قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الطعام لعب دورًا مهمًا في حياة المصري القديم، فكانت له مكانته كقربان في ولائم الدفن وفي المقبرة، أما ما كان يصطحبه المصري القديم معه إلى العالم الآخر من طعام فقد صورته النقوش على هيئة قطع من اللحم البقري والحبوب. وأكد عامر، أن الفراعنة كانوا من أكثر الناس ولعًا بالتهام اللحوم، وكانت الثيران والأبقار عندهم من أكثر مصادر اللحوم، أما كل أنواع الطيور فكانت أيضا موجودة باستمرار على موائدهم، ورغم أن الأسماك هي من أكثر الأطعمة إفادة للجسم إلا أن المصري القديم تجنب أكلها في بعض المناطق إيمانًا منه أنها محرمة بالنظر إلى أنها ترتبط ببعض الآلهة الشريرة مثال الآله "ست" إله الشر الذي كان يرمز له بأحد أنواع الأسماك، لكن سمك البلطي والبياض كان مقبولًا عند بعضهم، أما سمك البوري فقد قاموا بحفظه وتمليحه واستخدموه في أعمالهم التجارية كتصديره للبلاد الأخرى في رحلاتهم التجارية. وتابع "عامر" أن الفاكهة كانت كثيرة ومتنوعة عند المصري القديم مثل البطيخ والشمام والتين والجميز والعنب والرمان والبرقوق، وكانت تحتل مكانها على موائد القرابين أيضا، بالإضافة إلى أنواع الخضار الشائع والمحبب للفراعنة وهو الخيار والبصل والكُرات، كما كان معروف أيضا أن المصري القديم استخدم الزيت بكثرة بعد أن توصل إلى استخلاصه من السمسم والخروع، وعرف أيضًا الفواكه المجفف ونجح في تجفيف العنب ليصبح زبيبًا والبلح والتين، وقد أثبتت الكثير من نقوش الجداريات وبعض نصوص الكتابة الهيروغلوفية القديمة أن المصري القديم كان يأكل ثلاث وجبات في اليوم. وأشار "عامر" إلى أن آداب المائدة عندهم كانت الأسرة تجلس على مائدة واحدة تضم اللحوم والطيور والخضر والفاكهة، وكان الخبز طعامًا مشتركًا ما بين الغني والفقير يقتصر على الدقيق والملح والخميرة وربما التوابل عند الفقير، ويضاف إليه الزبد والبيض عند الغني وقد يحليه بالعسل أو التمر أو يخلله بالبقول والخضراوات، وفي نقوش عصر الملك إخناتون تم الكشف عن الكثير من طبائع موائد المصري القديم فالصور توضح وفرة للولائم العامرة بالثيران المشوية والأوز وجرار الجعة والنبيذ وسلال الفاكهة وأنواع الخبز والحلويات وكان الأوفر حظا في هذه الولائم بعد الكهنة والنبلاء موظفي الطبقة المتوسطة من عمال البناء وبناء السفن والصناع، أما أقل الناس حظا فكان الفلاحون حيث لا يزيد نصيبهم على الخبز والجعة وبعض الطيور.