• المؤرخ العنقاوي: المخطوطات تفردت بالاحداث الداخلية للمعركة التي قتل فيها أكثر من 500 مجند فرنسي في المقابل استشهد 33 مجاهد من أبناء الصعيد • نقيب أشراف مصر: المعركة جسدت الارادة المصرية في تحد الصعاب تحتفل محافظة قنا بعيدها القومي، غدا الجمعة؛ تخليدا لذكرى معركة "البارود" التي هزم فيها أبناء الصعيد بأسلحتهم التقليدية من سيوف ورماح ونبال، الأسطول الفرنسي بمدافعه بقيادة جنراله "ديزيه" عام 1977 في قرية البارود، في معركة وصفها المؤرخون بأنها أكبر خسارة للاحتلال الفرنسي. وحصلت "الشروق" على مخطوطات أهلية جديدة كشف عنها الباحث والمؤرخ الإسلامي، الشريف ضياء قللي العنقاوى، وفيها التفاصيل الداخلية لهذه المعركة وهي عبارة عن رسالة من المفتي الشيخ مسعود حسن أبو بكر، وبعض الأوراق والمدونات للقاضي عبد الرحمن بن قاضي الصعيد الشيخ علي عبيد، بالإضافة إلى مدونات كاملة عنه نسخها الشيخ محمد بن إبراهيم وعليها توقيعات وأختام أحفاد المجاهدين سنة 1902 أي بعد مائة عام من الحملة. وكان المؤرخ المصري، أحمد حافظ في كتابه عن الحملة الفرنسية قد وصف معركة "البارود" أنها أكبر خسارة مني بها الجيش الفرنسي في مصر. وقال عنها نابليون بونابرت في مذكراته بعدما سمع بالمعركة وغرق أسطوله ومركبه الخاصة "إيطاليا": "اليوم قد أفل نجم إيطاليا التي كانت وقتها تحت الحكم الفرنسي". وقال الشريف ضياء قللي العنقاوى، ل "الشروق" إنه بحسب هذه المخطوطات والمصادر فإن عدد المجاهدين من أبناء الصعيد في هذه المعركة كانوا حوالي 3 آلاف بأسلحة تقليدية عبارة عن سهام وسيوف ونبال واجهوا الأسطول الفرنسي المؤجج بالمدافع والبارود واستطاعت المقاومة النصر، وقتل أكثر من 540 مجند فرنسي وتم الاستيلاء على الأسطول، وكل من استشهد في تلك المعركة كان 33 مجاهد وأصيب 44 آخرين بحسب تلك المخطوطات التي ذكرت أسمائهم وصفاتهم. وأكد العنقاوي، أن المخطوطات الأهلية التي عثر عليها تفردت بأنها دونت الأحداث الداخلية لما حدث من معارك، وكيف استعد المجاهدون من أبناء الصعيد وأسلحتهم التي استخدموها، حيث اجتمع مشايخ منطقتي قناوسوهاج في مقر نقابة الأشراف بالقاهرة، في وجود نقيب الأشراف السيد عمر مكرم، وعبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وذلك بناء على فكرة الشيخ العلامة محمد الجيلاني- القائد المغربي وصاحب فكرة الجهاد في الصعيد – بأهمية اقتناص فرصة شحوط الأسطول الفرنسي غرب مدين قفط. وأضاف العنقاوي، أنه بعد ذلك حضروا جميعا من القاهرة مستقلين المركب "دهبية" الخاصة بنقيب الأشراف السيد عمر مكرم، وعقدوا ثلاثة اجتماعات: الأول منها كان بجرجا بسوهاج عند السيد على نور الدين كبير مشايخ جرجا، ثم سافروا إلى قنا، وعقد الاجتماع الثاني بميدان سيدي عبد الرحيم القنائي في ضيافة السيد حسن عبد الله العنقاوي شيخ مشايخ قنا، ثم الاجتماع الأخير بقرية حجازة بقوص في ضيافة قاضي الصعيد الشيخ علي عبيد، وحضر هذه الاجتماعات أهل العلم وكبار العائلات والقبائل وأعدوا العدة للمعركة. وتابع العنقاوي: حين دخل الفرنسيون مصر، أخطر الإنجليز مراد بك حاكم مصر حينذاك، أن الأساطيل الفرنسية قادمة لاحتلال مصر، فرد عليهم بمقولته الشهيرة "إذا ما حضروا سندهسهم بخيولنا" وحضر الأسطول الفرنسي واستولى على مناطق الوجه البحري والقاهرة، وهرب مراد بك إلى الصعيد للمقاومة - وبحسب المدونات والمخطوطات الأهلية - بعد اجتماع مشايخ قنا وحتى سوهاج تم تشوين السلاح من السيوف والرماح والسهام والنيبال في منطقة قريبة من قرية "الجبلاو" سميت بعد ذلك باسم الشونة، ويذكر المؤرخ التاريخي علي مبارك، أنه تم رفع مكان تشوين السلاح إلى قرية حجازة بقوص بعد ذلك استعدادا للهجوم على الفرنسيين. ومن جانبه، قال السيد الشريف، نقيب السادة الأشراف بمصر ووكيل مجلس النواب ل "الشروق" إن معركة البارود كانت من أهم المعارك التي تكاتف فيها أبناء القبائل للصمود أمام المحتل، لافتا إلى الدور الكبير للشريف عنبر وأخيه السيد محمد الأحمر الاخميمي والحاج المشنب الأخميمي في هذه المعركة، بحسب المخطوطات، حيث جاءوا إلى قنا ومعهم الفرسان الذين شاركوا في المعركة إضافة إلى مركب محملة بالمؤن، وقد دفن في هذه المعركة الحاج المشنب ودفن مع العلامة الشيخ محمد الجيلاني صاحب فكرة المعركة، ووافق السيد عنبر وأخيه السيد محمد الأحمر الأخميمي على ما عرضه عليهم قاضي الصعيد علي عبيد في أن يدفن في قفط؛ نظرا لبعد المسافة بين قفط وأخميم، كما وافقوا على العزاء في قرية حجازة لمدة 3 أيام، ثم حضروا إلى عزاء الشيخ حسن العنقاوي كبير مشايخ قنا. وتابع نقيب أشراف مصر: هذه المعركة جسدت الإرادة المصرية الحقيقية في تحدي الصعاب، وكيف انتصر المصريون بأسلحتهم البدائية على الأسطول الفرنسي الذي يمتلك أقوى العتاد والأسلحة المتطورة وقتها؛ ليتحول هذا اليوم إلى عيدا قوميا لمحافظة قنا.