شبح الاعتزال يطارد 5 فنانين

"دوام الحال من المحال"، تثبت هذه الجملة صحتها كل يوم، وبخاصة في عالم الفن؛ ففي هذا العالم المتقلب قد يعلو نجمك اليوم وتُخسف بك الأرض غدا، عوامل كثيرة تتحكم في نجوميتك أهمها قدرتك على التنويع والابتكار فيما تقدمه للجمهور، وكذلك قدرتك على الموازنة بين موهبتك وثقافة المنتجين، واختلاف ذوق الجمهور، وإذا أغفلت هذه العوامل لا تلومن إلا نفسك.
هذا ما حدث مع عدد من المطربين والفنانين على مدار الأعوام القليلة الماضية، الذين اختفى بعضهم عن الأضواء بعدما فشلوا في مواكبة التغيرات، وأخفق البعض الآخر في الحصول على فرصة أخيرة للبقاء في قائمة النجومية، وهو ما دفعهم للتفكير في الاعتزال.
البداية، من الراقصة والفنانة فيفي عبده، التي قدمت آخر اعمالها عام 2015 مسلسل " يا أنا يا انتي"، وأكدت مصادر مقربة منها ل "فيتو" أن السر وراء عدم تقديمها لأعمال جديدة على مدار العامين الأخيرين، هو تقديمها لدعاية سلبية عن المسلسل من خلال تشاجرها أكثر من مرة مع الفنانة سمية الخشاب داخل كواليس تصويره، هذا إلى جانب إصرارها الدائم على وضع شروط للمخرجين والمنتجين المتعاملين معها، وهو ما جعلهم يبتعدون عنها ويمتنعون عن عرض أعمال جديدة عليها.
وأشار المصدر إلى أن "فيفي"، حاولت بعد ذلك، الاعتماد على نفسها والعودة لنجوميتها من خلال المسرح؛ فقدمت مسرحية "حارة العوالم"، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر من خلالها، حتى إنه توقف عرضها في الأسبوع الأول بسبب عدم تحقيقها لإيرادات واعتمادها في البطولة على عدد من أقاربها من بينهم ابنتها "عزة"، واضافت بذلك نقطة جديدة لرصيد إخفاقاتها، مضيفا أن حرصها على الظهور في البرامج، سواء كضيفة أو مقدمة، والمشاركة في بعض الأعمال الخيرية، والتواصل مع الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما هو إلا حيلة أخيرة منها للعودة لقائمة النجوم، خاصة بعد أن رفض عدد من المنتجين التعامل معها مجددا، خوفا على أموالهم.
قائمة الفنانين الذين يطاردهم شبح الاعتزال، شملت كذلك المطرب إيهاب توفيق، الذي اختفى عن الأضواء عام 2010، بعدما فشل في تحقيق النجاح المطلوب من خلال ألبوم "أحلى سمرة".
وكشف أحد متعهدي حفلات النجوم ل"فيتو"، أن سر هذا الفشل الذي يعاني منه "إيهاب" وقد يدفعه قريبا للاعتزال، هو عدم اهتمامه بعمله، وكثرة أزماته مع المتعهدين، الذين أجمعوا على أنه غير ملتزم، وألبوماته لم تعد تناسب طبيعة الجمهور الحالي، مضيفا أن "إيهاب" أكمل سلسلة إخفاقاته بعدما خسر آخر فرصة بفشل ألبومه الأخير "كل يوم يحلو"، والذي أطلقه العام الماضي.
وأكد "المتعهد"، أنه تلقى أكثر من اتصال منه يطلب منه العودة لإحياء حفلات غنائية خلال هذا الصيف، وهو ما فعله "إيهاب" كذلك مع عدد من زملائه، لكنهم أصروا جميعا على الرفض، خاصة أنه أعلن تعرضه للنصب في حفلاته الأخيرة، مشيرا إلى أنه بحث عن محاولة أخيرة في العودة من خلال اعتزامه المشاركة في فيلم سينمائي إلا أن إخفاقاته جعلت القائمين على الفيلم يقررون وقفه لأجل غير مسمى.
وفي هذه القائمة، نجد أيضا الفنان مصطفى قمر، الذي تراجعت نجوميته كذلك، بعد فشل ألبومه الأخير "أنا مطمن" الذي أطلقه عام 2013، وهو ما جعله يحاول البحث عن وسيلة لاستعادة نجوميته بعد ذلك.
وعن سبب تراجع نجومية "مصطفى"، تحدث أحد المهتمين بالشأن الموسيقي، قائلا: إنه يبحث حاليا عن محاولة أخيرة للعودة، كاشفا أنه تحدث مع عدد كبير من المنتجين كي يعود من خلال عمل درامي لكن دون جدوى، مؤكدا أن ظهوره في إعلان شركة "فودافون" كان هدفه العودة للظهور على الساحة بأي طريقة.
وفي القائمة ذاتها، نجد الفنان محمد فؤاد، الذي انطفأ نجمه بعد ألبوم "بين إيديك" والذي حقق فشلا ساحقا في توقيت طرحه، وهو ما جعل الجمهور يخرجه من حساباته بعد غياب دام لسبعة أعوام.
وعن كواليس انطفاء نجم "فؤاد"، قال أحد أصدقائه المقربين إن اختفاءه عن الساحة لفترة طويلة كان سببا في تراجع هذا النجاح، وبخاصة أنه جعل الجمهور يعتاد على غيابه عن الساحة الفنية.
وأضاف ل"فيتو"، أن "فؤاد"، يحاول حاليا العودة للساحة من خلال المشاركة في إحياء بعض الحفلات الغنائية خلال موسم الصيف الحالي، متوقعا عدم قدرته على العودة بقوة للساحة الفنية مرة أخرى، مشيرا إلى أنه من المقرر تأجيل طرح ألبومه الجديد "سلام" لأجل غير مسمى، بسبب كثرة أزماته مع منتج الألبوم.
وفي هذه القائمة، نجد أيضا الفنان هيثم شاكر، الذي مثل واحدا من أهم النجوم على الساحة الغنائية في فترة من الفترات، وإن كانت لم تدم كثيرا.
وقال أحد المصادر ل "فيتو"، عن كواليس إخفاق "هيثم" في السير بطريق النجومية: إن شبح الاعتزال أصبح يطارده بالفعل، وبخاصة أنه أحد الفنانين الذين يعانون من الفشل في استقطاب الجماهير نحوه.
موضحًا أن "هيثم" عاش فترة من الاكتئاب جعلته يبتعد عن الوسط الفني، ويمكث في أحد الكافيهات لفترات طويلة، وخرج من هذه الحالة النفسية السيئة، وهو يفكر في الابتعاد عن الغناء والاتجاه للتمثيل، وهو ما بدأ في تنفيذه بالفعل من خلال المشاركة في مسلسل "أرض جو".
وتوقع المصدر إخفاقه كذلك في هذا المجال، وبخاصة أنه لم يحقق نجاحا يذكر في هذا المسلسل، وهو ما يعني أن فرص عرض أدوار جديدة عليه من قبل المنتجين ستكون ضئيلة.