صرح الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أنه قرر إتاحة العدد 29 من مجلة ذاكرة مصر على الإنترنت مجانا للشباب، لكي يقرأ ويعرف تاريخ مصر منذ عصور ما قبل التاريخ حتى الآن. وذكر الدكتور الفقي أن الأعداد المطبوعة من المجلة ستباع بسعر رمزي، تشجيعا من مكتبة الإسكندرية للشباب والأجيال الجديدة، وأضاف أن دور مكتبة الإسكندرية في المرحلة القادمة سيرتكز على إتاحة المعرفة للجميع في كل أنحاء الوطن. وأضاف أنه طلب زيادة عدد الدراسات التاريخية المترجمة عن لغات أخرى، والمنشورة عن مصر لكي يطلع المصريون على ما يكتبه الآخر عنا، وأكد الفقي أن مشروع ذاكرة مصر الذي يضم موقعا رقميا على شبكة الإنترنت وسلسلة من الكتب العلمية ومجلة ذاكرة مصر التي تصدر كل ثلاثة أشهر هدفه الحفاظ على الذاكرة الوطنية ومواجهة عوامل التآكل. يضم العدد مقالا للباحث أسامة الكسباني عن المنشآت المسرحية التاريخية، وهو يري فيه أن الحركة المسرحية والتوسع في انتشار هذا النوع من الفنون والطرز المعمارية المصاحبة له، لم يكن ليظهر لولا وجود المناخ الملائم والعوامل المساعدة، التي جعلت هذا الفن ينتشر بسهولة وسلاسة، الذي بدأ مع نابليون بونابرت بمسرح تيفولي الذي عرف بمسرح الجمهورية والفنون وذكره الجبرتي في أحداث 28 ديسمبر 1800م، وأما محمد على فقد شاركه ابنه سعيد باشا حماسه في نشر هذا الفن في مصر وساعد على ذلك تجمع الجاليات الأجنبية في القاهرةوالإسكندرية، ويذكر أسامة الكسباني أن أول مسرح للمحترفين شيد في الإسكندرية كان مسرح زيزينيا ومسرح روسيني وغيرها، وكانت تلك المسارح ملك الأجانب فكانوا مسئولين عن إدارتها، كما شاركت أسرة محمد على الأجانب اهتمامها حتى شيد عباس الأول مسرحا ملحقا بقصره في بنها. أما الأثري طارق الحسيني فقد ألقي الضوء على تمثال ديليسبس الحائر بين قاعدته في بورسعيد ومنفاه، حيث أرخ في المقال لفكرة ظهور تماثيل العظماء في مصر والتي ترجع لعهد الخديو إسماعيل، وذكر أن فكرة إقامة نصب تذكاري في مدخل قناة السويس بدأت بعرض من المستشرق فوستن جلافاني، وكان على شكل معبد ذي قمة هرمية، يعلوها تمثال لسيدة ترمز للسلام، وجاء من بعده النحات الفرنسي أوجوست بارتولدي وتقدم بعمل فني آخر لنفس الموقع يحمل اسم "مصر تنير الشرق" واستوحي فيه تمثالا لسيدة من آلهة الرومان تدعي يبرتاس، ولكن ألبسها سمات مصرية، فبدا التمثال لفلاحة مصرية تحمل بإحدى يديها مشعلا، وينبعث الضوء من خلال عقال أعلي رأسها، وقد عرضه أوجوست على الخديو إسماعيل ليتم وضعه في مدخل القناة التي كانت قد افتتحت في نوفمبر 1869م، لكن الخديو إسماعيل اعتذر عن دم قبول الاقتراح، نظرا للتكلفة الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر قناة السويس، ثم حفل افتتاحها. وقدم الدكتور جلال الرفاعي اللوحات المصرية الملكية في العصر الروماني، حيث نشر مجموعة من اللوحات تشير إلى استخدامها للدعاية الدينية والسياسية، وقدم في هذا العدد المخرج فطين عبد الوهاب مع ببليوجرافيا لأفلامه، فيما عرض الباحث في التراث ياسر قطامش بصورة شيقة حكاية عباس أفندي شيخ البلد وعائلة الأمير محمد قطامش وقدم ياسر قطامش تسلسل العائلة ووثائقها وصور نادرة لها. كما ضم العدد ملفا خاصا عن مدينة أسيوط بدأ بما ذكره على باشا مبارك في الخطط التوفيقية، ثم أعد الدكتور مجدي علوان دراسة عن تاريخ قناطر أسيوط وتاريخها، وعرض أحمد عبد العاطي الأثري لمتحف سيد خشبة في أسيوط، وكيف تلقى الرأي العام المصري افتتاح هذا المتحف ومقتنيات سيد خشبة، وكان المتحف انتقل إلى مبني مكتبة تاجرت بمدرسة السلام في أسيوط، فيما قدم الدكتور أحمد سليمان مقالا عن معهد فؤاد الأول الديني بأسيوط والذي وضع حجر أساسه في 21 ديسمبر 1930م وافتتحه الملك فاروق.