أسرار خاصة عن علاقات مؤسس الحزب بمرشد الإخوان.. ولماذا طلب دعم الجماعة لاسترداد الشعبية المفقودة؟ قصة مقال صحفى تسبب في تجميد أنشطة الحزب.. ومحاولات نائب شهير السيطرة على المجلس القيادى بمعاونة شقيقه في مسيرة حزب «مصر الفتاة» ثلاث محطات تاريخية فاصلة، كل منها لعبت دورا محوريا في تاريخ الحزب.. المحطة الأولى كانت في شهر أكتوبر من العام 1933 حينما دشن أحمد حسين القيادى التاريخى للحزب جمعية باسم "مصر الفتاة" متأثرا بالحركات القومية التي كانت موجودة في تلك الفترة، أما المحطة الثانية فكانت في ديسمبر عام 1936 عندما فطن حسين إلى محاولات حل الجمعية فقرر تحويلها إلى حزب سياسي يحمل الاسم ذاته، بينما تمثلت المرحلة الثالثة في الانشقاقات التي ضربت "مصر الفتاة" في بداية فترة التسعينيات من القرن الماضي. رحلة "مصر الفتاة" في عالم السياسة مليئة بالأحداث الدرامية، والمفاجآت المثيرة التي تكشف كواليس عالم السياسة من العهد الملكى مرورا بثورة يوليو، وما تلاها من أحداث شكلت مستقبل مصر فيما بعد وصولا إلى عهدى الرئيس السادات والرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. قبل أن تقرأ إقامة حياة ديمقراطية سليمة كان واحدًا من أهداف ثورة يوليو عام 1952م عندما قرر مجلس قيادة الثورة اغتيال النموذج التعددى في ذلك الوقت.. مضت السنوات تهضمها سنوات دون أن تقام حياة ديمقراطية سليمة وتحت وطأة الحرب لم يستطع أحد أن يذكر الثوار بما قطعوه على أنفسهم حتى جاء السادات إلى سدة الحكم. بعد انتصار أكتوبر المجيد كان الرئيس السادات قد فكر وتدبر وقرر أن يعيد التعددية إلى الحياة السياسية بتحويل المنابر الثلاثة إلى كيانات حزبية.. حزب مصر.. حزب التجمع.. حزب الأحرار.. هكذا عادت الحياة الحزبية قبل أن تطوى السبعينيات صفحاتها بثلاث سنوات وهكذا ولدت التجربة التعددية الثانية من رحم النظام.. ولدت مبتورة تشوهها عيوب خلقية بدت واضحة عندما قرر صاحب التجربة التعددية الثانية إقالة رئيس تحرير الأحرار مرددًا: "أنتم صدقتم ولا إيه؟"!! عبد الناصر اغتال التجربة الأعمق في تاريخ البلاد.. السادات قرر تصفية حزب مصر بتكوين الحزب الوطنى الديمقراطى.. مبارك وضع أصول اللعب الأمني في الأحزاب وعندما احتاج إليها بعد أيام من 25 يناير لم يجد إلا سرابا وتيارات ظلامية استطاعت أن تسيطر على الأرض وبدا أن محاصرة الأحزاب كان لحساب الإخوان وقوى الإسلام السياسي الأخرى عن جهل من النظام أو عمد، فكانت ثورة 25 يناير إشارة بدء النموذج التعددى الثالث والذي بدا واضحًا أنه ليس بعيدًا عن فكرة التفخيخ باستخدام نفس السيناريوهات القديمة التي ابتكرها مبارك وحافظت عليها الدولة العميقة.. ظهر ذلك جليًا في عدد من الأحزاب حيث تم استدعاء نفس الأساليب المباركية. اللعب في الأحزاب حلقات ترصد بدقة ما جرى في بحر السياسة منذ أيام السادات وحتى عهد السيسي. البداية من مؤسس الحزب وزعيمه الروحى أحمد حسين الذي فرض اسمه بقوة عام 1931، عندما تبنى مع الصحفى المعروف فتحى رضوان "مشروع القرش" لحث المصريين على التبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصرى وإنشاء مصنع وطنى لصناعة الطرابيش في ظل الأزمة الاقتصادية وحالة الكساد التي اجتاحت العالم عام 1929، وعُرفت باسم "الكساد الكبير"، وجاء المشروع على خلفية معركة "الطربوش" و"القبعة"، حيث كان أنصار الطربوش يرونه تعبيرًا عن الهوية ويعتبرون القبعة رمزا للتغريب. وحظى المشروع بدعم حكومى كبير، حيث أمرت حكومة صدقى باشا بتقديم كل التسهيلات للمشروع، وتبنته لتحقيق شعبية في الشارع المصرى على حساب منافسه حزب الوفد الأكثر شعبية في ذلك الوقت والذي حارب رئيسه مصطفى باشا النحاس المشروع واتهمه بأنه ضد الوطنية المصرية. واستقبل المصريون المشروع بكثير من الترحاب، وانضم آلاف المتطوعين في كل أنحاء مصر وكبار رجال الدولة، وفى عام 1933 أنشئ المصنع في العباسية، لكن أعضاءً من حزب الوفد تظاهروا ضد المشروع ونادوا بسقوط حسين واتهموه باختلاس أموال المشروع لكنه لم يلتفت لحملات الهجوم وقرر تأسيس جمعية أهلية تحت اسم "مصر الفتاة"، التي ظهرت كجمعية وطنية وكانت تتبنى الشعارات المصرية الخالصة، فكان من مبادئها: لا تتحدث إلا بالعربية ولا تشترى إلا من مصرى ولا تلبس إلا ما صنع في مصر، ولذا كانت هذه الجمعية مقصدًا للشباب الذين انخرطوا في تشكيلاتها. و كان برنامج جمعية مصر الفتاة الذي وضعه أحمد حسين دليلا واضحا على توجهات جيل جديد، فقد زاوج بين الانتماء الدينى والانتماء الوطنى بالنهوض بجميع القطاعات الاقتصادية والزراعة والصناعة والتجارة والائتمان، وبتمصير كل القطاعات، ورفع مستوى الخدمات الاجتماعية. وارتكز التقسيم التنظيمى لمصر الفتاة على قسمين: إدارى وعسكري، عرف ب «القمصان الخضراء» وحدد التقسيم، أقسام البناء منها الأنصار، وهم الأعضاء الذين يملئون بطاقات العضوية، ويدفعون الاشتراك الشهرى وقيمته خمسة قروش، أما المجاهدون، فهم نواة الفرق العسكرية، ويندرجون في الفرق النظامية للجمعية، وعليهم أن يتحملوا إنجاز المهام التي يكلفون بها ويخضعون لنظام شبه عسكري. خرج أحمد حسين من معركة "مشروع القرش" منتصرا، ونجح في إنشاء مصنع الطرابيش ونال شهرة واسعة ليس في الأوساط السياسية والحزبية فحسب بل أيضا في الأوساط الشعبية، لكنه اكتسب عداوة حزب الوفد الذي بدأ في البحث عن وسيلة للتخلص من صداع حسين ووجد مسئولو الوفد (الحزب الحاكم) ضالتهم في قانون الجمعيات الأهلية، وحاولوا من خلال تعديل القانون حل جمعية مصر الفتاة لكن حسين فطن للعبة "الوفد" وسارع إلى تحويل الجمعية عام 1936 إلى حزب سياسي يحمل الاسم ذاته. وفى أواخر الثلاثينيات دخل حزب مصر الفتاة في مواجهة مباشرة مع السلطة وطالب بتحسين مستوى العمال والفلاحين ودعا أحمد حسين إلى إنشاء نقابات عمالية وتخفيف الضرائب عن الفلاحين، كما دعا إلى تأميم قناة السويس. وأمام محاولات التضييق وفى محاولة من حسين لتفادى ملاحقات الأجهزة قرر في 18 مارس 1940 تغيير اسم حزب مصر الفتاة إلى الحزب الوطنى القومى الإسلامي، وكان ذلك محاولة لجذب قطاعات أكبر من الشباب الذين تأثروا بدعوة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، ونادي الحزب الوطنى الإسلامى بالوحدة العربية والتحرر من كل نفوذ أجنبي. بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها كان مؤسس مصر الفتاة مر بتجربة مريرة في السجن، وبعد خروجه بدأ الدعوة إلى الاشتراكية وتحول مصر الفتاة إلى حركة تطالب بالعدالة الاجتماعية منذ 1948 حتى 1950 وغير اسم الحزب إلى "حزب مصر الاشتراكي" وتضمنت مبادئ الحزب أهدافا تدعو إلى تحديد الملكية الزراعية ب 50 فدانًا وإلغاء سيطرة رأس المال على الحكم وإلغاء النظام الطبقى وتذويب الفوارق في المجتمع وإعادة توزيع الدخل وإلغاء نظام الرتب والألقاب وتأميم الصناعات الكبري. وتحولت مانشيتات صحيفة الحزب إلى الدعوة الصريحة إلى الاشتراكية والثورة، مما كان تمهيدًا حقيقيًا لقيام ثورة 23 يوليو 1952 التي قادها جمال عبدالناصر ومعه مجموعة الضباط الأحرار. لم يكن الضباط الأحرار أنفسهم بعيدين عن حزب مصر الفتاة فقد كان زعيمهم جمال عبدالناصر عضوا لفترة تقترب من العامين في حزب مصر الفتاة بل إن علاقة ناصر بالحزب بدأت في مرحلة مبكرة من حياته خلال مرحلة دراسته في مدرسة رأس التين بالإسكندرية، حيث تشكل وجدانه القومي، ففى 1930 استصدرت وزارة إسماعيل صدقى مرسومًا ملكيًا بإلغاء دستور 1923، فخرجت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور ليشارك في أول مظاهرة في حياته وجرح فيها بسبب ضرب البوليس للمتظاهرين بالعصي، وبوازع وطنى شارك الطالب الصغير في المظاهرة دون معرفة السبب ثم عرف أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة للاحتجاج على سياسة الحكومة. في ذلك الوقت بدأت السياسة تستولى على اهتمام وتفكير ووقت عبدالناصر، وأخذ يتنقل بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدة عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنها لا تحقق شيئًا. لم يكن عبدالناصر وحده هو الذي انضم لمصر الفتاة فقد كان السادات هو الآخر أحد من انضموا للحزب في مرحلة مبكرة بالإضافة إلى حسين الشافعى وعدد آخر من مشاهير ضباط الجيش في ذلك الوقت لكنهم جميعا تركوا مصر الفتاة إلى غير رجعة. لم ينس الضباط الأحرار الدور الوطنى لمصر الفتاة وحين أطاحت ثورة يوليو بالملكية ووضعت المبادئ التي يؤمن بها قادتها موضع التطبيق، تم اختيار عدد من شباب مصر الفتاة للمشاركة في النظام الجديد، فوقع اختيار عبدالناصر على الكاتب الصحفى فتحى رضوان ونور الدين طراف ليصبحا وزيرين في حكومة الثورة، لكن من ناحية أخرى توقف جهاد مصر الفتاة بعد إلغاء الأحزاب عام 1953، وسرعان ما تم القبض على أحمد حسين خلال أزمة مارس 1954 وأودع السجن الحربى وتعرض للتعذيب حين حدث الصراع بين اللواء محمد نجيب وعبدالناصر إذ كان قد أرسل برقية لهما قال فيها: «إن مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها»، وعندما تم الإفراج عنه انتقل أحمد حسين إلى سوريا للحياة فيها ثم لبنان ولندن والسودان، ولم يكف خلال هذا التحول عن إرسال البرقيات إلى الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان عضوًا سابقا في مصر الفتاة وفى هذه البرقيات كان أحمد حسين يطالب بالديمقراطية ويحذر من الاستبداد والديكتاتورية. عاد أحمد حسين إلى مصر سنة 1956 واعتزل العمل السياسي وتفرغ للكتابة وأصدر مجموعة من المؤلفات بينها موسوعة تاريخ مصر في خمسة أجزاء و«إيماني» و«الأرض الطيبة»، وعدد من الكتب الأخرى. لم يكن الضباط الأحرار وحدهم الذين ارتبط اسم مصر الفتاة بهم فقد كان لمؤسس الحزب وزعيمه الروحى أحمد حسين علاقات وطيدة مع جماعة الإخوان ومرشدها حسن البنا وعن طبيعة تلك العلاقة يقول القطب الإخوانى محمود عبد الحليم في مذكراته: "بعد أن غير حسين اسم حزبه إلى الحزب الوطنى الاشتراكى وحتى لا يفشل كسابقيه أراد أن يتحد حزبه مع الإخوان وحينئذ لم ير أمامه من سبيل إلا أن يلجأ إلى الأستاذ المرشد الذي كان يبادله الحب والإجلال فحضر إلى المركز العام أكثر من مرة، وأخبرنا الأستاذ المرشد بأن الأستاذ أحمد حسين جاء ليعرض على الإخوان أن يتحد حزبه مع الإخوان ويعملا معًا وفى اتجاه واحد كما عرض عروضًا أخرى مشابهة لذلك، ولكن الإخوان مع ثقتهم الكاملة في شخصية الأستاذ أحمد حسين وفى نزاهته واستعداده الفطرى للالتزام بالفكرة الإسلامية فإنهم يرون في شخصيات أتباعه نوعيات مهما قيل في حماسها وفى وطنيتها لا تلتقى مع الفكرة الإسلامية في كثير من نواحيها". في عام 1987 دبت الحياة من جديد في أوردة مصر الفتاة بعد أن ظل الحزب متوقفا لفترة وصلت إلى ما يقرب من 35 عاما في ثلاجة التجميد، وأعيد تأسيس الحزب مرة أخرى في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك على أيدى مجموعة من تلاميذ أحمد حسين ومريديه في عالم السياسة، وأتيحت ل "مصر الفتاة" فرصة الممارسة الحزبية والمنافسة في الانتخابات البرلمانية، لكن ولأن الرياح تأتى دائما بما لا تشتهى السفن لم يكد يمر على إعادة تأسيس الحزب 5 سنوات حتى دبت الخلافات والانشقاقات بين قياداته وبدلا من البحث عن موضع قدم بين الأحزاب الفاعلة انشغل الحزب بالمعارك والصراع على قيادته بين أكثر من فريق كان من بينهم على الدين صالح الذي كان يرأس مصر الفتاة في بداية تسعينيات القرن الماضى وعلى الجانب الآخر كان هناك المستشار الوصيف عيد الوصيف واللواء عبدالله رشدي، وقتها كانت جريدة الحزب "مصر الفتاة" التي كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفى مصطفى بكرى أداة من الأدوات التي استخدمت في معركة الصراع بل إن الجريدة نفسها كانت سببا من بين أسباب كثيرة كتبت نهاية الحزب مبكرا بعد أن نشرت على صدر صفحتها الأولى مقالا لرئيس "مصر الفتاة" يطالب بتدويل المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة ويدعو إلى إشراف دولى على تلك المقدسات بالإضافة إلى مقالات تتغزل في التجربة الإيرانية وتبشر بالديمقراطية الكاذبة القادمة من طهران مع حديث مطول عن الزعيم الملهم معمر القذافي. في غمرة الصراع المحتدم على زعامة مصر الفتاة استغل عدد من القيادات حملة "تدويل المقدسات الدينية" التي تبنتها الجريدة الناطقة باسم الحزب للإجهاز عليه، وتصعيد حملات الهجوم ضد ما تحمله الحملة من أطروحات مرفوضة شكلا وموضوعا من كل عربى ومسلم غيور على دينه وعلى مقدساته، وبالفعل نجحت الحملة وأوقفت جريدة مصر الفتاة عن الصدور بحكم قضائي، ودخل الحزب في نزاع قضائى بين قياداته حول الأحق برئاسته أدى إلى تجميد أنشطته انتظارا لكلمة القضاء في النزاع. وبوفاة الأستاذ على الدين صالح رئيس الحزب انحصر النزاع بين اللواء عبدالله رشدى والمستشار الوصيف، وكان قرار لجنة شئون الأحزاب عدم الاعتداد بأى منهما وأن النزاع يجب أن يفض إما بتراضى الطرفين أو بحكم قضائي، ولأن قضايا النزاع على زعامة الأحزاب من القضايا التي تستمر لفترات طويلة في المحاكم قام الطرفان المتنازعان على رئاسة مصر الفتاة بعمل وثيقة اتفاق بعد 4 سنوات من الصراع تنص على اتفاقهم على أن يرأس كل منهم الحزب لمدة 6 أشهر وعلى الثانى أن يدعو لمؤتمر عام وبدأ بالفعل اللواء عبدالله رشدى الفترة الأولى وأكمل مدته وسلم الراية للمستشار الوصيف الذي أكمل مدته وقام بعمل مؤتمر عام وتم مبايعته رئيسًا للحزب ولم يعترض أحد من أعضاء مصر الفتاة إلا أن لجنة شئون الأحزاب هي الأخرى لم ترض بالاتفاق وفضلت أن تنتظر القضاء. ظلت الأوضاع مجمدة داخل مصر الفتاة لكن مصطفى بكرى ومعه مجموعة من قيادات الحزب فاجأوا الجميع في مارس 2006 بإعادة إصدار جريدة مصر الفتاة الممنوعة من الصدور بحكم قضائي، وكانت المفاجأة وجود اسم بكرى وشقيقه الأصغر محمود ضمن أعضاء ما اسموه بالمجلس القيادى لمصر الفتاة، رغم أن بكرى لم يكن عضوا من الأساس في الحزب ولم يكن سوى رئيس لتحرير الصحيفة الناطقة باسمه، ورغم أن اللائحة الداخلية للحزب كانت تنص أيضا على عدم السماح لمن انضموا لأحزاب أخرى بالعودة للحزب من جديد وكان بكرى بالفعل انضم لحزب الأحرار في الفترة التي تلت خروجه من مصر الفتاة وترأس كذلك تحرير صحيفة الأحرار لفترة من الوقت، ودخل في صراعات مع قيادات حزب الأحرار وصلت إلى استخدام عدد من البلطجية للسيطرة على مقر الصحيفة.