بالرغم من الظهور المتكرر للأحزاب على الساحة السياسية، سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو انتخابات المجالس المحلية، وطرح آرائها في الأمور الخاصة بالدولة والمجتمع، فإنها غاب دورها في مواجهة الإرهاب، والحرب ضده، رغم أنها باتت أخطر القضايا، والتي تؤرق الدولة ليل نهار.. واكتفت الأحزاب السياسية في هذا الشأن بإصدار بيانات الإدانة والشجب للحوادث الإرهابية المتكررة. ربما أن الوسائل التي تمتلكها الأحزاب السياسية، في هذا الشأن محدودة، خاصة أن الحزب لا يمتلك قدرات أمنية أو قوات لكى يساعد بها في محاربة الإرهاب على الساحة، لكن دائمًا يكون للأحزاب دور معنوى في التوعية بمخاطر الإرهاب، وتقديم روشتة لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابعه. قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن مواجهة الإرهاب تأتى عن طريقتين؛ الأولى عن طريق التوعية الجماهيرية، وهذه يلعب فيها حزب التجمع دورا كبيرا، والثانية هي مواجهته عن طريق السلاح، وهو دور القوات المسلحة والشرطة. وأوضح السعيد أنه لا يوجد أحد لديه إمكانية أخرى لمواجهة الإرهاب، إما بالفكر أو السلاح أو الإثنين معا، والسلاح هو مهمة الدولة فقط، لافتا إلى أنه إذا واجه الجميع الإرهاب بالسلاح فستتحول الدولة إلى غابة، يحمل فيها الجميع السلاح لمحاربة الإرهاب، وإنما هو دور القوات المسلحة والشرطة، لافتا إلى أن حزب التجمع يقوم بالمواجهة الفكرية منذ أربعين عامًا. أكد المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، أن الأحزاب تساعد الدولة في الحرب على الإرهاب من خلال الرأى والنصيحة والندوات، مشيرًا إلى أن الإرهاب يحتاج إلى المواجهة الأمنية، وهى ليست دور الأحزاب. وأضاف الخولى أن الحكومة لا تناقش الأحزاب في مقترحاتها في الحرب على الإرهاب، لافتا إلى أن الأحزاب تعرض حلولا على الحكومة وقد تكون حلولا صحيحة وواقعية، لكن الحكومة لا تناقشها مع الأحزاب. وتابع: مواجهة الإرهاب تحتاج إلى عدة وسائل، والأمنية جزء منها، والوسائل الأخرى مثل التعليم والخطب الدينية، فهى مهمة الأزهر والأوقاف، لافتا إلى أن الأحزاب لا تكتفى بالإدانات والشجب فقط، لكنها تقدم رؤى وبرامج للحكومة، والحكومة لا تناقشنا، وأشار إلى أن الأحزاب تعطى النصيحة للحكومة، لكنها لا تمتلك التنفيذ، والحكومة هي صاحبة القرار والتنفيذ. ومن جانبه، أوضح الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، أن الأحزاب تقف بجانب الدولة في الحرب على الإرهاب من خلال الندوات والمؤتمرات والندوات والتوعية وحث المواطنين. وأكد صميدة، في تصريحات ل"فيتو"، أن الآليات الأمنية لمواجهة الإرهاب ليست متوفرة لدى الأحزاب، خاصة أن المواجهة لها آلية أساسية تمتلكها الجهات المعنية بالجيش والشرطة، ووزارات الثقافة والأزهر والأوقاف، والأحزاب تقف بجانبهم عن طريق التوعية، والنصائح وتنقية المناهج في التعليم وتنقية الكتب والفكر المتطرف، ومن خلال مشروعات القوانين التي تتقدم بها الأحزاب إلى البرلمان للقضاء على الإرهاب، لافتًا إلى أن التنفيذ في النهاية بيد الدولة. ومن جانبه قال المهندس محمد الجارحى، أمين اللجان المتخصصة بحزب "مستقبل وطن"، إن المواجهة الأمنية ليست دور الأحزاب في الحرب على الإرهاب، لافتا إلى أن "مستقبل وطن" قام بأدواره من خلال الندوات والمعسكرات الشبابية التي تحث على مواجهة الإرهاب. وأوضح أن الحزب قام بتنظيم منتديات واستضاف شخصيات كبرى مثل الدكتور على جمعة، مفتى الديار السابق، لشرح الفكر المستنير ومواجهة الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن الأحزاب تقوم بالدور المنوط بها قائلا: "الأحزاب مش هتمسك سلاح وتحارب الإرهاب". وتابع أن الحزب تقدم بمشروع قانون لمواجهة الفكر المتطرف عن طريق هيئته البرلمانية إلى البرلمان، لافتا إلى أن الأدوار الأخرى هي أدوار الدولة وليست الأحزاب.