في المجتمعات المتقدمة لا تضع الدول رأسها في الرمال، وتواجه أزماتها وظواهرها المنفلتة بالعلم والدراسة، وتبحث عن حلول اجتماعية ونفسية تحقق صفاء المجتمع، أما في مصر فإن الحكومة تغض الطرف عما يعانيه المجتمع من مشكلات اجتماعية تهدد سلامته، فرغم حوادث زنا المحارم وتبادل الزوجات وهتك أعراض الأطفال التي عرفت طريقها إلى المجتمع المصرى مؤخرا تصر الحكومة على أن ما يحدث حالات فردية لا يمكن اعتبارها ظاهرة رغم أن هوس الجنس الحرام ما زال مسيطرا على المصريين لدرجة وصلت إلى تحول دور العبادة إلى وكر للرذيلة. الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، يرجع أسباب تلك الجرائم إلى غياب الوازع الدينى فالإنسان الذي لا يوجد لديه قيم ومبادئ دينية قادر على فعل أي شيء يحلو له.. وللأسف الكثيرون في مجتمعنا يفتقرون للثقافة الدينية السليمة، ويعيشون حالة من العشوائية في كافة مجالات حياتهم سواء عشوائية فكرية، دينية وحتى أسلوب حياتهم". وتابع: "تعاطى المخدرات التي تعمل على تغييب أجزاء من العقل المسئول عن اتخاذ القرار والإدراك وتجعل المتعاطى يتخيل أمورا غير حقيقية، فعندما ينظر إلى ابنته أو أخته أو حتى أخيه في حالات الشواذ الجنسى تجعله يتخيلهم أشخاصا آخرين فيقوم بهذه الجريمة المقززة". وبالنسبة لحالات الاعتداء الجنسى التي تم رصدها في دور العبادة من قبل رجال الدين قال إبراهيم: "ليس شرطا أن يكون رجل الدين متدينا ولديه ثقافة دينية صحيحة، ولكنه يكون شخصا حافظا وليس فاهما فهو وظيفته فقط أن يردد ما تم حفظه وليس مؤمنا به، وللأسف هناك بعض رجال الدين يتعاطون المخدرات مثل الحشيش، والذي يعد أحد أنواع المغيبات أيضا التي تهيئ لهم أمورا غير حقيقية، ومن الممكن أنهم تعرضوا للاضطهاد الجنسى أو التعذيب في الصغر فيشكل لديهم هوسا جنسيا تظهر في صورة هذا التصرف المنحرف". وتشير سامية عثمان، استشارى تربوى وأسرى إلى أن هناك أسبابا أخرى وراء ظاهرة هوس الجنس الحرام، تتمحور في الزواج المبكر للفتيات، والذي يجعلهن يملن إلى السلوك المنحرف للانتقام من الزوج الذي تم الزواج به رغما عنهن أو من الأهل ومن عادات المجتمع الخاطئة، بالإضافة إلى الإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية والتطلع إلى ثقافات مرفوضة لا تناسب أي مجتمع مستقر، ولكن مع غياب الوازع الدينى والتخلى عن القيم والمبادئ مع حب الفضول المدمر الذي يدفع الكثيرين لارتكاب تلك الجرائم البشعة لمجرد التقليد الأعمى فقط". وشددت "عثمان" على ضرورة تغليظ العقوبة على هذه الجرائم البشعة لتصل إلى الإعدام كما حدث مؤخرًا في واقعة «طفلة البامبرز»، مع تعديل قانون الطفل ليصبح عمر الأطفال 14 عاما فقط وليس 18؛ لأنه في هذا العمر يكون إنسانا بالغا ومدركا ما يقوم به ولأنه يوجد الكثير من المحامين منعدمى الضمير مع وجود ثغرات في القانون ينقذون المجرم من العقاب الذي يستحقه فتكون الجريمة أسهل في المرة المقبلة، بالإضافة إلى تشديد الرقابة في المنزل وعدم نوم الأبناء في سرير واحد مع عدم السماح لهم بالجلوس على الإنترنت بمفردهم ولساعات طويلة، خاصة إذا كانوا في عمر المراهقة أو سن صغيرة، وكذلك الرقابة على أصدقاء الأبناء ومحاولة إبعادهم عن أصدقاء السوء أو المنحرفين لحمايتهم من تعاطى المخدرات أو حتى السجائر التي تكون بوابة للسلوك المنحرف، وعدم السماح لأى شخص أن يقبل الطفل رغما عنه حتى وإن كان قريبا جدا له لأن من حق الطفل أن يرفض أن يقبل ذلك دون أن يجبره أحد. وأوصت بتكوين صداقات بين الأم والأبناء للتعرف على ما يتعرضون له في البيئة الخارجية، وعدم السماح للطفل بأن يختلى به أحد سواء كان طبيبا أو رجل دين مهما كانت أهمية ذلك حتى لا يقع الطفل في المحظور، مضيفة أنه في حالة ترك الطفل مع شخص غريب في المنزل مثل المربية أو أحد الأقارب ينصح بتركيب كاميرا مراقبة لمشاهدة ما يحدث في غيابك وإذا كان طفلك يذهب إلى حضانة يجب اختيار المكان المناسب والموثوق فيه. وحول انتشار الجنس الحرام على مواقع التواصل، يوضح الدكتور أحمد ثابت، أستاذ علم النفس، أن الفراغ من أهم الأسباب التي تدفع الشخص للبحث وراء تلك الصفحات، موضحًا أن الشباب المقبلون عليها، ليس لديهم مسئوليات واهتمامات جادة يشغلون أوقاتهم بها. وأضاف أستاذ علم النفس، خلال تصريحات خاصة ل«فيتو»، أنه حسبما أكدت أحدث الدراسات العلمية، فإن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بيئة خصبة لإجراء الممارسات المحرمة، وتجد إقبالا غير طبيعي، موضحًا أن غياب التربية وانعدام الأخلاق والابتعاد عن الدين ساهمت بشكل كبير في زيادة أعداد الباحثين عن تلك المواقع. على جانب آخر، يرى الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع، أن نسبة كبيرة من الشباب أصبح لديه رغبات مكبوتة، ووجد في مواقع التواصل والإنترنت بشكل عام، وسيلة سهلة للتنفيس عن رغباته بعيدا عن الأعين. وأشار أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات خاصة ل«فيتو»، إلى أن انسياق الشباب وراء تلك الصفحات يشكل خطرا كبيرا على المجتمع، ويساهم في انتشار الانحرافات، ويضرب أهم ثروة في الوطن وهى الشباب، ويبعدهم عن دورهم الحقيقى في تنمية المجتمع، موضحًا ضرورة نشر التوعية بمخاطر الانسياق وراء تلك الصفحات، عن طريق وسائل الإعلام ورجال الدين.