* الأزهر "راعي الوسطية".. ومناهجه من القرآن والسنة ليس صحيحا أن مناهج الأزهر تروج للتكفير أو لإراقة الدماء، ففى رحابه تخرج العلماء النوابغ الأفذاذ، الذين سطروا أسماءهم بأحرف من ألماس، وملأوا الدنيا علما، كما درس ولا يزال يدرس في جامعته العريقة آلاف المبتعثين من الخارج، الذين يعودون إلى بلادهم مشاعل علم ونور، يتبوأون من المناصب أرفعها، رءوس الإرهاب في مصر وخارجها لم يمروا على الأزهر، ولم يتعلموا على أيدى أساتذته، ولم ينهلوا من علومه، وبحسب وكيله الدكتور "عباس شومان"، فإن "تحميل مناهج الأزهر فاتورة التطرف والغلو وما ينشأ عنهما من عنف وإرهاب ظلمُّ بيِّن ومحض افتراء"، لأن أهل الإنصاف والدراية يعلمون أن طبيعة مناهج الأزهر التعددية في جميع مراحل التعليم تنير العقول وتقرُّ الحوار وتقبل الاختلاف، كما أنها يستحيل أن تصنع عقلًا متحجرًا، غير قابل للآخر المُختلف فكرًا وثقافة وعقيدة، منتهجًا العنف سلوكًا، مُهلكًا لنفسه وغيره، إن من يتكسبون من إهانة الأزهر الشريف وقياداته، يتشبثون بسطور شاردة في كتب التراث كانت لها ظروفها التي يفهمها أهل الاختصاص ولا يستوعبها أهل الاسترزاق، ولكنهم يتجاهلون متعمدين وبسوء نية كتب السيرة والعقيدة وتفسير القرآن والأحاديث التي تحض على الوئام والسلام وإكرام أهل الكتاب، ولا شك في الأزهر الشريف، سوف يظل باقيا مُنافحا عن سلام الإنسانية، ومُجددا في منهاجه، ومُنفرا من جميع صور الكراهية، ورمزا للخير والحب، ومنارة شامخة للعلم. عن مناهج الأزهر، وسر الهجوم عليها، وما لها وما عليها، وحقيقة دمجها بمناهج التعليم العام.. دارات محاور هذه الحوارات. وفى هذا الصدد رفض النائب محمد إسماعيل جاد الله عضو اللجنة الدينية في البرلمان توجيه أي اتهام للأزهر الشريف بالمسئولية عن نشر العنف والتطرف، مشيرا إلى أن مناهج الأزهر مستقاة من القرآن والسنة وتتوافق مع المنهج الوسطي للإسلام، موضحا أنه يرفض أي حديث عن إلغاء مادة التربية الدينية في المدارس أو حذف الآيات القرآنية من مناهج اللغة العربية.. وإلى نص الحوار في البداية.. هناك من يحملون الأزهر الشريف مسئولية نشر العنف والتطرف.. ما ردك على هذا الكلام؟ هذا الكلام ليس له أساس من الصحة على الإطلاق. كيف ذلك؟ _ الأزهر منذ تاريخه وهو راعي الوسطية، ولم يحدث أبدا أن كان سببا في أي عمل إرهابي. لكن بعض من يرتكبون الجرائم قد يكونون أزهريين؟ _ لم يحدث على الإطلاق أن صدرت أي أعمال إرهابية عن أزهريين، وكل من يقومون بهذه العمليات لا علاقة لهم بالأزهر مطلقا، ولم يسبق لهم أن درسوا في الأزهر الشريف. ولماذا إذن يوجه الاتهام دائما للأزهر؟ _ هناك خطط ممنهجة للنيل من الأزهر، بالرغم من أنه مثال الوسطية والاعتدال، ويحافظ على السنة العامة للمصريين، والأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر، يمر بها العالم كله، ولو نظرنا إلى التاريخ الإسلامي نرى أن على بن أبي طالب قتل، وعثمان بن عفان قتل. وما تفسيرك لذلك؟ _ دلالة ذلك أن بذور التطرف ليست دليلا على ضعف المؤسسة الموجودة، وهو ما يتضح في مقتل خلفاء رسول الله، بالرغم من أنهما أقاما العدل، ولكن بذور التطرف تكون دليلا على وسطية المؤسسة، لأن الخارج عن المؤسسة يثبت القاعدة لا يضعفها. وكيف ترى من يطالبون بتغيير مناهج الأزهر؟ _ هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا. ولماذا؟ _ أنا رجل أزهري تعلمت في الأزهر الشريف، وكل مواده بداية من الابتدائي وصولا إلى الجامعة والدراسات العليا، تدعو للوسطية والاعتدال والتعايش مع الآخر ولا يوجد فيه ما يدعو للعنف مطلقا. معنى ذلك أنه لا يوجد أي نية للتعديل؟ ماذا نعدل وكل مناهج الأزهر لا يوجد فيه ما يحض على عنف أو تطرف، وكل المواد مستقاة من القرآن والسنة النبوية، وكلاهما بشهادة غير المسلمين يدعوان إلى السلم وإقامة العدل. وبم ترد على من ينادون بتغيير مناهج الأزهر؟ _ الأزهر الشريف قائد راية التعليم الشرعي في مصر، وهو ما نص عليه دستور 2014، وكل طوائف الشعب المصري وافقت عليه، وهو الذي نص في مادته السابعة: "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم. وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه. وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء". ومن خلال هذه المادة يتبين أن الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية في كل شيء، ومن غير المقبول أن تتم المزايدة عليه، وعلى دوره في التنوير. وهل ترى أن دعوات تغيير المناهج في الأزهر الشريف بدون وجه حق؟ _ بالفعل.. لأن هناك حملة شعواء للقضاء على الأزهر الشريف وثوابته. إذن كيف يمكن مواجهة هذه الحملة؟ _ بضبط النفس والتمسك بثوابت الأزهر الشريف، دون النظر للمهاجمين. وكيف ترى ما قاله الدكتور سالم عبد الجليل وهو رجل أزهري؟ _ كما ذكرت أن الأزهر منهج الوسطية، وكل رأي يسأل فيه صاحبه، ومن يصدر عنه أي فتوى غير منضبطة، فإن اللجنة الدينية في البرلمان انتهت من مشروع قانون لضبط الفتوى ومن يحق لهم الإفتاء، وكذلك وضعت عقوبة فيمن يتجاوز في إصدار الفتاوى بلا سند. وما الموقف من مثل هذه الفتاوى؟ _ من تصدر منهم هذه الفتاوى يجب الرجوع فيها إلى الأزهر الشريف. هناك بعض الدعوات لإلغاء مادة التربية الدينية من مواد التعليم الأساسي سواء في الأزهر أو غيره؟ _ في بداية دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب، تم عمل اجتماعات موسعة بين نواب البرلمان والجهات المختلفة بين الأزهر والكنيسة وكذلك ممثلين عن الإعلام والثقافة، وتم الاستقرار على 25 توصية لتجديد الخطاب الديني، وكان من بينها ما تم التطرق فيه إلى التعليم، وكان الاستقرار على أن تكون مادة التربية الدينية والتربية القومية من المواد الأساسية في التدريس، وتضاف إلى المجموع لكي تلقى اهتماما من الطلبة على أن يقوم بتدريسها متخصصون. معني ذلك أنك ترفض إلغاءها؟ _ لست وحدي من يرفض إلغاء مادة التربية الدينية، إذن فكيف نربي أبناءنا، ومعالجة الأمر بضده "تطرف". وماذا عن المطالب بحذف النصوص القرآنية في مواد اللغة العربية التي يدرسها المسلم وغير المسلم؟ _ هذا الأمر مرفوض وكلام فاضي ودعوى للانحلال، لأن مصر لها مرجعيتها وشريعتها الإسلامية التي نص عليها الدستور، ولا يجوز المساس بها. ولماذا ترفض ذلك؟ _ لأني ما زلت على يقين بأن الأزهر الشريف ومواده وعلومه ليسوا سببا على الإطلاق في أي تطرف أو عنف أو سببا في الأعمال الإرهابية. وكيف نقضي إذن على التطرف والإرهاب؟ _ لابد من تعظيم دور الأزهر الشريف والاستفادة من علومه وعلمائه ممن لهم وجود ليس في داخل مصر فقط، وإنما في خارجها، وعلماؤه رموز يحتذي بهم في العالم أجمع. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل"فيتو"