاء لأنك واحد منا نحن حرافيش هذا الوطن.. ونعلم انك كنت تطمح بصفحتك هذه أن يصل صوتنا للمسئولين الجدد.. وأن إصدار مثل هذه الصفحة عقب ثورة كانت ترفع شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» هو عمل عظيم منك لنا .. لكنى أعلم أيضا أنك خدعت مثلنا فى هذا الشعار الذى حملته الثورة.. خدعت مثلنا فى الحكام والمسئولين الجدد الذين دخلوا علينا بشعار «الإسلام هو الحل» .. نعم اعلم كل ذلك وانك مثلنا لم تخدع فى الإسلام.. فهو فعلا حل سحري لجميع مشكلات أبناء هذا الوطن , سواء الأغنياء أو البسطاء أو الحرافيش الفقراء أمثالنا.. لكن اى إسلام ياصديقى ؟! .. هل هو إسلام الإخوان أم إسلام السلفيين أم إسلام الجماعات أم إسلام ابن أم إسلام الذى خُدعنا فيه جميعا ؟! أعذرني لتهكمي هذا ياصديقى الحرفوش الكبير.. فالكيل قد طفح .. تصور ياسيدى اننى الآن فهمت لماذا أصبح الشعب المصرى ابن نكتة كما يطلقون علينا.. لأننا نحكى معاناتنا ببساطة للآخر فيضحك عليها وعلينا دون أن يدرى.. بل نضحك نحن حينما يعرضها احد علينا .. والآن على يد الإخوان أصبحنا نجيد «الألش» والسخرية لأننا عرفنا أننا النكتة الكبرى فى حياة الإخوان المسلمين الذين يريدون التخلص منا فى اقرب وقت كي ينشئوا خلافتهم الوهمية التى يطلقون عليها مجازا «إسلامية».. لن اعرض عليك تفاصيل مأساتي الشخصية لتعرضها كما يفعل أمثالى من الحرافيش لأننى ببساطة اعلم أننا جميعا نؤذن فى مالطا .. والأذان فى مالطا لا جدوى منه ..لأنه ببساطة لا مجيب له.. فليس بها مسلمون يلبون نداء الأذان.. ولكنى أريد أن أسألك وأسأل الإخوان .. أسأل المرشد .. أسأل الرئيس .. أسأل الشيوخ وأصحاب اللحى: كيف المآل إذا ظل بنا هذا الحال.. فبالجوع نحيا نسوة ورجالا.. نحن الضعفاء أمامكم مسترحمين.. نرجو النوال.. فهل لديكم نوال ؟!.. أبناؤنا فى حكم الأيتام لقلة حيلتنا.. وها نحن آباء الأيتام دأبنا فى السؤال.. فهل يرضيكم ما وصلنا إليه واّل بنا إليه المآل ؟! ماذا تريدون منا أيها الإخوان.. آه لنا آه لنا آه لنا لوكان يجدي الاّه حين تقال.. لقد جرت دموع اليأس فوق خدودنا.. ألا تعلمون أن اليأس قّتّال ؟! أطفالنا اليتامى بنا جاعوا.. وكأنكم تنتظرون أن تقضى نحبها الأطفال.. فعار عليكم أن تموت أطفالنا جوعي وأنتم تنعمون بالأموال.. أموال قطر وتركيا وأخرى تجمعونها لأنفسكم.. وكأننا على ارض مصر مجرد أشباح لإطلال.. أإخوان أنتم ومسلمون يا من تقطعت بأيديكم الأوصال ؟! على أيديكم تقسمت البلاد إلى أحزاب وجبهات وائتلافات.. وبكم ساءت الأحوال.. هذى حكايتنا حال جئتم لحكمنا.. أم يخفى عليكم ماذكرته من حال ؟! لكنى أنبئكم بدهس رءوسكم.. إذا ما استمر بنا الحال.. فيكفى غضبة منا.. كفيلة بأن تطيح بأشجار ليس لها جذور ومللنا منها الجود بالثمار.. نعترف نحن الحرافيش بأننا وهمنا بكم حينما أشرقتم علينا وذهبنا فرادى وجماعات لندلى بأصواتنا فى الصناديق التى لم نعتد الذهاب إلى لجانها.. ولم نكن ننوى اللهم إلا أننا هرولنا خلف فتواكم بأنها صناديق العبور إلى الجنة -جنة الدنيا ونعيم الآخرة- لكننى أقولها لكم أيها الإخوان وأيها الشيوخ المتربصون أيضا بالإخوان لتنالوا أيضا نصيبكم من مأساتنا على أيديهم.. أقولها وخلفى كل حرافيش هذا الوطن للرئيس محمد مرسى: «من أشرقت بدايته أشرقت نهايته»..