الحكومة والقطن.. خطة إنقاذ ب«توجيهات الرئيس»

«إسماعيل» يتابع ملف «الذهب الأبيض».. والتصدير لأمريكا يدفع بالدولار ل«الانخفاض» مقابل الجنيه
في إطار بحثها عن أبواب جديدة تمكنها من العبور من أزمة "العملة الصعبة" التي تواجهها منذ أشهر طويلة، بدأت حكومة المهندس شريف إسماعيل في اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ "القطن المصرى"، سواء فيما يتعلق بزراعة المحصول الذي كان يوما ما علامة مسجلة باسم "المحروسة"، أو المصانع التي توقفت ماكيناتها عن الدوران، سواء بفعل "الخصخصة"، أو غياب الإدارة الجيدة لها.
"العملة الصعبة".. لم يكن الأمر الوحيد الذي تحاول حكومة "إسماعيل" تنفيذه، لكنها تسعى –وفقا لتصريحات رموزها- لتحقيق عدة مكاسب أهمها تحقيق عائد مادى كبير للفلاحين تساعدهم على تحمل القرارات الاقتصادية المؤلمة التي اتخذتها الحكومة، وتوفير الدولار لا سيما بسبب ارتفاع سعره عالميا بما يعزز من قدرة الجنيه المصرى أمام الدولار والعملات الأجنبية.
مصادر حكومية رفيعة المستوى بمجلس الوزراء، تحدثت إليها "فيتو" كشف تفاصيل عن اجتماعات كثيرة رأسها المهندس شريف إسماعيل؛ لبحث خطة استعادة عرش الذهب الأبيض، موضحة أن الخطة تتضمن رفع السعر، لا سيما أن الحكومة تستهدف زراعة 400 ألف فدان العام المقبل، بدلا من 220 العام الحالي، ويمثل رفع السعر حافزا رئيسيا للفلاحين للتوسع في زراعة القطن.
المصادر ذاتها لفتت الانتباه إلى أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، يولى ملف "القطن" اهتماما بالغا، في ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأمر، حيث عقد الرئيس اجتماعا مع الحكومة لبحث هذا الشأن وكلفها بالعمل على زيادة السعر لتشجيع الفلاحين على زراعته.
وتجرى الآن اجتماعات مشتركة بين الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، للوصول إلى التصور النهائى والاتفاق الأخير للسعر المقترح لقنطار القطن العام الجاري، لعرضه على المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والذي بدوره سيضع الملف على مكتب الرئيس لاتخاذ القرار النهائى بشأن الزيادة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتوقعت المصادر أن يصل سعر قنطار القطن بعد الزيادة إلى 4 آلاف جنيه في بعض المناطق؛ بسبب الإقبال الشديد للسوق الأمريكية على القطن المصري، مع الأخذ في الاعتبار أن عدة شركات هندية صدرت منتجات للولايات المتحدة الأمريكية وادعت أن القطن مصري.
وأوضحت أن سعر تصدير قنطار القطن طويل التيلة للولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 544 دولارا بما يعادل 9792 جنيها مصريا، ما يعنى أن الحكومة حال رفع سعر قنطار القطن ل4 آلاف جنيه ستربح ما يزيد على 5792 جنيها، إضافة لمكسب المزارعين بارتفاع سعر قنطار القطن ألف جنيه بعد أن كان يباع ب3 آلاف.
وكشفت المصادر مطالبة عدد من نواب البرلمان الحكومة المصرية ووزارة الزراعة بزيادة سعر قنطار القطن طويل التيلة، ل4 آلاف جنيه، وهو ما وضعته الحكومة في حسبانها في محاولة منها لإرضاء البرلمان والفلاحين والرئيس في نفس الوقت، بما يحقق مكاسب هائلة لجميع الأطراف.
وقالت المصادر إن تكليفات المهندس شريف إسماعيل لوزراء حكومته خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير تضمنت وضع خطة تتابعها الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى والمتابعة، تتمثل في تذليل كل العقبات التي تقف أمام مزارعى القطن، وتكليف بنك التنمية والائتمان الزراعى بشراء الذهب الأبيض من الفلاحين بالأسعار التي سيتم الإعلان عنها، خاصة أن المستهدف التوسع في زراعة مساحات شاسعة بالمحصول لتعويض النقص في العملة الصعبة.