ليسوا كباقى الأطفال يحملون البالونات للاحتفال بالعيد، بل هى بالنسبة لهم وسيلة لتحصيل المال. كريم وأحمد وماهر، ثلاثة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات، جاءوا من أقصى صعيد مصر، تحديداً من محافظة سوهاج، إلى أقصى شمالها فى الإسكندرية، لبيع البالونات للأطفال فى ساحة جامع القائد إبراهيم عقب صلاة عيد الفطر لرسم البهجة على وجوه الأطفال وتجميع أكبر قدر من الأموال يسمح لهم بشراء كسوة الصيف الخاصة بإخوتهم الصغار. بشىء من الحزن، تحدث كريم قائلاً: «نفسى آخد عيدية زى بقية العيال اللى فى سنى، عشان أنزل ألعب فى الشارع مع صحابى، وألعب بالبلالين بدل ما ابيعها، وأجيب آيس كريم بالعيدية». وأضاف كريم: «نزلت من سوهاج مع أهلى عشان نشتغل فى إسكندرية على موسم العيد، عشان نقدر نشترى لنفسنا كسوة فى الصيف، وأحوّش قرشين أصرف بيهم على نفسى». ولا يختلف الطفلان أحمد وماهر عن صديقهما كريم فى رحله البحث عن الرزق، حيث كانت أقصى أمانيهما أن يقفا مع أسرهم على كورنيش البحر، منتظرين بائع البالونات، حتى يشتروها، ويشعروا ببهجة العيد، مثل الأطفال فى نفس أعمارهم، فيقول ماهر: «أنا بلعب بالبلالين دى شوية وببيعها شوية».