"تعاطفك وحده مش كفاية".. جملة إعلانية وجدت لها صدى فى مقال زميلنا "سليمان جودة" المنشور صباح السبت الماضى فى الزميلة "المصرى اليوم"، والذى حمل عنوان "مبارك.. ومشاعر اللحظة"، وبعيدًا عن حالة "الوله" والرومانسية "الطافحة" فى العنوان، فإن القراءة الأولية ستكشف لك عدة حقائق، أقلها أن زميلنا توقفت ذاكرته السينمائية عند أفلام "أنور وجدى"، أمام أكبرها – وهو لمن لا يدرى أعظم – أن حالة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك قريبة الشبه – إن لم تكن متطابقة - والأزمة التى عاشها المسلمون الأوائل عندما اضطهدهم "كفار قريش"، فلجأوا لملك الحبشة ليجيرهم من تجبر "كفار مكة". ما بين "الكفار" والمسلمين تنقّل صديقنا "سليمان" مؤكدًا أن "مبارك" يجب أن يعامل معاملة المسلمين، وأن يجيرهم الشعب المصرى – ملك الحبشة النجاشى – من ظلم "كفار قريش" – الإخوان المسلمين- لأن الرجل يستحق العطف والتعاطف، وكان ينقص زميلنا القدير أن يقولها صراحة لجموع ساكنى "المحروسة" أن "تعاطفهم لوحده مش كفاية". "جودة" الذى كتب قائلًا: يوم أن هاجر عدد من مسلمى مكة إلى الحبشة، ولجأوا إلى النجاشى هربًا من اضطهاد قريش لهم، فالتاريخ يقول بأن النجاشى بوصفه ملكًا للحبشة قد استقبلهم وتعاطف معهم، وأحاطهم برعايته، ثم رفض - وهذا هو الأهم- أن يسلمهم إلى ظالميهم، رغم أنه لم يكن مسلمًا، ولكنه كان إنسانًا قبل أن يكون على أى دين! كل هذا وغيره مما هو من نوعه لا بد أن يطوف فى ذهنك وأنت تتابع مشهد إصرار الإخوان «المسلمين» على نقل الرئيس السابق مبارك من مستشفى المعادى العسكرى، حيث يرقد منذ شهور، إلى مستشفى سجن طرة، لمجرد أنه ابتسم مرة أثناء إعادة محاكمته، وأشار بيده لأنصاره مرات! المثير فى الأمر أن زميلنا "سليمان" – صاحب سلسلة مقالات "الرحمة بمبارك"- لم يوضح لنا لائحة الاتهامات والقضايا والبلاغات فى مكتب النائب العام ل"عموم مكة" التى كانت تطارد "المسلمين الأوائل" – غير تهمة الانضمام للدين الجديد- ، ولهذا ننتظر منه – وله الأجر والثواب- أن يعيد نشر المقال ذاته مع توضيح لائحة الاتهام تلك، لعلنا نقف يدًا واحدة ضد "كفار قريش" – عفوًا الإخوان المسلمين – ونطالب بتهجير "مبارك" إلى "إثيوبيا" – بلاد الحبشة سابقًا- فمنها بيعد عن أذى الكفار، ومنها أيضًا يحل أزمة المياه مع دول حوض النيل، وهو ملف لو يدرى "ابن جودة" خطورته لأدرك أننا رحماء ب"عزيز قوم ذل".