رغم أن الأعاصير تحدث سنويا وفي أكثر من مكان في العالم، إلا أن عددا منها أحدث دمارا هائلا لا يقارن بأعاصير أخرى، حيث تفاجأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأيام الأخيرة بزحف إعصار تلو الآخر ناحية المدن والولاياتالأمريكية، وسط مخاوف من خسائر اقتصادية فادحة جراء الأضرار التي قد تتسبب فيها تلك الأعاصير. وتوقع مركز الأعاصير الأمريكي أن يصل إعصار إرما العنيف سواحل ولاية فلوريدا، يوم السبت المقبل، وحذر من ارتفاع شدة إعصار كاتيا الذي يتبع مسار إرما، فيما يزداد إعصار خوسيه قوة أيضا. وبذلك، تشهد منطقة المحيط الأطلسي القريبة من سواحل الولاياتالمتحدة حاليا تشكل ثلاثة أعاصير في آن واحد وذلك لأول مرة منذ العام 2010. وبحسب التقارير العالمية، فإنها في وقت تسبب الإعصار العنيف "إرما" بسقوط قتلى وجرحى في جزر الكاريبي وبورتو ريكو متجها نحو السواحل الأمريكية، ظهر إعصاران آخران في المحيط الأطلسي هما خوسيه وكاتيا. وقتل شخصان في بورتو ريكو جراء إعصار "إرما" المصنف من الدرجة الخامسة، بعد أن أودى بحياة 4 آخرين في "فيرجن آيلاندز" الأمريكية وأحدث دمارا واسعا فيها. وتحسبًا لوصول "إرما" الأقوى على سلم قوة الأعاصير، أجلى آلاف الأشخاص من مساكنهم في ولاية فلوريدا حيث يتوقع وصول الإعصار الذي دمر مناطق واسعة في جزر الكاريبي خلال ساعات. كما أجلت كوبا 10 آلاف سائح معظمهم من الكنديين من منتجعاتها الساحلية ورفعت إنذار الكوارث لأقصى درجاته، مع اقتراب الإعصار الذي تبلغ سرعة الرياح فيه 295 كلم/ساعة. وسبق أن تسبب إرما بتدمير نحو 95% من الجزء الفرنسي لجزر سان مارتان، مخلفا 8 قتلى على الأقل وأكثر من 20 مصابا، إضافة إلى التدمير شبه الكامل للبنية التحتية في دولة أنتيجوا وباربودا، بعد أن اجتاح الإعصار جزر البحر الكاريبي الأربعاء الماضي. "خوسيه " الأخطر في هذه الأثناء، أعلن المركز الوطني الأمريكي لمراقبة الأعاصير بحسب" سكاي نيوز"، أن الإعصار خوسيه اشتد قوة وأصبح إعصارا خطرا من الدرجة الثالثة. وقال المركز إن "خوسيه" المتواجد حاليا شرق جزر الأنتيل الصغرى، ترافقه رياح تبلغ سرعتها 195 كلم/ساعة، فيما يتجه شمال غرب بقوة 30 كلم/ساعة، مضيفا أن سرعته قد تشتد خلال الساعات المقبلة. إعصار كاتيا وبالإضافة إلى إعصاري "إرما" وخوسيه، يتشكل حاليا إعصار أطلسي ثالث يدعى كاتيا، لا يزال في الدرجة الأولى، في جنوب غرب خليج المكسيك. وبحسب خبراء الأرصاد الجوية، فإن آخر مرة تشكلت فيها ثلاثة أعاصير متزامنة في المحيط الأطلسي كانت في سبتمبر 2010.