أعرب الشريف ضياء القللي العنقاوي، أقدم مؤرخ تاريخي على مستوى الصعيد، عن حزنه لما أسماه "فوضى الأنساب"، التي حدثت في مصر خلال السنوات الماضية، واستغلال بعض الشخصيات العامة لإقحام اسم الإشراف في قضايا سياسية بغرض تحقيق مكاسب وأهداف خاصة بهم مؤكدًا على أنه يمتلك أكثر من 153 مخطوطة قديمة تؤرخ لبعض أنساب القبائل والعائلات بقنا. وشدد على أنه حاول جمع شتات القنائيين من خلال جمعية الإمام على الخيرية، والتي استطاعت أن تجمع مبالغ مالية لبناء أكبر مسجد بمدينة قنا الجديدة، والذي كانت تكلفته قبيل تعويم الجنيه 7 ملايين ونصف، إلا أن العوامل الاقتصادية حالت دون استكمال البناء. وأشار إلى أنه حاول جمع شتات القبائل والعائلات من خلال المنتدى العربي للتنمية، إلا أن الاختلافات الكثيرة وقفت المشروع وفضل عدم الاستكمال، كما تم إنشاء الرابطة العالمية لآل البيت للدفاع عن الهجمات والإساءات التي تعرض لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وأكد "القللي" على أنه هاجم الكثير من الشخصيات والقيادات التي تتولى مناصب كبيرة بالدولة، بسبب عدم وجود ذكر لأنسابهم يؤكد امتدادهم إلى الإشراف بالوثائق والمدونات والمخطوطات التي حصل عليها من خلال رحلته التي قاربت على ال40 عامًا. وقال: سوف أهدي ما أمتلك من كتب ومخطوطات إلى شباب الباحثين والدارسين في الآثار، ومنذ سنوات حاولت إهداء هذه المخطوطات إلى كلية الآثار التي تخرجت منها، لكنني تخوفت من سرقتها وإهدارها بشكل غير علمي فرفضت ذلك الأمر، كما أننى الآن بصدد عمل ذلك من خلال مكتبة سوف أقدم فيها كل ما أمتلك خاصة أن جميع ما تحويه هذه المكتبة تراث وكنز علمي وثقافي وتراثي لن يعرف قيمته إلا قليلون، وحاول الكثير من بعض البلدان المختلفة شراء تلك الأشياء لكنني رفضت ذلك وفضلت أن يكون هذا التراث ملكًا لبلدي. وأكد "القللي" أنه بدأ الكتابة في تاريخ محافظة قنا بداية من العصر الحجري إلى العصر الحديث وتاريخ القبائل والعائلات، والجنسيات التي كانت تعيش في قنا، حيث كانت تضم إسبانا وهنودا وأرمن ويهودا وكانوا يقطنون بأحد الشوارع بدرب العرب بحارة النصارى، حيث زاد عدد اليهود في عام 1847، وكانت من أشهر عائلاتهم باخوم، والتي كانت تزاول مهنة العطارة، وعائلة مشرحبوش، وعمل العديد منهم ككتبة، وذكرت بعض المصادر أن عدد اليهود بقنا 17 يهوديًّا من أشهرهم كوهين، الذي يعد أول من فتح صيدلية الدواء الأفرنجي وابتناغو صهيوني أفندي وعذرا كوهين صاحب محل مني فاتورة لتجارة الأصواف والحرير الفاخر، مشيرا إلى أنه كان توجد في قنا 6 قنصليات منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وإيران. معربًا عن قلقه بسبب عدم إنشاء المتحف الذي تم الإعلان عنه أكثر من مرة، إلا أن الأمر لا يزال حبيس أدراج المسئولين، ولا يوجد محافظ استطاع تنفيذ وعده، رغم أنه توجد قطعة أرض مخصصة لهذا المتحف.