قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة: إن المصريين القدماء كانوا يقدسون الحياة الزوجية، ويعتقدون بقوة وتبجيل بخصوصية العلاقة بين الشريكين، ويحفظون للزوجة حقوقًا وواجبات محددة ومعروفة، ضمانًا لاستمرار الحياة حتى إلى ما بعد الممات، حيث كان الزوج والزوجة يدفنان إلى جوار بعضهما في نفس المقبرة. وأكد الكريتي، ل"فيتو" أن سن الزواج كان يبدأ عند الفراعنة من 15 عامًا للشاب و12 عامًا للفتاة، وتتم الطقوس بأن يؤدي الشاب القسم بالفرعون على مكيال محدد من الفضة والغلال اللتين يقدمهما كمهر لعروسه، متعهدا بالإيفاء بكل الالتزامات الواجبة عليه نحو زوجته. وذكر:"وقد عثرنا على وثيقة زواج فرعونية(قسيمة زواج) يقول فيها العريس "بما أن مشيئة الإله اقتضت أن يرتبط أحدنا بالآخر برباط الزواج المقدس، وفقًا لتقاليد الرجل الحر والمرأة الفضلي، وقد وافق كل منا بمحض إرادته وكامل تصرفه وحرية اختياره كي تجيء هذه السيدة إلى بيتي كامرأة حرة على أن أقدرها كأنها قطعة مني، فلا أقلل من شأنها ولا أهملها ولا أهجرها إلا إذا اضطرني سبب شرعي مهم، فإذا حدث ذلك فسوف أقوم بإعطائها حقها الشرعي الذي أمر به الإله". وأضاف الكريتي: "كانت طقوس الزواج تتم في المعبد ويقوم الكاهن بتوثيق عقد الزواج بين طرفي العقد العريس ووالد العروس بحضور الشهود الذين يبدأ عددهم من 3 وحتى 16 شاهدا". وتابع:"في القرن السابع قبل الميلاد، سمح للمرأة بحضور عقد قرانها، وكانت قاعة الزفاف تزين بزهور الياسمين، لأنه كان في اعتقادهم هو زهر الجنة، وأن رائحته أيضًا هي رائحة الجنة، وكان يطلق على المكان الذي يجلس فيه العروسان اسم "الكوش" بينما كانت تسبق الزواج فترة للتعارف تشبه الخطوبة الآن، وغالبًا ما كانت تمتد هذه الفترة لسنة كاملة". وتابع:"وكانت دبلة الخطوبة المصنوعة من الذهب تعرف باسم "حلقة البعث" وكانوا يرتدونها في اليد اليمني، وتنقل بعد الزواج في اليد اليسري كرمز لدوام العشرة والإخلاص، والشائع أن الزوج كان يقدم مصروفا للبيت مع مطلع كل شهر، بالإضافة إلى مصروف خاص بزينة زوجته مع بداية كل عام، وتكتب في بداية طقوس ومراسيم الزواج قائمة بكل المنقولات التي تم تجهيز العروس بها قبل انتقالها إلى منزل الزوجية، تشمل كل ما أحضرته من حلي وخلاخيل وأدوات زينة وقلائد وملابس وغيرها من المنقولات. وأوضح الكريتي، أن المصري القديم عرف تعدد الزوجات، لكن خاصة بين الملوك، حيث كان الفرعون يتزوج من أخته، وهذا لسبب يتعلق بنقاء الدم والحفاظ على العرش الملكي حتى لا يخرج خارج الأسرة الملكية، ولكنه لم يكثر بين الطبقة الوسطي والدنيا، كذلك انتشرت ظاهرة تعدد الزوجات بين الملوك بدرجة أكبر من العامة، حيث كان الملك يتزوج زوجة ملكية رئيسية وأخريات ثانويات، وكان أيضًا النبلاء يفعلون ذلك فنجد أحد النبلاء ويدعي "أمين" من الدولة الوسطى قد تزوج من زوجتين هما "حنوت" و"نبت" فسمت الأولى إحدي بناتها باسم نبت وسمت الثانية بنتها باسم حنوت وهو ما يدل على مدي تقارب الزوجات المختلفات وقبولهن لفكرة التعدد. وتابع الكريتي: "أما بالنسبة للطلاق في حال استحالة استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين في مصر القديمة فكان هو الحل وكان معروفا ومشروعا، حيث كانت العصمة في يد الرجل، وكانت صيغة الطلاق تقول" لقد هجرتك كزوج لي، وإنني أفارقك وليس لي مطلب على الإطلاق، كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذي زوجا آخر متي شئت" لكن الطلاق لم يكن شائعا بدرجة كبيرة، وذلك بسبب تقليد التمسك بدفن الزوجات إلى جانب أزواجهن في نفس المقبرة، حيث كان المصريون القدماء يؤمنون بمقولة "الزوجان شريكان في الحياة ولا يفرقهما شيء حتى الموت، بل يظلان عاشقين في الآخرة".