" ارسم ابتسامة حلوة تبدأ بيها يومك، اتجنن اعمل أي خير لغيرك مين هيلومك، اضحك وامسح اللى باقى لسه من همومك، خلى السعادة عادة حتى ولو بزيادة، اعمل خير من غير ماتسألنى اية الاستفادة، بحلم بالفرح بحلم بابتسامة بحلم أن الضحكة تبقى في وشنا علامة، مجنون عادى جدًا ممكن بيها توصفوها مبسوط ع السعادة جايز جدا تسحدوني".. كلمات تغنت بها الفنانة عايدة الأيوبي وفريق كايروكي لدعوة إلى نشر السعادة. علمنا النبي صلي الله عليه وسلم أن "أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا"، في العيد، أمام كورنيش ماسبيرو بالقرب من منطقة عبد المنعم رياض يقف "محمد" شاب صغير فقير تخصص في صناعة البهجة من خلال البالونات التي يبيعها للأطفال. محمد شاب لم يبلغ العشرين بعد، اضطرته ظروف الحياة إلى إعالة أمه واخواته الصغار، لم ينل أي قسط من التعليم بسبب ظروف أسرته الصعبة، لكن يبقى الأمل في أن يحصل إخواته على تعليم مناسب، فيقول "عندي 18 سنة، متعلمتش مكنش في فلوس كفاية، كنت لازم اشتغل، عندي أختين وأخ أصغر مني". نزح محمد إلى القاهرة منذ قيام الثورة، ويسكن بإحدي الشقق في منطقة بولاق، فيحكى قائلا: "عايش في شقة إيجار مع بعض البياعين في بولاق بالقرب من الكورنيش"، ويعيش محمد حاليا كابوس الطرد من الشقة بسبب وقوعها في حيز أراضي الدولة". غالبًا يشعر محمد بالرضا، وينشر السعادة في من حوله، يعمل حاليا في بيع البالونات للأطفال لإدخال الفرحة على قلوبهم "ببيع البالين للأطفال في العيد، البلونة بإتنين جنيه عشان أبسط الأطفال، الأهالي ماعادتش زي الأول يقدورا يشتروا الألعاب"، غالبا ما يكون زبائن محمد من الأطفال سعداء وينطبق عليهم قول الشاعر "لاح على وجوه الناس بشر.. يدل على انشراح في الصدور". فالسعادة هي روح العطاء والعدل والمساواة، وكما قال مصطفى لطفي: (حسبك من السعادة، ضمير نقي، ونفس هادئة، وقلب شريف)، وتأتي السعادة من حمد الله على ما نملك، ويمتلك محمد روح معطاة وقلب نقي، ويشعر بالسعادة لبذله كل جهده في خدمة إخواته وأهله، فهو لا يدخر شيئا لنفسه. لم يستطع محمد قضاء العيد بقريته في الفيوم مع أمه وإخواته بسبب لقمة العيش التي اضطرته إلى أن يعمل أمس واليوم، وقد تقلصت ساعات نومه في العيد إلى ساعات قليلة ليبيع أكبر عدد من البالونات، قد بدأت مهمة محمد من ليلة العيد وستستمر إلى نهاية الأسبوع "أكيد زعلان اني مش هاشوف أهلي في العيد بس دهه شغلي، لازم اشتغل عشان اصرف على أهلي".